تفاصيل تقرير اللجنة السرية الأمريكية حول الشرق الأوسط

08-01-2007

تفاصيل تقرير اللجنة السرية الأمريكية حول الشرق الأوسط

الجمل:   في الوقت الذي كان يتابع فيه الرأي العام الأمريكي تطورات عمل لجنة بيكر- هاميلتون (مجموعة دراسة العراق)، لم ينتبه أحد إلى الطبيعة المزدوجة، ونزعة ثنائية الخطاب الرسمي التي ظلت تتعامل بها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش..
ما تبين وانكشف لاحقاً تمثل في أن لجنة بيكر- هاميلتون، كانت تمثل اللجنة المعلنة، أما اللجنة غير المعلنة فقد كانت تعمل في إحدى غرف معهد المسعى الأمريكي (AEI) حيث كانت يتجمع صقور جماعة المحافظين الجدد -في إحدى قاعات المعهد المغلقة- بشكل دوري من أجل مناقشة الوضع في العراق، وقدرة إدارة بوش في السيطرة عليه وتوجيه تداعياته بما يحقق الأجندة الإسرائيلية- الأمريكية في المنطقة.
أصدرت اللجنة تقريراً أعدة فريدريك كاغان، من 47 صفحة، حمل عنوان (اختيار النصر: خطة من أجل إحراز النصر في العراق_ تقرير المرحلة الأولى).
تناول التقرير أطروحة إحراز النصر في العراق ضمن تسعة نقاط أساسية، هي.
• تأمين السكان العراقيين.
وتناول التقرير عرض هذا الموضوع في البداية عن قصد، وذلك من أجل تضليل المطلعين على التقرير وجعلهم يدركون للوهلة الأولى أن التوصيات (الكارثية) التي يتضمنها التقرير تهدف إلى التزام أمريكا بالاعتبارات الإنسانية المتعلقة بحماية السكان المدنيين العراقيين من مخاطر الصراع والعنف الداخلي والإقليمي.
• التحديات:
وحدد التقرير بوضوح التحديات الراهنة في العراق باعتبارها تتمثل في:
- الوضع الجغرافي الإقليمي الخاص بالعراق والذي يتضمن تداخلاً سكانياً مع دول الجوار الإقليمي غير الراغبة في استقرار العراق وبالذات سوريا وإيران.
- العدو: وأشار التقرير إلى ثلاثة أطراف عراقية باعتبارها تمثل العدو الداخلي وهي:
* جماعات التمرد السنية.
* جماعات التمرد الشيعية.
* الجماعات الإجرامية، والمجرمين.
• الخطة:
وحدد التقرير مفاصل الخطة الآتية باعتبارها الأكثر كفاءة وفعالية في تحقيق استقرار العراق:
- تأمين بغداد.
- حجم القوات المطلوب لتنفيذ الخطة (وافترضت الدراسة أن حجم القوات الأمريكية الموجود حالياً في العراق لا يفي بالغرض المطلوب، وطالبت بزيادة القوات في حدود 30 إلى 40 ألف جندي أمريكي، كذلك طالبت بضرورة تخصيص مبالغ إضافية كبيرة لتمويل الخطة الجديدة، وتضمن تقرير الخطة بعض الخرائط المرفقة التي توضح عمليات إعادة انتشار وتوزيع القوات الأمريكية المفترضة، كذلك أشارت الخطة إلى عملية تدريب قوات الأمن العراقية وتسليمها بعض المهام الأمنية الفرعية التي يمكن أن تقوم بها.
• التعامل مع العدو:
وحدد التقرير ثلاثة أساليب أساسية للتعامل مع العدو، هي:
- الأسلوب العام: ويتضمن أربعة مراحل، هي:
* المرحلة الأولى: نشر القوات وضخ الموارد المالية والعسكرية.
* المرحلة الثانية: التحضيرات والترتيبات لمواجهة العدو.
* المرحلة الثالثة: تنظيف المنطقة من الأعداء.
