بوتين: يجب منع تفكك أفغانستان.. وميركل: سيطرة "طالبان" مُحبطة

21-08-2021

بوتين: يجب منع تفكك أفغانستان.. وميركل: سيطرة "طالبان" مُحبطة

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اللقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو، إنّه "لدى روسيا العديد من القضايا التي يجب مناقشتها مع الجانب الألماني فهذه ليست زيارة وداع فحسب بل زيارة بنّاءة". وتأتي هذه الزيارة لميركل قبل أن تغادر السلطة في الخريف المقبل، بعد أن أمضت 14 عاماً.

وأكد الرئيس الروسي أنّ "سيطرة طالبان على معظم أفغانستان أمر واقع يجب أن ننطلق منه"، مشدداً على أهمية "منع تفكك الدولة الأفغانية وتفادي أي تدخل أجنبي"، وآملاً بأن "تفي طالبان بوعودها".

وذكر بوتين أنّه "يجب منع تسلل الإرهابيين من أفغانستان إلى الدول المجاورة تحت غطاء اللاجئين"، مبيناً أنّه "يجب وضع حد لأسلوب فرض قيم من الخارج وبناء ديمقراطيات في دول أخرى".

وأضاف بوتين أنّ "العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان لا يمكن وصفها بأنها ناجحة ولكن هذا ليس الأهم الآن".

وتابع: نحن مهتمون باستقرار الوضع في البلاد في وضعها الحالي"، مشيراً إلى أنّ "العديد من السياسيين في الغرب بدأوا يدركون ما قلته في ملاحظاتي الافتتاحية، وهو أنّه من المستحيل فرض معايير الحياة والسلوك السياسي من الخارج على دول وشعوب الأخرى، مع تجاهل خصوصيات التكوين العرقي لهذه البلدان الدينية وتقاليدها التاريخية".

وقال إنّه "يتعين على جميع الدول توحيد جهودها لدعم الشعب الأفغاني وإقامة علاقات حسن الجوار مع أفغانستان".

وفي الشأن السوري لفت بوتين إلى أنّ "العقوبات المفروضة على سوريا هي عقوبات غير قانونية وتجعل الوضع في البلاد صعباً".

بدورها، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، استيلاء حركة "طالبان" على أفغانستان، بأنها "لحظة محبطة"، معتبرةً أنّ "مُساعدة الأفغان الذين يتعاونون مع ألمانيا هو أولوية".

وقالت ميركل إنّ "سيطرة طالبان على أفغانستان تطوّر مؤسف لكنّه أمر واقع ويجب أن ننطلق منه"، مشيرةً إلى أنّ "طالبان كسبت دعماً أكبر مما أردناه وسنضطر إلى التفاوض معها الآن".

وأضافت أنّه "من وجهة النظر الألمانية، فإن الأولوية الآن هي لمساعدة الأشخاص الذين تعاونوا مع ألمانيا على مدى 20 عاماً من مهمة الناتو في أفغانستان"، مشيرةً إلى أنّ "أولئك الأشخاص الذين ساعدونا، يجب أن يكونوا قادرين على مغادرة البلاد".

وأوضحت ميركل أنها "طلبت من الجانب الروسي في المفاوضات مع طالبان التركيز على قضايا المساعدة الإنسانية من الأمم المتحدة في أفغانستان"، مضيفةً أنّ على "المجتمع الدولي أن يُحارب عودة الإرهاب إلى أفغانستان".


وخلال اللقاء قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ خط أنابيب الغاز "نورد ستريم2" أوشك على الانتهاء، وبقي 15 كيلومتراً عن طريق البحر.

وبيّن بوتين أن "الانبعاثات أثناء نقل الغاز عبر نورد ستريم 2 ستكون أقل بعدّة مرات من الانبعاثات اثناء النقل عبر أراضي أوكرانيا".

من جهتها، قالت ميركل: "بالطبع، ناقشنا موضوع نورد ستريم 2، وهذا ليس مشروعاً ثنائياً روسياً ألمانياً، ولكنّه مشروع ذو طبيعة أوروبية، لأن شركات من دول أخرى تشارك فيه أيضاً".

وفي وقتٍ سابق، من تموز/ يوليو الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك جمعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنّ "أميركا قد نتخذ إجراءات عقابية جديدة على نورد ستريم 2".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّه "على مدار سنوات العمل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نما حجم التعاون ونوعيته بين موسكو وبرلين بشكل كبير".

وأشار بوتين أنّه "تم بناء علاقاتنا بطرق مختلفة ومع ذلك، فإن حجم تعاوننا على مرّ السنين وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهناها على مدار هذه الفترة الزمنية الطويلة فقد ازداد وأصبح أكثر كثافة"، مشيراً إلى أنّ "ألمانيا تظلّ أحد الشركاء الرئيسيين لنا في كل من أوروبا والعالم بأسره".

وتابع أنّ "ألمانيا هي الشريك التجاري والاقتصادي الثاني لنا بعد الصين، وعلى الرغم من أننا شهدنا ركوداً خطيراً إلى حد ما في عام 2020، إلا أنّ هناك الآن زيادة بمرتين تقريباً في حجم التبادل التجاري في الأشهر الستة الأولى".

كما أضاف بوتين أنّه "لدينا العديد من القضايا التي تتطلب المناقشة، لذلك أنا متأكد من أنّ هذه لن تكون مجرّد زيارة وداع مرتبطة بقراركم بعدم الترشح مجدداً لمنصب المستشار الاتحادي، ولكن أيضاً زيارة غنية بالعمل".

واعتبرت ميركل، أنّه "يجب إبقاء مفاوضات السلام حول شرق أوكرانيا مستمرة، رغم بطء تقدمها الناتج من التوتر الروسي الأوكراني".

وقالت إنّه "أنصح بالاستمرار في محاولة الحفاظ على هذه الآلية بحيث لا تتعطل في نهاية المطاف رغم أن التقدم المُحرز ليس بالسرعة التي نأملها".

كذلك دعا بوتين إلى مواصلة المفاوضات، لكنّه "اتهم أوكرانيا بالسعي إلى نسفها"، قائلاً: "لدينا انطباع أن سلطات البلد قررت التخلي من حيث المبدأ عن تسوية سلمية".

وشدد بوتين على أنّه عدا عن هذه الاتفاقات "ليس هناك أي أداة أخرى للتوصل إلى السلام" في شرق أوكرانيا، داعياً إلى التعامل معها "باحترام ودقة".

كما طلب بوتين من ميركل التي تزور أوكرانيا، الأحد القادم، بأن "تمارس نفوذها على الطرف الأوكراني من أجل أن يلتزم بواجباته"، وذلك في إطار الاتفاقات التي تتبادل موسكو وكييف بانتظام اتهامات بخرقها.

دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الإفراج عن المعارض الروسي أليكسي نافالني مع تشديدها في الوقت نفسه على وجوب التحاور مع روسيا.

ولفتت ميركل إلى أنّ "الوضع المأسوي" الذي يُعاني منه نافالني المسجون على خلفية قضية احتيال يعتبرها مسيّسة.

وقالت إنّه "لمرّةٍ إضافية طلبت إلى الرئيس الروسي الإفراج عن أليكسي نافالني، وقلت بوضوح إننا سنواصل" القيام بذلك.

إلا أنّ الرئيس الروسي ردّ مشدداً على أنّ المعارض الأبرز للكرملين ليس مسجوناً "بسبب أنشطته السياسية" بل لارتكابه "جرماً بحق شركاء أجانب".

وتأتي هذه التصريحات بعد عام على المحاولة المنسوبة للأجهزة الأمنية الروسية لتسميم المعارض الروسي الذي تلقى علاجه في ألمانيا.

وأوضحت ميركل اليوم خلال المباحثات مع بوتين أنها ستواصل "العمل من أجل وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا حتى اليوم الأخير" من ولايتها.

وتوجه بوتين إلى ميركل بالقول إن "روسيا سترحب دائماً بقدومك إليها حتى عندما تتركين منصبك".

الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...