بوش يفاوض الديمقراطيين لتمرير مشاريع الحرب
التقى الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض ممثلي الديمقراطيين لتضييق شقة الخلاف حول مشروع قرار حول تمويل حربي العراق وأفغانستان مرر في الكونغرس, وقرر هو نقضه لأنه ربط بانسحاب مبكر من العراق.
وأبدى بوش -وقد توسط نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وهاري ريد رئيس الغالبية الديمقراطية- ثقته في التوصل إلى حل وسط, لكنه قال إن الأمر "يحتاج إلى حسن نية" بعد يوم أظهر خلافات الطرفين حسب قوله, في إشارة إلى تصويت الكونغرس أول أمس على وثيقة تمويل الحرب قرر هو نقضها.
من جهتها أبدت بيلوسي استعدادا للعمل مع الرئيس، لكنها حذرت قائلة "لا يجب أن يساء فهمنا، فالديمقراطيون ملتزمون بإنهاء هذه الحرب, ونأمل أن نفعل ذلك متحدين مع الرئيس".
ويبحث الديمقراطيون نسخة جديدة من مشروع قرار يأملون تمريره خلال أسبوعين, ورفعه إلى بوش نهاية الشهر الحالي، حسب زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب ستيني هوير الذي شدد على أن معسكره لن يعرض القوات الأميركية للضرر بحرمانها من التمويل.
ومرر مشروع القانون -الذي يخصص 124 مليار دولار لحربي العراق وأفغانستان- في مجلس النواب بأغلبية 218 صوتا مقابل 208 وامتناع اثنين، وفي الشيوخ بغالبية 51 صوتا مقابل 46.
وفشل مجلس النواب أمس في إبطال الفيتو الرئاسي الذي يستلزم أغلبية الثلثين, إذا لم يوافق على إسقاطه إلا 22 مقابل 203.
وجاء لقاء البيت الأبيض وسط حديث عن استعداد ديمقراطي للتخلي عن المواعيد الصارمة التي وضعوها للانسحاب الذي يريدونه مكتملا بحلول الأول من أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
ويتمثل الحل الوسط الذي قد يقبل به الديمقراطيون في إلزام البيت الأبيض الحكومة العراقية بشروط معينة, تكون "النقطة التي يتحقق عندها التوافق" بين الرئيس والمعسكر الديمقراطي, حسب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميلتش مكونال.
وكانت إحدى الإشارات على أن بوش قد يقبل حلا وسطا في هذا الاتجاه قوله في خطاب بواشنطن أمام "رابطة المتعاقدين العموميين في أميركا" إن "قادة العراق ما زال عليهم فعل الكثير.. وإن الولايات المتحدة تتوقع منهم فعلها".
لكن مع تأكيده على رفض "انسحاب متسرع" لقوات بلاده البالغ عددها 146 ألفا في العراق, لأنه "إذا كان الذهاب إلى الحرب في العراق خطأ فسيكون خطأ أكبر الانسحاب الآن".
الحديث عن شروط -تصحبها رزنامة زمنية تلتزم بها الحكومة العراقية- جاء أيضا على لسان توني سنو الناطق باسم الرئيس الأميركي الذي قال إن بوش "لا يستبعد وضع أهداف" على الحكومة العراقية تحقيقها, لكنه أكد أيضا أن أي مشروع قرار جديد يتطرق للانسحاب سينقض.
واختار خصوم بوش الذكرى الرابعة لما يعرف بـ"خطاب إنجاز المهمة" الذي ألقاه سنة 2003 معلنا انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في العراق ليرسلوا إليه مشروع القانون.
المصدر: وكالات
وهو موعد وصفته المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو بـ"قمة الوقاحة"، وذكرت بأن إقرار مشروع القانون المالي يشهد "مماطلة" منذ 80 يوما.
إضافة تعليق جديد