تغييرات في التلفزيون وحليمة يتحدث عن استراتيجية جديدة

18-02-2007

تغييرات في التلفزيون وحليمة يتحدث عن استراتيجية جديدة

الجمل: بدأ التلفزيون العربي السوري في الأسابيع الأخيرة بتنفيذ خطة واسعة لإجراء تغييرات على عدة مستويات، وقد لمست هذه التغييرات على الشاشة من خلال تغيير استديو الأخبار وتوفير تجهيزات حديثة تساعد على تغيير نمط تقديم الأخبار المتبع في التلفزيون السوري منذ سنوات طويلة، هذا بالإضافة الى اعتماد مراسلين ميدانيين في أكثر من منطقة في العالم لتزويد نشرة الأخبار بتقارير خاصة، وقد لوحظ في الأسبوع الماضي أنه تم بث تقارير من جنوب لبنان فيما يتعلق بالتجاوزات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية رغم وجود اليونيفيل ، وقد انفرد التلفزيون السوري  بهذه المعلمومات المصورة، بالإضافة لتقارير أخرى اعتبرت بمثابة خطوة مهنية نوعية للأخبار في التفلزيون السوري قياساً الى الجمود الذي  تتسم به، لتعود الأسئلة المكررة  مع كل تغيير  يطرأ على الشاشة السورية  وهي عما إذا كانت هذه التغييرات مجرد إجراءات تجميلية  أم هي خطة عمل جديدة طويلة الأمد تهدف الى إعادة صياغة الشاشة السورية بما يتناسب والتطور الحاصل في الإعلام العربي والعالمي ، وهي أسئلة أثارها  ظهور وجوه جديدة شابة لعدد من المذيعين، وإحداث تغييرات في المواقع الإدارية داخل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالإضافة لوضع خطة برامجية جديدة ، تم بموجبها توقيف بعض البرامج والتقنين في أخرى كالبرنامج السياسي اليومي "نوافذ " الذي أصبح يبث يومين في الأسبوع ، وقد تم التوجيه للمكتب المركزي للاحصاء لإجراء استطلاعات رأي لتقييم البرامج ، استعداداً للدورة البرامجية القادمة ، كي يكون التقييم مستنداً إلى معطيات ومعلومات واقعية.
المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ماجد حليمة كشف في حديث له مع جريدة (الجمل) عن بدء تنفيذ خطة استراتيجية على عدة مستويات تبدأ أولاً بترتيب البيت من الداخل ، والتي تتمثل في تغيير بعض المواقع الإدارية ، وترشيد الجهاز الإداري بما يمكن من ضبط  آلية العمل من حيث آلية التنفيذ وضبط النفقات، و طريقة اتخاذ القرار الذي يشجع العمل ، عبر إعادة الاعتبار للمؤسسة ليأخذ كل فرد في الإدارة دوره لتكريس العمل المؤسساتي، وعلى كل مدير أن يفعِّل مديريته ضمن تصور عام للإدارة متفق عليه ، وعليه تكون مرجعية كل موظف مديره ، لا المدير العام ، فعلى سبيل المثال المدير العام لا يجب أن يحل مكان مدير التلفزيون .لكن هذا لا يلغي التشاور بين المدراء بخصوص التغيير في الخطوط العريضة للعمل، وكلما توسعت دائرة القرار قلت إمكانية الخطأ .
فقد اتخذنا بعض الإجراءات في ضبط إيقاع العمل، وفي مأسسته، من خلال دعوة كل رؤساء الأقسام والمديرين والمفاصل الرئيسية ورؤساء الدوائر للمشاركة في القرار، وشكلت اجتماعاتهم ما يشبه (المجلس الاستشاري)، وبدأنا نتشاور في كل المسائل التي تعنينا كهيئة، وقد انعكست هذه المشاركة بشكل جيد على سير العمل، وظهرت في أسلوب ومستوى التغطية لأحداث الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، فقد تم التعامل مع هذا الحدث بكل مهنية وباهتمام كبير، شعر به المشاهد السوري خصوصاً والعربي عموماً. ‏
وحول إذا ما كانت كثرة الآراء قد تنعكس سلباً على اتخاذ القرار خاصة إن وجد من تتعارض مصالحه مع اتخاذ قرار ما وسعى الى تضليل الآراء الأخرى قال السيد ماجد حليمة أنه في القرارات التي اتخذت لم يحدث هذا ، ولكنه لم يستبعد حدوثه لأن الإنسان في النهاية يسعى لتحقيق مصالحه ، لكن يتم تدارك ذلك من خلال توسيع دائرة الآراء لتشمل أكثر من مستوى بين مدراء دوائر وأقسام ومعاوني مدراء . وحول ما يقال عن أن التدخلات من خارج الإدارة هي التي تفرض القرارات وتتحكم باتخاذها  وضح الاستاذ حليمة بأن الأمر لا يخلو من بعض التدخلات في العمل اليومي، ولكن حين تكون هذه التدخلات إيجابية فلا بأس  وقد تكون دعماً للعمل ، ولاشك أن تعاون الإدارة وانسجامها يحد من التدخلات إذا كانت غير مفيدة.
