بعد اللاذقية الحرائق تضرب شمال لبنان
ضربت موجة حرائق هائلة لبنان منذ منتصف الليلة قبل الماضية، وفاجأت ألسنة لهيبها التي اندلعت على نطاق واسع مناطق عكار في الشمال والشوف وعاليه في الجبل، واستمرت طوال ساعات يوم أمس، في مشهد يذكر بالحرائق التي اندلعت منذ مدة في اليونان، ويضيف إلى اللبنانيين الغارقين في أزمة سياسية حادة وأزمة اقتصادية خانقة وتفجيرات أمنية متواصلة أزمة جديدة، حيث وصلت ألسنة اللهب إلى عدد كبير من منازلهم.
وقال المسؤول في بلدية دير القمر في منطقة الشوف الجبلية إيدي رنو لوكالة فرانس برس إن 15 شخصا أصيبوا بجروح وحروق، وتمت معالجة 20 من مشكلات في التنفس، وأفاد بأن الحرائق امتدت إلى عشرة منازل في المنطقة وألحقت بها أضرارا. ونقلت وكالة رويترز عن جوزيف العتر، وهو من سكان البلدة، أن معظم دير القمر اشتعلت بدخان أسود كثيف، وأن بعض الفيلات اشتعلت فيها النيران، واحترقت السيارات وخطوط الهاتف والكهرباء.
وفيما بدا أن الإمكانات الميدانية واللوجستية لدى الجيش اللبناني والدفاع المدني غير قادرة على تطويق امتداد رقعة الحرائق، طلب وزير الداخلية اللبناني حسن السبع مساعدة إيطاليا، وأجرى في هذا الخصوص اتصالات هاتفية مع السفير الإيطالي غبريال كيكيا وبالسفير اللبناني في روما ملحم مستو، وطلب مساعدة رسمية بإرسال طائرات إيطالية متخصصة في إخماد الحرائق، بعد أن تبين للأخصائيين أن طائرات الإطفاء اللبنانية والقبرصية غير مجهزة للعمل في الظروف المناخية الحالية التي تشهد اشتدادا في سرعة الرياح.
وأضاف بيان صدر عن وزارة الداخلية أن السبع أوعز بتوجيه نداء إلى أصحاب صهاريج المياه كافة، لوضع إمكاناتهم وآلياتهم في تصرف الدفاع المدني، على نفقة الدولة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن ألسنة النيران ظلت تتصاعد من أحراج عندقت القبيات، والتهمت مساحات شاسعة من أحراج الصنوبر والسنديان، وواصلت طوافات الجيش والدفاع المدني والقوى الأمنية والأهالي عمليات الإطفاء ومحاصرة الحريق، ولم تنجح حتى ما بعد ظهر أمس عملية الإطفاء، لشدة الرياح وارتفاع الحرارة، فضلا عن عدم تمكن سيارات الإطفاء من وصول خراطيمها إلى المكان لوعورة الطريق.
وتمكنت قوة من الجيش والدفاع المدني من محاصرة النيران التي شبت فجر أمس في محيط بلدة الكفير قضاء حاصبيا، وواصلت عملها بمساعدة الأهالي لمحاصرتها وإخمادها، بعد أن قضت على آلاف الأشجار الحرجية والمثمرة، وتم إخلاء المنازل التي تقع في إطار هذه النيران من سكانها.
وفي محيط بلدة دير القمر والقرى المجاورة أتت النيران التي لم تتم السيطرة عليها على هكتارات من الأحراش، وقد تصاعد الدخان من الوديان المحيطة بالبلدة، وأتت النيران على أعمدة للكهرباء ولخطوط الهاتف. وفي منطقة عكار في الشمال، وأفادت الشرطة بأن النيران التي اندلعت فجرا قضت على آلاف الأمتار المربعة من أحراج الصنوبر والسرو والسنديان، وأقفلت المدارس في بلدة القبيات في المنطقة بعد أن امتدت النيران إلى منزل عند أطراف البلدة وقضت على محتوياته.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد