جحيم التهجير يرخي بثقله على اللاجئين العراقيين والفلسطينيين
كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مجموعة من العراقيين اللاجئين في سوريا بدؤوا بالعودة للعراق، وإن كانت ترى أنه من المبكر لأوانه تأييد مثل هذه الخطوات بسبب الأوضاع في البلاد.
وقالت الوكالة الأممية إن الأسبوع الأخير شهد عودة 600 عراقيا في المتوسط يوميا من سوريا- التي لجأ لها 1.5 مليون عراقي- إلى العراق.
وكانت الحكومة العراقية قد أشرفت الثلاثاء الماضي على تنظيم نقل 800 عراقي من الجارة سوريا إلى البلاد، لافتة إلى أن 46 ألف عراقيا عادوا فعلا من دمشق لبغداد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيانها إلى أن العديد ممن عادوا، نفدت أموالهم أو انتهت صلاحية تأشيرة الإقامة في سوريا.
وقالت في البيان "نرحب بأي تحسن في الوضع الأمني وسنكون مستعدين لمساعدة الأشخاص الذين قرروا أو بصدد تقرير العودة طوعيا" مشددة على أن تحديد مدى ملائمة الوضع الأمني يعود للعراقيين أنفسهم.
وأكدت الوكالة أنها لا ترى أن الوقت قد حان لمثل هذه العودة أو الترويج لها وتشجيعها.
وأعلنت في البيان أن العودة ممكنة فقط عندما تتوفر الظروف المناسبة بما فيها الدعم المادي والقانوني والأمن.
وأشارت الوكالة نقلا عن تقديرات حكومية إلى أن هناك قرابة 2.2 مليون لاجئ عراقي، بما فيهم أولئك الموجودين في سوريا بالإضافة إلى نصف مليون لاجئين في الأردن.
كما أن هناك قرابة 2.4 مليون عراقي مهجّر داخل العراق.
وكانت حركة النزوح قد تفاقمت في فبراير/شباط عام 2006 إثر تفجير مرقد شيعي في مدينة سامراء ما أدى إلى تفجر موجة عنف مذهبي بين سنة وشيعة العراق.
بموازاة ذلك، قالت المفوضية إن ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلان مريضان لقوا حتفهم مؤخرا خلال انتظار من يستضيفهم من الدول العربية والأجنبية، بعد أن تقطعت بهم السبل في مخيم "الوليد" على طول الحدود العراقية السورية.
وتقول الوكالة إن هناك قرابة ألفي من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون جحيم التهجير بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات في العراق.
وكانت المفوضية ناشدت مرارا الجهات المسؤولة العمل على استضافة المرضى الأطفال في مخيم "الوليد."
وقالت إن بين الضحايا طفل في الثالثة من العمر كان يعاني من مرض ذات الرئة، لافتة إلى أنه توفى قبل عدة أيام في مستشفى بمدينة الرمادي ودفن لاحقا في أرض المخيم، أما الضحية الأخرى فمراهق في الرابعة عشرة كان يعاني من مرض خطير وتوفى في بغداد الأسبوع الماضي.
فيما الضحية الثالثة هو رجل خمسيني، وقد توفى في المخيم.
وأوضحت الوكالة أنه منذ حركة التهجير في ربيع 2003 مع الغزو الذي شنته الولايات المتحدة ضد العراق، لقي سبعة أشخاص حتفهم في المخيم.
يُذكر أن الوكالة تسعى إلى إيجاد دول تستضيف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات على طول الحدود العراقية من أجل توفير الرعاية الصحية الضرورية للمحتاجين.
وقالت إنها استطاعت تأمين ذلك لعائلة من ثمانية أفراد بينها العديد من الأطفال المرضى، ونقلتهم إلى النرويج الشهر الفائت، فيما لديها حالياً 11 ملف صحي لفلسطينيين بحاجة لدول تستضيفهم وتوفير الرعاية الصحية لهم.
وتسعى الوكالة إلى تأمين من يستضيف المجموعة الفلسطينية بأكملها.
وأوضحت المفوضية "نسعى لحلول للمجموعة بأكملها منذ العام الماضي ووصلتنا مؤشرات إيجابية من السودان وشيلي، وكانت البرازيل قبلت في بداية هذا العام استضافة 107 فلسطينيين كانوا عالقين في مخيم "الرويشد" في الأردن منذ سنوات."
يُذكر أن آلاف الفلسطينيين عاشوا في العراق، بعضهم أنتقل لهناك منذ نشؤ دولة إسرائيل فيما ولد البعض فيها، كما أن العديد منهم تلقى معاملة استثنائية خلال نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، غير أنهم سرعان ما تحولوا إلى أهداف للعنف والقتل بعد الإطاحة بصدام في عام 2003.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد