تطويق حادث أمني بين البحرية الإيرانية وعدوتها الأمريكية
نجت منطقة الخليج، من اشتباك حقيقي عندما كاد حادث امني بين القوات البحرية الايرانية وقطع من الاسطول الاميركي في مضيق هرمز، يتحول الى مواجهة مسلحة، برغم ان الجانبين الاميركي والايراني اللذين اكدا وقوع الحادث، اختلفا حول تفاصليه، اذ اتهمت الولايات المتحدة الزوارق الايرانية باستفزاز قواتها و«التهديد بتفجيرها»، بينما اعتبرت ايران ان «الحادث عادي» ناتج عن خطأ، وان السفن الاميركية عرفت عن نفسها في ما بعد «ومضت في طريقها».
وكانت محطة «سي ان ان» الاميركية اول من أذاع خبر الحادث الذي وقع السبت الماضي. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها ان «نحو خمسة زوارق إيرانية اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الأميركية عند مضيق هرمز.. لكنها سارعت بالابتعاد بعدما صوبت السفن الأميركية مدافعها نحوها». واضافت ان الزوارق الإيرانية أقدمت على تحركات «استفزازية»، كما وجهت «تهديدات». وذكرت انه في رد الفعل على ذلك «التهديد»، قامت السفن الأميركية بتجهيز مدافعها وصوبتها باتجاه الزوارق الإيرانية، التي ابتعدت في اللحظة ذاتها التي كانت الأوامر بإطلاق النار عليها «على وشك الصدور».
وسارع بعدها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية برايان ويتمان، الى تأكيد الرواية الاميركية للحادث. وقال ان خمسة من زوارق الحرس الثوري الإيراني تحرشت بثلاث سفن تابعة للبحرية الأميركية في مضيق هرمز، واصفا تلك الخطوة بأنها «حادث مستهتر ومتهور، ومن المحتمل أن يكون عدوانيا عند خط ملاحي نفطي رئيسي». بدوره، اكد مسؤول في البنتاغون ان 5 زوارق ايرانية اقتربت مساء السبت الماضي من 3 سفن حربية تابعة للبحرية الاميركية في مضيق هرمز. وأوضح ان الزوارق الايرانية وجهت تهديدات بواسطة اللاسلكي للسفن الاميركية تقول «نحن نقترب منكم الآن. وسيتم تفجيركم خلال دقائق».
وذكر مسؤول اميركي آخر ان الزوارق الايرانية ألقت صناديق امام احدى السفن الاميركية، الا انه لم يخرج اي شيء من تلك الصناديق، معتبرا ان الحادث هو «اخطر استفزاز من نوعه». ولم يحدد المسؤولون نوع القطع البحرية الاميركية التي تعرضت للحادث، الا ان احد المسؤولين قال ان احداها مدمرة.
وأصدر البيت الابيض تهديدا شديدا لإيران، وحذرها من القيام «بأي اعمال استفزازية». وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي غوردن جوندرو في بيان «نحث الايرانيين على عدم القيام بأي اعمال استفزازية يمكن ان تؤدي الى حادث خطير في المستقبل». كما اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان بلاده «ستتصدى لأي تصرفات ايرانية تهدف الى الاضرار بنا او بأصدقائنا او حلفائنا في المنطقة.. وهذا الموقف يحظى بتأييد واسع في المنطقة». وشدد على ان تصريحاته هي توضيح للسياسة تجاه طهران وليست تعليقا محددا على حادث السبت.
غير ان طهران عمدت الى التقليل من اهمية الحادث والرواية الاميركية حوله. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ما جرى بأنه «حدث عادي يقع بين الحين والآخر بين الجانبين نتيجة خطأ في تعريف سفن». واضاف انه عند وقوع مثل هذه الحوادث «يتم حل المسألة بعد ان يتعرف كل طرف الى الآخر». وأكد مسؤول في الحرس الثوري ايضا ان «الحادث عادي». وقال «لم يحدث اي شيء غير معتاد بين قوات دورية الحرس الثوري والسفن الاميركية في المياه الدولية جنوب مضيق هرمز.. البوارج عرفت عن نفسها وتم استجواب قيادتها، كما سبق ان حدث وأعطت رقم تسجيلها وواصلت طريقها بلا مشاكل».
في هذا الوقــت، أعلــنت وزارة الدفاع الأميركية تحــطم طائــرتين مقاتلتين من طراز «أف 18» أثنــاء طلعات تدريبية فوق الخــليج، لكنــّها نفــت أن يكون هذا الحادث ناجما عن نيران معادية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد