تدريبات الـ«تاو» في قطر .. أنقرة تدرب «الفتح» في يمور طالق.. و«الأحرار» في كوتشي
تواصل أنقرة دعم المجموعات الإرهابية والمسلحة في سورية، حيث تقوم بتدريب المقاتلين وتسهيل عبورهم إلى داخل الأراضي السورية بالاشتراك مع حليفتها الدوحة، وتغدق عليهم الأموال الطائلة لإغرائهم ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال ليلقوا حتفهم تحت ضربات الجيش العربي السوري.
ومن داخل الأراضي التركية أكد مصدر مقرب من قيادات «جيش الفتح» الذي يقود تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية لـ«الوطن» أن حكومة أردوغان تقيم على الأراضي التركية، وفي أكثر من موقع، معسكرات لتدريب المجموعات المسلحة ومنها من يقاتل إلى جانب «النصرة» في سورية، فيما يتم إرسال بعضهم للتدريب في قطر, حيث يتم انتقاء الجنود الفارين من الجيش السوري والذين كانوا ينتمون فيه إلى الوحدات الصاروخية ليتم نقلهم إلى قطر للخضوع لتدريبات خاصة على استعمال صواريخ الـ«تاو» التي لا تشملها التدريبات في تركيا.
وأكد المصدر أن معظم تلك المعسكرات تقع في مناطق لواء الإسكندرونة السليب الذي يسميه الأتراك إقليم «هاتاي»، موضحاً أن أحد معسكرات التدريبات يقع في منطقة بحرية، بعيدة عن الحدود التركية السورية، تدعى منطقة «يمور طالق» Yumurtalik التابعة لمدينة جيهان التركية، حيث يتم تدريب مقاتلي الألوية التابعة لـ«جيش الفتح»، في حين تقع معسكرات تدريب مقاتلي حركة «أحرار الشام الإسلامية» في مدينة «كوتشي» Guveccy التابعة لأنطاكيا والتي تقع إلى الغرب تماماً من قرية خربة الجوز الحدودية وتبعد عنها فقط 500 متر، بحسب ما أكد المصدر.
وأوضح المصدر أنه وبعد أن ينتسب المقاتل إلى «جيش الفتح» في أي منطقة من ريف إدلب بناء على توصية من أحد قادة المجموعات الثقاة بالنسبة لـ«الفتح» يمنح هذا العنصر مرحلة اختبار تمتد من شهر إلى شهرين يتم خلالها التأكد من ولائه حيث يدفع به إلى الحراسة التي تسمى «المرابطة» لفترة معينة يتبعها في الفترة التالية التحاق بالعناصر المقاتلة على الجبهات للعمل «كمذخر» في نقل الذخيرة وملء مخازن أسلحة المقاتلين الفردية خلال الاشتباكات وتوزيع الطعام عليهم والماء.
وبعد فترة الاختبار يتم نقل العناصر التي تم التأكد من ولائها إلى معسكرات داخل الأراضي التركية ليصار إلى تدريبهم هناك بشكل مكثف لمرحلة زمنية تتراوح بين أسبوع وشهر.
وحول نقل العناصر إلى تركيا، أوضح المصدر، أن ذلك يتم أولاً بتجميع الأسماء عبر مجموعات تتراوح بين 30 إلى 60 عنصراً، وتأمين وسائل النقل المريحة «فانات مكيفة لا تحمل لوحات» تنقل كل منها 10 عناصر فقط حيث تسير قوافل الفانات قبل الفجر من مناطق ريف إدلب في رحلة تمتد على الأقل 3 ساعات إلى كوتشي في أنطاكيا معقل تدريب «أحرار الشام» أو 6 ساعات إلى جيهان معقل تدريب «جيش الفتح»، وفي بعض الأوقات يتم نقل المجموعات معاً إلى أنطاكيا لإيصال مقاتلي «الأحرار» إلى معسكرهم، ومن تبقى من مقاتلي «الفتح» تنقلهم السيارات ذاتها باتجاه منطقة يمور طالق بمدينة جيهان حيث معقل تدريب «الفتح»، الواقع على البحر ولا يبعد كثيراً عن الأحياء السكنية في المنطقة المذكورة.
وأكد المصدر إشراف النظام التركي على عملية انتقال العناصر إذ ترافق سيارات المقاتلين في كل مرحلة انتقال عبر الأراضي التركية سيارات سوداء تقل جنوداً أتراك من معبر باب الهوى وحتى مواقع المعسكرات، واللافت أن هذه السيارات «ترفع العلم التركي إضافة إلى علم الثورة»، مبرراً السبب بضمان أمن قوافل العناصر أثناء مرورها داخل الأراضي التركية ومنع تسلل أو هروب أي منهم إلى تركيا. وبين المصدر أن التدريبات في معسكر يمور طالق مثلاً تتم على يد جنود وضباط أتراك بعضهم بالتحديد من كوتشي إذ يتقنون اللغة العربية بطلاقة، وكل كتيبة تتألف من نحو 175-200 مقاتل يشرف عليهم ثلاثة مدربين، مع تعدد مهام تلك الكتائب فهناك كتائب مختصة بالحراسة وكتائب أخرى منها مختص بالمهام الخاصة (اقتحام)، مؤكداً أن أسماء الكتائب عديدة مثل «التوحيد» و«أسود بدر» و«الخلفاء الراشدون» وغيرها، والأمر ينطبق على معسكر كوتشي، ولاسيما أن المعسكر يتألف من ألوية وكتائب مجاورة لبعضها البعض. وأوضح المصدر أنه ونتيجة الضغط الذي يشكله تقدم الجيش العربي السوري حالياً على جبهات القتال يتم ضغط فترات التدريب في المعسكرات لفترات زمنية تصل لمدة أسبوع واحد. وتشمل التدريبات تمرينات رياضية صباحية يعقبها استراحة طفيفة ثم التدريب على مختلف أنواع الأسلحة الفردية والثقيلة من البندقية ورشاش بي كي سي إلى مدفع 14.5 إلى مدفع 23. وتشمل التدريبات أيضاً كيفية التمويه والتخفي وتمرينات على تسلق الأشجار وقتال المدن، وإقامة الحواجز.
وبعد فترة التدريب يتم منح العناصر راتب شهر كامل يبلغ 200 دولار ومن ثم يتم نقلهم بواسطة باصات كبيرة بمرافقة سيارات تركية يصل عددها أحياناً إلى 15 باصاً دفعة واحدة كل كتيبة على حدة، باتجاه جبهات القتال مباشرة مستغلين الدفع المعنوي للعناصر بعد قبض رواتبهم على أن يتم منحهم إجازات بعد مشاركتهم لمدة أسبوع في المعارك. وأوضحت المصادر أن رواتب مقاتلي «الفتح» و«الأحرار» على السواء تبلغ 200 دولار شهرياً لحث البقية من الشبان على الالتحاق بصفوف التنظيمين الأمر الذي ساهم بازدياد حالات الخطوبة والزواج بين الشباب صغار السن في ريف إدلب لتوافر السيولة المادية بين أيديهم.
وغالباً ما يلقى هؤلاء الشبان حتفهم نتيجة ضربات الجيش ما ينذر بانحسار شريحة الشباب في ريف المدينة الشمالية.
وكالات
إضافة تعليق جديد