وحول وصف التغييرات التي تمت لغاية الآن في الإدارات بأنها ليست أكثر من تبديل طرابيش قال مدير عام التلفزيون : بأن التغيير الذي حصل ليس تبديل أشخاص ، إنه كادر إعلامي وتغيير الكادر عملية مهمة جداً، فالتغيير لم يكن شكلياً إطلاقاً، والذين جاؤوا مجدداً الى بعض المواقع كانوا مندفعين ومتحمسين وجرى اختيارهم  من منطلق مهني بحت، وقد اشتغلوا بأمانة.
 وعن الانتقادات الكثيرة التي توجه للتلفزيون السوري ولإدارته الجديدة أكد حليمة أنه يرحب بتلك الانتقادات إذا كانت تنطلق من الحرص على تحسين العمل، ويتم الأخذ بها والتحقق من المعلومات الواردة موضوع النقد، لكن إذا كان النقد ينطلق من نوازع شخصية بغرض التجريح وأحكام مسبقة فلا نعيره أي اهتمام لأنه بالأساس غير مجد.ونحن مقبلون على عمل كبير يحتاج الى نقد حقيقي وتكاتف جهود وآراء لتكون النتائج مرضية .
وعن الخطة الاستراتيجية التي بدء بتنفيذها قال ماجد حليمة إنها تنطلق من خطين متوازيين الأول يخص ضبط آليات العمل داخل المؤسسة ، والثاني خط استراتيجي يتمثل في انجاز مشروع مرسوم ينقل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من واقعها الإداري الذي يكبلها إلى واقع آخر يجعلها تواكب التطور الحاصل في الإعلام  من خلال إعادة هيكلة الهيئة لمنحها مزيد من الاستقلال المالي والإداري ضمن وزارة الإعلام ، وقد عقدنا أكثر من ورشة عمل شارك فيها من نحو ثلاثة وعشرين خبير من اختصاصات مختلفة، وتم انجاز مشروع مرسوم خاص ،وهذا يرتب علينا إعادة كتابة النظام الداخلي  وإعادة توصيف العمل ، وتحديد الوظائف تحويل القوة البشرية العاطلة الى قوة عمل. ولذا فإنه خلال الأشهر القليلة القادمة ستشهد تنفيذ عدة مشاريع منها 
 تحويل القناة الثانية الى فضائية  قناة برامجية سياسية لنقل وجه سوريا الحضاري الى العالم ، ستكون إخبارية وبرامجية، حيث تكون الجرعة الإخبارية فيها أكبر، كما ستتضمن برامج وثائقية، وأخرى تسجيلية، وستقوم ببث حي ومباشر للوقائع والأحداث، بما يضمن أن نعبر عن سورية الحقيقية كما هي.
ومشروع ثان لتحويل القناة الفضائية الى قناة للأسرة السورية والعربية عموماً، حيث تتضمن جرعة أكبر من الدراما، مع جرعة أكبر من الإعلانات، وحيث تؤمن واردات مالية لتحمل عبء البرامج الأخبارية والسياسية التي ليس لها مردود مالي.بالإضافة إلى  مشروع لانجاز محطة تلفزيونية ارضية خاصة بمدينة حلب تركز على الجانب المحلي للمنطقة .
 على صعيد الإذاعة لدينا سلة كاملة من المقترحات  فهناك مشاريع جاهزة هندسياً لتأسيس ثلاث محطات إذاعية جديدة (FM) للشباب، في كل من حلب ودير الزور والحسكة واللاذقية وطرطوس. تماشياً مع  اهتمام الحكومة بتنمية المنطقة الشرقية ، كما لدينا خطة لتطوير إرسال الإذاعة الحالي، بما في ذلك البرنامج العام وإذاعة الشعب وإذاعة الشباب في دمشق. ‏
على مستوى الانتاج التلفزيوني والدرامي  سيتم إعادة النظر في آلية عمل مديرية الانتاج ، وقد اجريت دراسات متعددة لضبط الانتاج والارتقاء الى مستوى جيد لتقديم انتاج متميز يسوق عربياً، بالتوزاي مع مشروع الحفاظ على الأشرطة الموجودة لدى التلفزيون، وقد تم طرح فكرة إنشاء قناة دراما ، لكنها تأجلت لصالح العمل على المشاريع الأخرى. والتي انطلقت حسب قول الاستاذ حليمة أن المسؤولية تجاه المواقف السورية الكبيرة التي اتخذت في خضم الظروف العاصفة التي المت بالمنطقة، تحتم على الجميع وضع تصور للتغيير المطلوب مؤكدا أنه موجود ويتم التعاون مع السيد وزير الإعلام  لتحقيقه .

الجمل
 


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...