تقديرات إسرائيلية: الحرب في سوريا مفيدة
تقديرات وزارة الخارجية الاسرائيلية الاستخبارية، للعام الجديد، متفائلة على المدى المنظور. ضعف الجيش السوري يلائم تل أبيب، وضعف مصر ــ الإخوان المسلمين ــ لن يسمح لحركة «حماس» بالمواجهة، بينما الضغط على حزب الله في الساحتين اللبنانية والسورية، يبعد تهديده. هذه هي خلاصة تقديرات وحدة الأبحاث في وزارة الخارجية الإسرائيلية، «ميماد»، التي عرضت في مؤتمر سفراء إسرائيل، الذي أنهى أعماله، أمس، في القدس المحتلة، ونشرت صحيفة «معاريف» مقتطفات مجتزأة منه. ترى تقديرات وزارة الخارجية الإسرائيلية أنّ «قدرة إيران على القيام بردّ على أيّ هجوم إسرائيلي ضد منشآتها النووية، قد ضعفت، على خلفية التفكك المتسارع للحكم المركزي في سوريا، إضافة إلى ضعف حزب الله، ربطاً بالضعف السوري نفسه». وحسب هذه التقديرات، فإن «الجيش السوري لن يشارك في أيّ مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، أما احتمالات أن يقدم حزب الله على المشاركة في المواجهة، فباتت ضئيلة، وخاصة أنّه فقد الاسناد السوري، ويواجهه خطر هائل على مكانته السياسية في لبنان». وثمّن التقدير الاستخباري الإسرائيلي «الحرب الأهلية» في سوريا، التي أنتجت واقعاً أفضل للدولة العبرية، واستطاعت من ناحية عملية، أن تصفي تهديد «محور الشر»، المتكوّن من إيران وسوريا وحزب الله، «المحور الذي كان يعدّ، التهديد المركزي لإسرائيل».
وفي تفصيل ذلك، يشير التقدير إلى أنّ «القتال في سوريا، بين الجيش النظامي والمعارضة السورية، أنهى المؤسسة العسكرية السورية كما كانت معروفة (لدى اسرائيل)، وبالتالي لم تعد تخشى حرباً قد تندلع بينها وبين نظام الأسد»، كما يثمّن التقدير ما سماه إضعاف حزب الله من البوابة السورية، إذ إنّ «الصراع داخل سوريا قطع عن الحزب التزوّد بالوسائل القتالية، التي اعتاد أن تصله من جهة سوريا، وكذلك من جهة إيران». وفي الموضوع السوري أيضاً، يؤكد تقدير الخارجية الإسرائيلية، أنّ «عدم وجود تهديد بنشوب مواجهة عسكرية بين الجيشين السوري والإسرائيلي، لا يعني أنّ إسرائيل غير قلقة من تفكّك الدولة السورية، إذ سيتسبّب تفكّكها بتعزز الجهات الإرهابية من الجهاد العالمي، وقد توجّه هذه الجهات نشاطها وسلاحها باتجاه إسرائيل»، إلّا أنّ التقدير أكّد في المقابل، أنّه «لا أحد يمكنه أن يتوقّع متى ينتهي القتال في سوريا، الذي يمكن أن يستمرّ طويلاً».
وحيال قطاع غزة ومصر، يرى التقدير أنّ «وضع إسرائيل قد تحسّن في الجبهة الجنوبية، وأنّ مصر ستعمل على منع حركة حماس في قطاع غزة، من القتال ضد إسرائيل، بل ستمنع حماس من أن تجرّها (مصر) إلى مواجهة مع الدولة العبرية»، أمّا لجهة الدافع المصري، فيرى التقدير أنّ «مصر، وعلى خلفية مشاكلها الاقتصادية، ستكون أكثر حذراً، ومعنية أكثر بالحدّ من أيّ خطوة تضرّ بها»، في إشارة إلى المساعدات الاقتصادية الأميركية السنوية لمصر، وعدم المخاطرة بفقدانها.
ومع كلّ التفاؤل الذي يبديه التقدير الاستخباري للخارجية الإسرائيلية، أكّد الجيش الاسرائيلي، في المقابل، أنّه أنهى استعدادات وتدريبات، لمواجهة عسكرية قد تنشب بينه وبين الجيش السوري، يتخلّلها استخدام سلاح كيماوي ضد أهداف إسرائيلية».
وفي حديث لصحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى أنّ «قيادة الجبهة الداخلية تقوم بإعداد المستشفيات لمواجهة تلقّي إسرائيل هجوماً كيماوياً سورياً»، فيما أشار مصدر عسكري آخر إلى أنّ «التدريبات تجري بوتيرة مرتفعة، ذلك أنّ التدريبات هي السلاح الوحيد للاستعداد لمواجهة كهذه، وخاصة أنّه ليس لدى إسرائيل خبرة في هذا المجال».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجبهة الداخلية قامت ضمن الاستعدادات والتدريبات الأخيرة، بإنشاء مناطق ومساحات تحت الأرض، في عدد من المستشفيات الرئيسية، التي تبلغ 27 مستشفى.
يحي دبوق: الأخبار
إضافة تعليق جديد