بغداد تصعّد لهجتها ضد الإحتلال التركي لأراضيها
بحلول مساء هذا اليوم تكون المهلة التي حددها مجلس الأمن الوطني العراقي لانسحاب القوات التركية التي دخلت إلى أطراف محافظة نينوى قد انتهت، ما يعني أن الساعات المقبلة قد تكون أشبه بمفترق طرق بين تركيا والعراق، حيث أن الأخير توعّد بأن جميع الخيارات ستكون مفتوحة للتعامل «مع «التوغل التركي».
وصعّدت بغداد من لهجتها ضد أنقرة أمس، متهمة إياها بتقديم روايات كاذبة ولا أصل لها بشأن دخول القوة العسكرية إلى معسكر «الزلكان» في أطراف محافظة نينوى.
واستغل رئيس الوزراء حيدر العبادي لقاءه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي وصل بغداد صباح أمس في زيارة رسمية، ليتحدى تركيا بأن تقدم دليلاً واحداً على ادعاءاتها بأن بغداد كانت على علم بالقوة التركية.
وعاد العبادي مساءً خلال لقائه وفداً من محافظة البصرة (جنوب العراق) ليفنّد جميع الروايات التي قدمتها تركيا، من قبيل علم وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي والحكومة الاتحادية أو طلب من قبل محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي. وصدر بيان رسمي عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء نقل عن العبادي قوله إن «الأتراك قدموا عدة تبريرات وذرائع، منها وجود علم لدينا وهذا كذب، وبعدها قالوا إن وزير الدفاع لديه علم واتصل وزير الدفاع بالأتراك وتراجعوا، وبعدها قالوا إن محافظ نينوى السابق هو من طلب ونحن نسأل بأي حق يطلب محافظ سابق هذا الطلب».
العبادي ذكَّر الأتراك بأن المهلة التي حددها المجلس الوزاري للأمن الوطني لا تزال سارية المفعول، وأنه لم يتبق منها سوى 24 ساعة، مجدداً مطالبته لحكومة أحمد داود أوغلو بـ»إخراج هذه القوات فوراً والتصريح باحترام سيادة العراق»، كما وجه العبادي لاحقاً قيادة القوة الجوية العراقية بأن تكون على أهبة الاستعداد «للدفاع عن الوطن وحماية سيادة العراق».
بموازة ذلك، استمرت فصائل «الحشد الشعبي» بتوعد تركيا وتهديدها، ووصلت إلى اللجوء للشارع والدعوة لخروج تظاهرات شعبية عارمة في انسجام وتوافق غير مسبوق بين «الحشد الشعبي» ومواقف الحكومة العراقية. الأمين العام لمنظمة «بدر» والقيادي البارز في «الحشد» هادي العامري انتقد ضعف المواقف الشعبية من «التوغل والاعتداء التركي» على الأراضي العراقية.
أبلغ السفير التركي وزير
الدفاع أن أنقرة أوقفت دخول أي قوات إلى الداخل العراقي
ودعا العامري، الذي تحدث في الاحتفالية السنوية التي تقيمها الجامعة المستنصرية في بغداد تخليداً لذكرى ثورة الإمام الحسين، إلى الخروج في تظاهرات شعبية دفاعاً عن سيادة العراق يوم الجمعة المقبل، مجدداً التأكيد أن أي قوة عسكرية تدخل البلاد أو قاعدة أميركية تنوي واشنطن إنشاءها سيجري التعامل معها على أنها «قوة معادية».
بدورها، أكدت قيادة عمليات نينوى أن المحافظة سيحررها «أبناؤها العراقيون الوطنيون، الذين يؤمنون بالحرية وبالخلاص». وذكرت في بيان أن «قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري اجتمع، اليوم (أمس)، مع مجموعة كبيرة من شيوخ عشائر نينوى لتوحيد الجهود والرؤى المستقبلية بخصوص تحرير نينوى من تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف البيان أن «الشيوخ قدموا وجهة نظرهم بخصوص عمليات التحرير، وكذلك آلية استحصال الموافقات من أجل تشكيل الحشود والعمل على مسك الأرض بعد التحرير».
أما الأتراك فقد أبدوا مرونة بالتزامن مع التصعيد العراقي، تمثلت في إبلاغ السفير التركي في بغداد فاروق قايمقجي وزير الدفاع خالد متعب العبيدي بأن «أنقرة أوقفت دخول أي قوات إلى الداخل العراقي، وأمرت بسحب ما كان موجوداً منها في الطريق باتجاه الحدود العراقية».
وجدد السفير التركي تبريرات حكومة داوود أوغلو، موضحاً (بحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية) أن «القوة التركية التي دخلت الأراضي العراقية، ليست قوات قتالية على الإطلاق ولم ترسل لأداء مهمة قتالية وليس لديها تفويض للقتال، وإنما جاءت لتأمين الحماية لمعسكر زلكان وللمدربين والمتدربين فيه، بسبب كثرة التهديدات الإرهابية الموجهة ضد المعسكر».
وأكد قايمقجي للعبيدي أن «الدعوة التي جرى توجيهها مسبقاً لوزير الدفاع العراقي تغدو ملحة في هذا الوقت، حيث يمكن من خلالها أن يجتمع الطرفان العراقي والتركي للبحث في الآليات العملية التي من شأنها حلّ المشكل بصورة جذرية وضمان عدم تكراره مستقبلاً».
من جهته، رأى رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري، أن تركيا تنوي إدخال قوات «كوماندوس» جديدة إلى الأراضي العراقية، تعزيزاً للقوات السابقة. وأشار في حديث إلى أن تلك القوات ستدخل إلى مدينة تلعفر (ذات الغالبية التركمانية) والتي تخضع لسيطرة تنظيم «داعش».
وفي هذا السياق، أوضح أن تركيا بدأت تخشى بشكل جدي من استهداف مصالحها في العراق، بما فيها السفارة التركية في بغداد، لافتاً الانتباه إلى أن تركيا قد تصدر، خلال الساعات المقبلة، تحذيراً لرعاياها أو تنصح بعدم توجه الأتراك إلى العراق، في الوقت الحالي.
إلى ذلك، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج تحرير 80 في المئة من منطقة التأميم في الرمادي، مؤكداً أن مركز الرمادي على مقربة من التحرير.
وقال رزيج إن «القوات الأمنية استطاعت تحرير 80 في المئة من منطقة التأميم في الرمادي»، موضحاً أن «المنطقة فيها أحياء عدة، منها الزيتون و8 شباط والأكراد والقادسية الأولى والثانية». كما أشار إلى أن «مركز الرمادي اقترب من التحرير، بعد الإنجازات التي حققتها القوات الأمنية واستعادة المناطق والأحياء التي تقع ضمن مركز الرمادي والمحيطة بالمركز».
محمد شفيق
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد