تنابل أمريكا يتسببون بـ 759 مليار دولار خسائر الشركات
كشفت دراسة حديثة حول سلوك الموظفين أن الأمريكي يهدر ما يزيد عن نصف يوم عمله الأمر الذي يحمل الشركة أعباء تصل زهاء 759 مليار دولار سنويا، وذلك مقابل ساعات عمل يتم استغلالها في أشياء لا علاقة لها بالشركة أو أنشطتها·
ويتصدر الانشغال بتصفح شبكة الانترنت قائمة الاسباب التي تغري الموظفين باضاعة الوقت أثناء العمل بنسبة 44,7 % يليها المزاح مع الزملاء بنسبة 23,4 %·
وجاء في المركز الثالث وبفارق كبير، الانشغال بأمور شخصية بنسبة 6,8 % ثم التجول في أرجاء الشركة واجراء اتصالات هاتفية شخصية بنسبة 3,9% و2,3 % على الترتيب.
وكانت من أطرف الردود التي وردت في الاستبيان ما كتبه أحد الموظفين قائلا بعض زملائي يهدرون أوقات العمل بممارسة رياضة المشي في ردهات الشركة وبين المباني .
وقال التقرير إنه إذا كنت تقرأ هذا الخبر وأنت في مكان عملك الذي لا يتطلب التصفح على شبكة الإنترنت، فهذا يعني، بكل بساطة، أنك تنتمي إلى الشريحة الأولى من الموظفين الذين اعترفوا باستخدامهم الإنترنت لأغراض غير مهنية بعبارة أخرى لاهتمامات لا تمت لعملهم بصلة مباشرة.
جاء ذلك ضمن استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة "أمريكا أون لاين" بالتعاون مع مؤسسة "سالاري دوت كوم salary.com، بهدف إلقاء الضوء على سلوك الموظفين العاملين في الشركات والمكاتب.
وتبيّن من استطلاع الرأي الذي أوردته صحيفة الإتحاد الإماراتية أن الموظف الأمريكي، يقتطع من دوام عمله الرسمي ما يعادل ساعتين، يقوم خلالهما بمهام لا علاقة لها بعمله الأصلي والمأجور، وفي مقدمتها أنشطة مرتبطة بالإنترنت، كتصفح المواقع المختلفة، أو الاطلاع على البريد الالكتروني، أو التواصل مع الآخرين عبر "غرف الدردشة"، أو المشاركة بالألعاب التفاعلية، و حتى الرد على استطلاعات الرأي .
وبرر المشاركون في الاستفتاء هذا التهاون في إنتاجيتهم بأعذار تتلخص، إما بضآلة حجم المهام الموكلة إليهم، او إنخفاض الأجر مقابل حجم العمل المطلوب منهم.
من جهتهم، علق عدد من أرباب العمل على نتائج الاستفتاء، بأنهم كانوا على قناعة بضياع ساعة واحدة يوميا، على أعلى تقدير.
غير أن بعضهم استدرك، وفضّل استبقاء الجانب الإيجابي من الأمر، معتبرا أن الوقت المهدور في النقاشات بين الموظفين، وفي استخدام الإنترنت بالتحديد، يمكن أن يولد أفكارا جديدة لا بد من أن تنعكس ايجابيا على المؤسسة، في نهاية الأمر
الغريب أن الدراسة ذكرت أن الموظفين لينكرون تماما أنهم المسؤولون دوما عن اهدار كل هذا الوقت، حيث ألقى 33,2 % ممن شاركوا في الاستطلاع باللوم في ذلك على عدم وجود عمل لانجازه هو السبب الرئيسي الذي يدفعهم للانشغال بأمور اخرى، في حين قال 23,4 % انهم يهدرون أوقاتهم بسبب شعورهم بانهم لا يحصلون على مرتبات مجزية، بينما أشار 14,7 % الى ان زملاءهم يشتتون انتباههم.