* المرحلة الرابعة: البقاء والسيطرة والبناء.
- أسلوب التعامل مع الأعداء:
* جيش المهدي
* فيلق بدر
* إيران
* تنظيم القاعدة داخل وخارج العراق
* البعثيون والعسكريون المعارضون
* المجموعات السنية
• تحديد الجدول الزمني:
وقصد التقرير بالجدول الزمني، عملية التسلسل والترتيب الزمني لأنشطة قوات أمريكة وحلفاءها في تنفيذ الخطة، ولم يشر إلى أي جدول زمني يتعلق بالانسحاب لا من بعيد ولا من قريب.
• ما الذي يعقب ذلك؟
وأشار القرير إلى ضرورة أن تعقب ذلك عملية الإشراف على إعادة بناء وتعمير العراق، كذلك أشار التقرير إلى ضرورة قيام القوات الأمريكية والقوات العراقية التي سوف يتم تدريبها بالمزيد من العمليات المشتركة الهادفة إلى تنظيف كل المنطقة من قوى التمرد والعمل المسلح.
• توفير القوات اللازمة ميدانياً:
وأشار التقرير إلى أن العدد الإضافي المطلوب من القوات يبلغ حوالي 16 كتيبة. وافترض التقرير أن تتم عملية توزيع ونشر هذه الكتائب خلال عام 2007م، وذلك ضمن أربعة فترات.
- 3 كتائب يتم نشرها في الربع الأول من عام 2007.
- 4 كتائب يتم نشرها في الربع الثاني من عام 2007.
- 6 كتائب يتم نشرها في الربع الثالث من عام 2007.
- 3 كتائب يتم نشرها في الربع الرابع من عام 2007.
• المقترحات الأخرى وتحدياتها:
ويتعرض التقرير إلى المقترحات الأخرى البديلة، والتي تتمثل في:
- تدريب القوات العراقية بوتائر أكبر، وتسليمها مسؤولية الأمن بأسرع ما يمكن تمهيداً لانسحاب القوات الأمريكية.
- زيادة عدد متدربي القوات العراقية وإشراك جيران العراق بهدف تقليل مستويات العنف.
- تقسيم العراق.
- سحب القوات الأمريكية فوراً من العراق.
ويحاول التقرير توجيه الانتقادات لكل هذه المقترحات، وذلك من أجل إثبات عدم أهليتها للتطبيق ومعالجة الأزمة العراقية، إضافة إلى إضرارها بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
• الاستنتاجات:
ويخلص التقرير إلى استنتاج رئيسي مفاده: ضرورة بقاء القوات الأمريكية في العراق لفترة طويلة غير محددة، من أجل حماية المصالح الأمريكية، والحرب ضد الإرهاب، وحماية المصالح الاقتصادية الأمريكية في المنطقة، والالتزام بعملية تحرير العراق وكل بقية منطقة الشرق الأوسط عن طريق نشر الديمقراطية وقيم الحرية بين شعوب هذه المنطقة.
وأخيراً نقول: إن تقرير معهد المسعى الأمريكي الذي أعده كاغان (أحد زعماء المحافظين الجدد) هو التقرير الذي يحدد الاستراتيجية الحقيقية التي سوف تتبناها بطريقة أو بأخرى الإدارة الأمريكية.. وحالياً هناك الكثير من التحركات الهادفة إلى ترسيخ أطروحات هذا التقرير.. وحالياً تحاول جماعة المحافظين الجدد توظيف نوري المالكي رئيس وزراء الحكومة العراقية التي نصبتها وعينتها أمريكا، من أجل القيام بدور مواز يساند مضمون تقرير المحافظين الجدد، وما الخطة الأمنية التي تحدّث نوري المالكي عنها مؤخراً إلا صورة مستنسخة من الخطة الأمنية الواردة في تقرير المحافظين الجدد.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...