ثقافة القتل في بيئة مغلقة
أسعف عبود إلى المشفى إثر تعرضه لأكثر من طلق ناري في الصدر والبطن والظهر وأجري له العلاج الإسعافي اللازم.
إلا أنه توفي بسبب الصدمة النزفية الناجمة عن الطلقات التي تعرض لها المغدور والتي قدرها الكشف الطبي الشرعي بنحو سبع طلقات استقرت في أماكن مختلفة من الجسم..
يذكر أن المغدور كان متهما بجريمة قتل الشاب سامر قبل حوالى 15عاما على إثر خلاف وقع بينهما حينئذ حيث صدر حكم بحقه عن محكمة الجنايات الأولى بدمشق قضى بوضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة خمسة عشر عاما ومنعه من الإقامة في مكان وقوع الجرم مدة توازي مدة محكوميته إلا أنه كان يتردد على منزل والدته في مسرح وقوع الجريمة بعيد خروجه من السجن حيث كان يراه كلما ذهب وغدا ذوو المغفور له سامر ما أجج نيران الأحقاد الغافية وحرك نوازع الانتقام الدفينة بين الاثنين اللذين راحا يترصدان بعضهما ويهدد كل منهما الآخر بالقتل ولاسيما أن أهل المغفور له سامر كانوا قد رفضوا إسقاط الحق عن المتهم بقتل ولدهم حينئذ ما حجب عنه الأسباب المخففة القانونية.
شهود عيان أكدو تسلح الاثنين بمسدسين طيلة الوقت وقد أفاد اثنان أمام قاضي التحقيق أن نية الثأر كانت مبيتة عند كليهما اذ سبق أن عاتب والد المغفور له سامر ولي أمر خطيبة المغدور عبود وجدتها على قبولهما بهذه الخطبة وقال لهما بعصبية ( كيف توافقون والقضية غير منتهية بيننا) .
في حين نوه ثالث إلى ملاحظته وجود مسدس كان يقتنيه المغدور عبود وفي معرض شكوى له منه ومن مضايقات أهله له في قسم الشرطة, قال:( يجب أن أفرغ رصاصاته كلها في كاظم ويقصد شقيق المغفور له سامر).
نقطة الخلاف في هذه القضية أن المتهم بقتل عبود وهو أخ المغفور له سامر كان - ( كما يقول موكله)- في حالة دفاع مشروع عن النفس لتساوي الاداتين الجرميتين التي معه ومع خصمه..
ولاسيما بعدما ظهر شهود عيان على الحادثة أكدو أن المغدور من أشهر مسدسه أولا في وجه غريمه كاظم.
وهذا ما ورد بداية في اعترافات المتهم بقتل عبود الذي قال:
--كنت مقيما بألمانيا منذ عام 1987 وقد حضرت إلى سورية عدة مرات كان آخرها قبيل الحادث بخمسة أو ستة أيام حيث ذهبت إلى ذوي زوجتي من أجل مصالحتها وعند عودتي إلى المنزل شاهدت المغدور يترصدني على مسافة 5 أمتار من الساحة وبيده مسدس فأخرجت عندئذ مسدسي ولقمته وأطلقت النار عليه وعند سقوطه على الأرض تمكنت من الهرب حيث اندسيت في سيارة عابرة كان فيها رجل وامرأة وطلبت من سائقها السير حتى الاوتستراد حيث ترجلت من هذه السيارة واستقليت أخرى إلى مكان تواريت فيه عن الانظار وأخبرت أهلي بقتل المغدور..
رغم تأكيد المتهم في اعترافاته أنه لم يكن يقصد قتل المغدور وإنما عندما شاهد المسدس بيده ظن أنه لا محالة قاتله فبادره بإطلاق النار دفاعا عن نفسه ولاسيما أن ضبط الشرطة أكد وجود طلقة مستعملة في حجرة الانفجار بمسدس المغدور ولم تخرج - حينئذ - لاستعصاء بسبب خطأ فيه.
إلا أن هذا القول نفاه شهود عيان أفادوا أمام هيئة المحكمة أن المغدور كان يقفل سيارته وظهره للمتهم وقد تبين بتقرير هيئة الكشف بالطب الشرعي وجود فتحة دخول طلقة في أسفل الظهر ما يؤكد أنه أصيب من الخلف..
وتعدد الطلقات التي قدرها بعض شهود عيان بعشر طلقات أكد أن النية الجرمية متوافرة بحق المتهم الذي كان قد أحضر الأداة القاتلة بطبعها وقام بإطلاق النار باتجاه أماكن قاتلة في جسم المغدور وكرر الاطلاق حتى تحقق له إزهاق روحه ولاذ بالفرار الأمر الذي حدا بمحكمة الجنايات الأولى بدمشق إلى إدانة المتهم تولد 1963 بالاتفاق بجناية القتل قصدا ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة خمسة عشر عاما والزامه بدفع سبعمئة الف ل.س لجهة الادعاء الشخصي تعويضا لها عما لحق بها من ضرر مادي ومعنوي جراء مقتل مؤرثها.
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد