ترامب يُعلن إعادة نشر قوّاته خارج ألمانيا: إنهم لا يدفعون!
قرّرت الولايات المتحدة سحب 11 ألفاً و900 من جنودها من ألمانيا لإعادة نشر جزء منهم في بلجيكا وإيطاليا، كما أعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر. وتنظر واشنطن أيضاً في إعادة نشر قوات لها في بولندا ودول البلطيق في حال التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول، كما أكد إسبر خلال مؤتمر صحافي أمس في واشنطن، شدّد فيه على أنّ الهدف من هذه الخطوة استراتيجي، ولا سيما في إطار الردع ضد روسيا. لكنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن قبل دقائق من مؤتمر إسبر، أنّ سحب القوات يعود إلى رفض ألمانيا «دفع المزيد» من الأموال. وقال للصحافيين من البيت الأبيض: «سئمنا من أن نكون حمائم... سنقلّص عدد قواتنا لأنهم لا يدفعون. الأمر بهذه البساطة». وكان ترامب قد وصف ألمانيا قبل نحو شهر بـ«المقصّرة»، بسبب فشلها في تحقيق هدف «حلف شمالي الأطلسي» المُحدّد عام 2014، الذي يقضي بوقف تخفيضات الميزانية والتحرّك نحو إنفاق 2% على الأقل من الناتج القومي الإجمالي على الدفاع بحلول 2024. ورأى أنّ الألمان مقصّرون مقارنة بالأميركيين في ما يتعلّق بالتجارة والدفاع، مُعلناً أنه سيخفّض قواته إلى «أن يُنفقوا أكثر على دفاعهم الخاص».
وينتشر حالياً في ألمانيا 34 ألفاً و500 عسكري أميركي سيعاد 6400 منهم إلى الولايات المتحدة، فيما سينقل 5600 إلى دول أخرى في «شمالي الأطلسي»، كما أكد إسبر، على أن يوزّع نحو ألفي جندي بين إيطاليا وبلجيكا. كما سيجري نقل مقر القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا من شتوتغارت بألمانيا إلى مونس ببلجيكا، حيث يقع مقر قيادة «شمالي الأطلسي»، ما سيوفّر على الجنرال الأميركي الذي يتولّى رئاسة القيادتين تقليدياً التنقل مراراً بين البلدين. كذلك، يمكن أن ينقل مقر القيادة إلى أفريقيا، لكن لم يُتّخذ قرار بعد، وفق وزير الدفاع. وسيبقى 2500 عسكري من القوات الجوية في قاعدة «ميلدنهال» في الولايات المتحدة، بعدما كان مقرراً نقلهم إلى ألمانيا، في حين أكد إسبر أن الخطوات الأولى في هذا الصدد قد تنفذ خلال «الأسابيع المقبلة»، لكنّ ترامب لمح إلى أنه قد يُعاد النظر في هذه الخطة «إذا بدأوا دفع فواتيرهم».
في هذا الإطار، أفاد موقع USA Today بأنّ الإعلان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطّة زيادة وجود القوات الأميركية في بولندا، وهو التحوّل الذي طال انتظاره في وارسو، وتحديداً الرئيس البولندي، أندريه دودا. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين، فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم لأنه لم يجرِ إعلان الخطّة، أنّ هذه التحرّكات ستكلّف «المليارات» وستتطلّب تغييرات في القواعد العسكرية كي تتحمّل القوات الإضافية.
وكان ترامب قد أعلن الشهر الماضي، خلال مناسبة جمعته مع دودا، أنّ بعض القوات ستُنقل إلى بولندا، والبعض إلى مكان آخر. وبناءً على اتفاق جرى التوصل إليه العام الماضي، كانت الولايات المتحدة قد أعلنت فعلاً إرسال نحو 1000 جندي إضافي إلى بولندا. ربطاً بذلك، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه بينما تعدّ ألمانيا مركزاً للعمليات الأميركية في الشرق الأوسط وأفريقيا، فإنّ «القرار بإبقاء نصف القوات في أوروبا حركة واضحة من البنتاغون لتهدئة الحلفاء عبر تجنّب الانسحاب الكامل».
وأشارت الوكالة إلى أنه «بنشر القوات في الشرق، تُرسل رسالة إلى روسيا بأنّ الولايات المتحدة لا تخفّض التزاماتها في المنطقة، وتبقى جاهزة لحماية أوروبا الشرقية من أي اعتداء من موسكو». لكن ذلك لم يكن كافياً لطمأنة أعضاء في حزب ترامب (الجمهوري)، الذين انتقد عددٌ منهم تحريك القوات الأميركية خارج ألمانيا، معتبرين أنّ هذا الإجراء هدية لموسكو، وتهديد للأمن القومي الأميركي. وأرسل 22 عضواً جمهورياً في لجنة القوات المسلّحة في مجلس النواب رسالة إلى الرئيس، قالوا فيها إنّ «خفض التزام أميركا بالدفاع الأوروبي قد يشجّع عدوانية روسيا وانتهازيتها».
الأخبار
إضافة تعليق جديد