بوش يورط خلفه بمهمة الخروج من مأزق العراق

13-04-2008

بوش يورط خلفه بمهمة الخروج من مأزق العراق

في نهاية العام الحالي سيبقى في العراق 100 ألف جندي أمريكي على الأقل وإذا كان من رئيس سيقود الولايات المتحدة إلى إنهاء هذه الحرب فهو بالتأكيد لن يكون جورج بوش، الرئيس الذي أعلنها بل الرئيس، أو الرئيسة، الذي سيخلفه.

هذه هي النتيجة التي انتهى إليها أسبوع من المداولات عاد فيها الملف العراقي، في الذكرى السنوية الخامسة لغزو بلاد الرافدين، إلى صدارة الاهتمامات الأمريكية بعدما انشغلت مؤخرا بالمخاوف المتنامية من حصول انكماش في اكبر اقتصاد في العالم.

وفي الواقع فان القرارات التي أعلنها بوش وجلسات الاستماع الطويلة إلى مسؤولين أمريكيين مدنيين وعسكريين في العراق، التي مهدت لهذه القرارات، لم تفاجئ أحدا، كون الرئيس وضع في أجوائها، منذ مدة طويلة، الأمريكيين الذين ما زالت أغلبيتهم الساحقة معارضة لهذه الحرب.

ولكن هذه القرارات أعادت إلى الواجهة طرح السؤال الذي بات مألوفا ومفاده: هل هذه الحرب تستحق كل هذه الخسائر؟ ومتى ستنتهي؟

وهذا السؤال هو احد أهم المحاور التي تدور حولها معركة الانتخابات الرئاسية.

ومع أن بوش أكد انه “رغم أن هذه الحرب صعبة، إلا أنها ليست بلا نهاية” إلا أن قراره تجميد خفض عديد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق عند الانتهاء من سحب خمسة ألوية مقاتلة في يوليو/ تموز، يعني أن عديد القوات الأمريكية في العراق في الخريف سيبقى بحدود 140 ألف جندي، قبيل أشهر من مغادرة بوش البيت الأبيض.

وطمأن بوش قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس إلى انه سيحصل على “كل الوقت الذي يحتاجه” لتقرير ما إذا كان ممكنا إجراء انسحابات أخرى بعد فترة “التعزيز” و”التقييم”.

وفي مقابلة مع شبكة “أي بي سي” التلفزيونية الأمريكية لم يستبعد بوش بقاء 140 ألف جندي في العراق لدى مغادرته البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني ،2009 معربا في الوقت عينه عن أمله بسحب المزيد من الألوية.

ولكنه رفض الحديث عن احتمال انخفاض عدد الجنود الأمريكيين في العراق لدى انتهاء ولايته إلى 100 ألف جندي، عازيا السبب إلى نيته عدم خلق “آمال” تنقلب لاحقا خيبات أمل.وينتشر في العراق حاليا حوالي 158 ألف جندي أمريكي.

وأكد بوش أن “احتمالات النجاح” في العراق “تجددت” وان الوقت ليس مواتيا للتخلي عن الجهود المبذولة لان الوضع في هذا البلد لا يزال هشا. ولكن بوش بدا حريصا على أن يكون الملف العراقي في أفضل حال ممكن حين سيتسلمه منه خلفه.

وقال بوش “أي رئيس كان يحرص على أن يكون هناك إطار، بنية، للرئيس المقبل أيا كان حزبه، لكي يتمكن من معالجة مسائل الأمن القومي التي سيواجهها”.كما أكد أن الانتخابات الرئاسية لن تؤثر بأي شكل من الأشكال في قراره سحب مزيد من القوات من العراق أو عدمه. مع العلم أن فترة “التقييم” التي طلبها الجنرال بترايوس ومدتها 45 يوما تقترب كثيرا من موعد الانتخابات وان الإعلان عن انسحابات جديدة في حينه قد يخدم المرشح الجمهوري. ولكن بوش أكد أن قرار سحب مزيد من الجنود سيتبلور في ضوء المعطيات العسكرية وليس المصالح الانتخابية.

وامتنع الجنرال بترايوس عن الإفصاح عن الظروف التي ستسمح بسحب مزيد من القوات. وهناك كم هائل من العناصر المؤثرة في هذا القرار والتي يستحيل التنبؤ بمصيرها، مثل ارتفاع وتيرة العنف ومواصلة العشائر السنية القتال إلى جانب الأمريكيين وسلوك الزعيم الشاب مقتدى الصدر ومصير الانتخابات المحلية في أكتوبر/ تشرين الأول بالإضافة طبعا إلى الضغوط التي يتعرض لها الجيش الأمريكي الذي وعد بوش بإرسال مزيد من جنوده إلى أفغانستان.        

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...