ولكن هل تتوقع الشركات فعلا ان يعمل الموظفون ثماني ساعات يوميا بدون توقف؟ يقول بيل كوليمان نائب رئيس موقع سلاري دوت كوم بالنسبة لبعض الرؤساء فانهم يتوقعون هدرا لا يقل عن 2,09 ساعة يوميا· وأضاف ان دراسات الموقع لمعرفة من هي الفئات التي تهدر أكبر قدر من الوقت؟ أظهرت انه لا تمييز بين الرجال والنساء في هذا المجال وذلك رغم ان مسؤولي الادارة البشرية يشكون دوما في ان النساء أكثر اضاعة للوقت أثناء العمل.
كما أظهرت الدراسة انه كلما تقدم الموظف في العمر كلما قلت نسبة اهداره للوقت اثناء العمل لتصل الى نصف ساعة فقط يوميا بين مواليد الفترة بين عامي 1930 و1949 مقارنة مع 1,59 ساعة بين الموظفين من مواليد 1980 الى ·1985
وتبين ان العاملين في قطاع التأمين اكثر هدرا للوقت بمعدل 2,5 ساعة يوميا يليهم موظفو القطاع العام بمعدل 2,4 ساعة ثم إن العاملين في قطاع التعليم بمعدل 2,2 ساعة يوميا، وجاءت صناعة الشحن كأقل القطاعات هدرا للوقت بمعدل 1,7 ساعة يوميا، والتصنيع بمعدل 1,8 ساعة· وخلصت الدراسة الى القول اذا كان متوسط أجر العامل الاميركي سنويا هو 40 الف دولار أي حوالي 20 دولارا تقريبا في الساعة،
وعلى صعيد متصل أكد الباحث محمد بن عبدالله السهلي في مقاله الذي نشرته صحيفة الرياض السعودية أن هدر الموظفين للوقت أحد أشكال الفساد الإداري، مشيرا إلى أن الفساد كمفهوم عام يعني الانحرافات التي تتم داخل الجهاز الإداري الحكومي وتؤدي إلى صرف ذلك الجهاز عن هدفه الرسمي، الذي يفترض أن يكون لخدمة المصلحة العامة .
ووقال عبد الله السهلي إن الموظف العام هو أهم أسباب الفساد متهما اياه بأنه المعادلة رقم واحد وحجر الزاوية في موضوع الفساد.
ومن مظاهر الفساد الهدر المالي في الدوائر الحكومية ونعني بالهدر هنا كل ما ينجم عنه زيادة النفقات الحكومية بحيث لا تؤدي إلى نتائج ملموسة وملحوظة، أي يتم تأدية العمل الحكومي بتكاليف أكثر مما يجب. والهدر قد يكون مباشراً أو غير مباشر، هدر مادي ملموس أو غير ملموس.
وأكد السهلي أن الوقت المهدر يعد من الأمور التي لا تحظى بعناية واهتمام كافيين للبحث والتركيز.
ويندرج تحت هدر للوقت الخروج المتكرر أثناء ساعات العمل تحت أي مبرر، وكذلك قراءة الصحف اليومية في المكاتب دون الاكتراث بمصالح المواطنين، مما ينجم عنه التأخر الواضح في أداء المعاملات، مستندين إلى قاعدة (العمر يخلص والشغل ما يخلص) للتهاون في أداء أعمالهم، والأمثلة كثيرة لإضاعة وقت ساعات العمل.
ويقول خبراء الادارة ان الشركات الكبرى عادة ما تضع حساباتها عند تقدير الاجور ان الموظف يهدر حوالي 0,94 ساعة من ساعات العمل اليومي في أشياء شخصية او لا جدوى منها، لكن فئة المديرين يعترفون في أحاديثهم الخاصة بان الموظفين يهدرون ما قد يصل الى 1,6 ساعة يوميا.
شيرين حرب
المصدر: المحيط
إضافة تعليق جديد