تلوث الهواء الداخلي يقتل 1.5 مليون شخص سنوياً
يقتل ما يصل إلى 1.5 مليون شخص حول العالم سنوياً، بسبب مشكلة تلوث الهواء الداخلي في المساكن، الناتجة عن حرق أنواع الوقود الصلب الرخيصة لأغراض الطهي أو التدفئة.
ويعتمد ثلاثة مليارات إنسان حول العالم على أنواع الوقود الرخيصة الثمن، مثل الخشب أو الفحم أو مخلفات المحاصيل أو روث الحيوانات، لطهي الطعام أو التدفئة.
وتنتشر هذه المشكلة في الكثير من بلدان آسيا، وخاصة في المناطق القروية والريفية، وتنتج بشكل أساسي لعدم تزويد المطابخ بمداخن تساعد في تخليص جو المنزل من الهواء الملوث، وفقاً للأسوشيتد برس.
ورغم عدم توجيه اهتمام كافي لهذه المشكلة، إلا أن مجلة "لانسيت" الطبية سلطت الضوء عليها هذا الأسبوع في سلسلة من المقالات تناولت الطاقة والصحة.
وشددت إحدى المقالات على أن تحسين المواقد وإضافة مداخن لها يمكن أن يخفض نسبة التعرض للدخان بنسبة من 30 - 50 في المائة.
وقالت إيفا ريهفيس، من برنامج شراكة منظمة الصحة العالمية للهواء الداخلي النظيف: "لا يمكن لكثير من الناس تخيل كيفية العيش في أكواخ مليئة بالدخان. إن ذلك يفوق سوءاً أكثر الأماكن تلوثاً في العالم بعشرة أمثال."
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية ذاتها فوجئت بحجم المشكلة. فقد تمت دراستها في تقرير الصحة العالمية 2002 الصادر عن المنظمة، وصنف التقرير مشكلة تلوث الهواء الداخلي بعد تلوث المياه والصرف الصحي، كأكثر المشاكل الصحية والبيئية التي تشكل مخاطر صحية في دول العالم النامية.
وقدرت المنظمة في بداية هذا العام، ولأول مرة، آثار تلوث الهواء الداخلي على الدول المختلفة، وتبين من ذلك أنه في عام 2002 كان أكثر من ثلثي الوفيات نتيجة لحرق الوقود الصلب في منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي.
وكانت أعلى معدلات للوفيات والأمراض المرتبطة بتلوث الهواء الداخلي في آسيا في أفغانستان وباكستان، وبنغلاديش، تلتها الهند ولاوس.
وتبلغ نسبة الوفيات الناتجة عن هذا السبب في تلك البلدان ما يقرب من نصف مليون وفاة سنوياً.
وتعتبر النساء والأطفال الأكثر عرضة للتعرض لمخاطر تلوث الهواء الداخلي نتيجة لمكوثهم فترات أطول في المنازل، لممارسة النساء للطهي والواجبات المنزلية الأخرى وهن يحملن أبنائهن، مما يعرضهن لتلوث الهواء الداخلي لفترات أطول.
ويساهم تلوث الهواء الداخلي في وفاة 800 ألف طفل سنوياً نتيجة للإصابة بذات الرئة، وسرطان الرئة، والأمراض التنفسية الأخرى.
ويتأثر أفقر الفقراء بهذه المشكلة، إذ تشير التقديرات إلى أن معدل التلوث في المطابخ البنغالية والهندية يزيد بمقدار 40 مرة عن الحد المقرر من قبل منظمة الصحة العالمية خلال فترة 24 ساعة.
ويساعد استخدام المواقد المحسنة، وأنواع الوقود الأكثر نظافة في تخفيف حدة هذه المشكلة. إلا أن التكلفة تبقى عائقاً أمام ذلك.
فقد بدأت الصين أكبر مشروع لتعديل المواقد في الثمانينات من القرن الماضي، وقدمت أكثر من 180 مليون موقد مع مدخنة خلال 15 عاماً.
وتعمل الكثير من الدول على تحويل النفايات الحيوانية إلى طاقة نظيفة مثل استخدامها في إنتاج غازات حيوية
وقال سميث، لاكاتب في مجلة لانسيت: "قد تقول أن المشكلة هي الفقر، ولكن حتى يتمكن كل إنسان من الحصول على الطاقة النظيفة، فإنك تتحدث فعلاً عن 50 - 100 سنة مقبلة."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد