توقيع اتفاقيات اقتصادية بين سورية واذربيجان

10-07-2009

توقيع اتفاقيات اقتصادية بين سورية واذربيجان

دعا الرئيس  بشار الأسد، في باكو أمس، إلى تمتين العلاقات الاقتصادية بين سوريا وأذربيجان بشكل يسمح بحماية مصالحهما إقليميا. واعتبر أن تطور البلدان منفردة سيعرضها لأطماع، مشددا على انه «حين نتطور مع بعض كدول عبر مصالح مشتركة سنكون أقوياء، فمن الطبيعي أن نتبادل الدفاع عن أنفسنا في أية مشكلة تؤثر فينا».
وأكد الأسد، الذي عاد والوفد المرافق إلى دمشق بعد زيارة استمرت يومين إلى باكو، «ضرورة الربط الفيزيائي بين البنية التحتية لدول المنطقة بما يشكل شبكة متكاملة من أنابيب الغاز والسكك الحديدية والطرق والمرافئ التي تربط بين البحار المتوسط والأسود وقزوين والخليج وحتى البحر الأحمر».
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في سوريا عبد الله الدردري  إن دمشق وقعت اتفاقا مع الأردن للربط السككي سيسمح بوصل الشبكة الحديدية السورية بالبحر الأحمر.
وركز الأسد ـ الذي بحث أوضاع المنطقة في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ـ ونظيره الاذري إلهام علييف، في افتتاح المنتدى المشترك لرجال الأعمال السوري الأذربيجاني في باكو، على الاستثمار في مجال الغاز وربط منابعه في سوريا وأذربيجان عبر شبكة طموحة تمر بتركيا وجورجيا باتجاه أذربيجان.
وقال علييف أنه من خلال ما «تم توقيعه من وثائق ستتطور العلاقات بشكل سريع»، معتبرا أن «اقتصاد كل بلد يكمل اقتصاد البلد الآخر». وأكد أن على البلدين العمل للاستفادة من الظروف والإمكانيات الاقتصادية الكبيرة فيهما، مشيرا إلى أن «كل المجالات مفتوحة للتعاون مع سوريا، وخاصة الاقتصادية والزراعية والطاقة والنفط والغاز».
واعتبر الأسد أن العلاقة الشخصية التي تشكلت بينه وبين علييف ستسمح للعلاقات بين الدولتين أن تتطور من دون بروتوكول. وأشار إلى أن حضور علييف المنتدى للمرة الأولى يعتبر دعما لتوجهات البلدين في التعاون، مضيفا أن توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم وضع بنية تحتية لإطلاق التعاون بشكله الأوسع، موضحا أن دور رجال الأعمال والمسؤولين في البلدين هو التأكد من أن «هذه الاتفاقيات هي بمثابة أبواب فتحت وأن هناك أشخاصا يمرون عبر هذه البوابات».
ولفت الأسد إلى وجود خطوط من الغاز بين أذربيجان وإيران، وأذربيجان وتركيا عبر جورجيا، موضحا أن دمشق وأنقرة بحثتا نقل الغاز بينهما عبر طرق تتصل بخط الغاز الأذربيجاني، مشيرا إلى خط الغاز الذي يصل سوريا بمنابع الغاز المصرية، عبر الأردن.
وقال الأسد ان سوريا تأمل «بأن الغاز لديها أهم من النفط في المستقبل، وسيكون جزءا من الغاز الذي يدور في هذه الحلقة» قبل أن ينبه إلى أن هذه «البنية التحتية الإقليمية لا زالت في بدايتها، ولكن الرؤية التي يمكن أن نضعها اليوم يمكن أن توصلنا إليه خلال فترة زمنية قصيرة».
وأكد الأسد «ضرورة الربط الفيزيائي بين البنية التحتية لدول المنطقة بما يشكل شبكة متكاملة من أنابيب الغاز والسكك الحديدية والطرق والمرافئ التي تربط بين البحار المتوسط والأسود وقزوين والخليج وحتى البحر الأحمر»، مضيفا أنه «بناء على هذا الربط الفيزيائي والعلاقات المميزة بين سوريا وكل من تركيا وأذربيجان وإيران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي فإن الاتفاقيات الثنائية والمتعددة بتبادل السلع والخدمات، وخصوصا الطاقة، أصبحت ممكنة».
وأوضح «هناك خط نفط قديم بين سوريا والعراق باتجاه المتوسط، وهناك عمل على خطوط جديدة بين العراق والمتوسط، ولو نظرنا إلى هذه الخطوط نرى حلقة متكاملة تربط بين هذه الدول». وتابع «نحن نتحدث في سوريا دائما عن الربط بين البحار الأربعة، قزوين والأسود والمتوسط والخليج، هذا الأمر بدأ بخطوط الغاز ولا بد من استكماله».
ووصف الأسد تركيا «بالشقيقة»، مشيرا إلى وجود علاقة جيدة لسوريا بإيران، منوها بأن العراق أيضا «لن يبقى غير مستقر إلى الأبد، ونحن نرى بدايات لتحسن الوضع الأمني والسياسي، وسيكون جزءا من هذه الحلقة». واعتبر أن «تطور البلدان منفردة سيعرضها لأطماع»، مشددا على انه «حين نتطور مع بعض كدول عبر مصالح مشتركة سنكون أقوياء، فمن الطبيعي أن نتبادل الدفاع عن أنفسنا في أية مشكلة تؤثر فينا».
وقال الدردري إن دمشق وقعت اتفاقا مع الأردن للربط السككي سيسمح بوصل الشبكة الحديدية السورية بالبحر الأحمر. وأوضح أن دمشق وعمان اتفقتا على الربط السككي بين سوريا والأردن، مشيرا إلى أن «الفكرة التي طرحت واضحة للترابط الفيزيائي بين البنى التحتية في المنطقة».
وتحدث الدردري عن التموضع الاستراتيجي لسوريا «بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها السياسية، وحاجة البلاد لاستغلال هذا التموضع لتأمين مواردها، خصوصا في ضوء حاجة البلاد لما يزيد عن 132 مليار دولار من الاستثمارات في السنوات الخمس المقبلة لرفع معدل النمو إلى 8 في المئة».
وأشار الدردري إلى أن سوريا دعيت لاجتماع، يعقد في 13 تموز الحالي في أنقرة، للدول المشاركة في مشروع «نابوكو» الذي سينقل الغاز من بحر قزوين والشرق الأوسط إلى أوروبا، مشيرا إلى وجود فكرة لربط الخط العربي مع «نابوكو». وأوضح أن سوريا ستنتج بحلول العام 2011 حوالى 35 مليون متر مكعب يوميا من الغاز في الوقت الذي لا يتجاوز إنتاجها الحالي الـ23 مليون متر مكعب يوميا، وهو ما سيسمح بتأمين موارد الطاقة الضرورية لإنتاج الكهرباء والصناعة في المستقبل.

زياد حيدر

المصدر: السفير


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...