جدول أعمال زيارة موفاز والوفد الأمني الإسرائيلي لواشنطن

الجمل: لم يعد الحراك المكثف على خط واشنطن – تل أبيب يركز حصراً على ملف أزمة البرنامج النووي الإيراني وملف أزمة عملية سلام الشرق الأوسط وأزمة قطاع غزة وأزمة حزب الله اللبناني، وإنما برز بقوة ملف الصراع السوري – الإسرائيلي إلى المقدمة.
* الحدث:
نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم تقريراً إخبارياً حمل عنوان «نائب رئيس الوزراء المتوجه للولايات المتحدة يقول: الكرة الآن في ملعب سوريا». وقد أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• سيتوجه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز إلى واشنطن لمواصلة الحوار الاستراتيجي الأمريكي – الإسرائيلي.
• سيقابل الجنرال موفاز في واشنطن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس.
• صرح الجنرال موفاز قبل سفره مشيراً إلى عدة نقاط:
* الكرة الآن في ملعب سوريا.
* إن سوريا غارقة في تقديم المساعدات والدعم لحزب الله وحركة حماس وغيرها من الجماعات.
* الآن يتوجب على سوريا أن تقرر إذا كانت ترغب في السماح لإيران بقيادة المنطقة أم أنها ترغب في التخلي عن محور الشر.
• سيقود الجنرال موفاز وفداً إسرائيلياً يضم كل من:
* الجنرال أموس غيلعاد رئيس المكتب الأمني – الدبلوماسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية.
* أهارون إيراموفيتش المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
* كبار المسؤولين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
* كبار المسؤولين في الموساد الإسرائيلي.
* جدول الأعمال المعلن لزيارة موفاز:
تقول التسريبات الإسرائيلية بأن الجنرال موفاز سيناقش مع وزيرة الخارجية الأمريكية العديد من القضايا الرئيسية التي ستشمل:
• تشديد العقوبات المفروضة على طهران.
• الفشل في تنفيذ قرار مجلس الأمن المتعلق بلبنان وتحديداً القرار 1701، والتفاهم حول إمكانية توسيع نطاق هذا القرار.
• التطورات الدبلوماسية الجديدة المتعلقة بسوريا.
كذلك سيلتقي موفاز مع ممثلي ومندوبي الجمعيات والمنظمات اليهودية الأمريكية إضافة إلى أنه سيلقي خطاباً أمام طلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة يال الأمريكية، وسيعود إلى إسرائيل يوم الجمعة القادم.
* محاولة القراءة في جدول الأعمال غير المعلن:
النظرة الفاحصة لطبيعة انتماءات وارتباطات أعضاء الوفد المرافق لموفاز إضافة إلى موفاز نفسه تشير إلى الطبيعة الاستخباراتية – العسكرية لجدول أعمال الزيارة لأن:
• وجود الأمن العسكري الإسرائيلي معناه تنسيق أمريكي – إسرائيلي استخباري عسكري ميداني.
• وجود جهاز الموساد الإسرائيلي معناه تنسيق عمليات سرية إسرائيلية – أمريكية وتنسيق تبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالأمن الخارجي الأمريكي والأمن الخارجي الإسرائيلي.
• وجود وزارة الخارجية الإسرائيلية معناه أن الأمر يتعلق بالأمم المتحدة وعلاقات أمريكا مع بعض الأطراف الشرق أوسطية، وكيفية الترتيب بين الخارجية الأمريكية والخارجية الإسرائيلية لجهة إدارة ملف الوساطة التركية الجارية حالياً لحل الصراع بين دمشق وتل أبيب.
• وجود وزارة الدفاع الإسرائيلية وتحديداً مدير مكتب الشؤون الأمنية – الدبلوماسية، معناه، أن تنسيقاً عالي المستوى سيجري لجهة وضع الترتيبات اللازمة بحيث لا يتعارض المسار العسكري الإسرائيلي – الأمريكي مع المسار الدبلوماسي الإسرائيلي – الأمريكي.
وبتجميع هذه الحلقات يتوجب علينا أن نتوقع أن الصيف الشرق أوسطي الذي بدأت بواكيره سوف لن يكون هادئاً بأي حال من الأحوال، إضافة إلى وجود الانتباه إلى أن زيارة موفاز والوفد الأمني العسكري المرافق له قد جاءت في نفس الفترة التي كان من المفترض أن يقوم خلالها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بزيارته إلى واشنطن ومقابلة وزيرة الخارجية ووزير الدفاع ونائب الرئيس الأمريكي، ولكن وزير الدفاع أعلن بشكل مفاجئ عن إلغاء الزيارة تحت مزاعم أن لا يساء فهمها على خلفية نشر الإدارة الأمريكية للمعلومات المتعلقة بالغارة الجوية الإسرائيلية على المنشأة النووية السورية المفترضة، والسؤال هو إذا كان ذلك كذلك فلماذا لم يتم إلغاء أو تأجيل زيارة موفاز أيضاً، علماً بأن نفس أسباب إلغاء زيارة باراك تنطبق عليها؟ وهل قرر الإسرائيليون استبدال الوزير باراك بنائب رئيس الوزراء موفاز بما يجسد تعبئة دبلوماسية – أمنية – عسكرية إسرائيلية أكبر لمعالجة الموقف مع واشنطن والنظر في كيفية الخروج من شباك دمشق التي وقعت فيها تل أبيب وأصبحت تأمل الخروج بمساعدة واشنطن التي اعتراها الغضب خاصةً بعد كشف دمشق عن العرض الإسرائيلي والذي أربك الأوراق والحسابات في غرف محور واشنطن – تل أبيب المغلقة؟ فهل سيكتفي موفاز بمقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية لأن تشيني الغاضب قرر عدم مقابلة باراك، أم سيقابل موفاز ديك تشيني ووزير الدفاع وربما بوش؟

الجمل: قسم الدراسات والترجمة