جيتس يدعو إلى انسحاب"بطيء ومدروس"ويقرّ بصعوبة هزيمة القاعدة
اعتبر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، في أكثر التقييمات تشاؤما عن التقدم الذي حققته إدارة الرئيس جورج بوش في حربها على الإرهاب وفي العراق، أن "نهاية الشوط" أصبحت وشيكة في البلد المحتل، ولكن الانسحاب الأمريكي سيكون "عملية بطيئة" ويجب أن تتم من دون تهور خشية حصول نتائج وخيمة بالنسبة للولايات المتحدة، وأكد ان النجاحات العسكرية الأولية التي حققتها الولايات المتحدة ضد القاعدة ومتطرفين إسلاميين آخرين حولتهم إلى منظمة متشرذمة فيها عناصر مستقلة، الأمر الذي يجعل إلحاق الهزيمة بهم أصعب.
وقال جيتس في خطاب ألقاه، أمس الأول، في المقر العام للقوات الخاصة الأمريكية في تامبا (فلوريدا، جنوب) "نرى من الآن وصاعدا ما يشبه نهاية الشوط في العراق، مع الانسحاب التدريجي لقواتنا المسلحة وسلسلة تغييرات معقدة تهدف إلى تسليم مسؤوليات العمليات الأمنية اليومية بشكل بطيء إلى العراقيين".
وأضاف "لكن هي عملية بطيئة وأكثر بطأ مما ترغب فيه الأكثرية وأنا منهم. ولكن هذا الأمر هو ضروري إذا أردنا أن ندير بشكل صحيح نهاية الشوط" في حين أن الحرب على العراق التي دخلت عامها السادس لم تعد تحظى بتأييد الرأي العام الأمريكي لها. وأوضح "أخشى أن يؤدي الإحباط حيال بطء التقدم والتركيز على التضحيات التي قدمت حتى الآن، إلى اتخاذ قرارات تسامحية على المدى القصير ولكنها ستكون مكلفة لنا على المدى الطويل".
وأشار جيتس إلى انه "خلال هذه الحرب حاولنا تسليم مسؤولية المحافظات والمناطق الى العراقيين قبل أن يكونوا على استعداد لذلك بدافع التوقعات المتفائلة جدا والتي لم تكن بالضرورة متطابقة مع الحقيقة" وقد "أدى ذلك إلى الفشل". وقال أيضا "يجب أن نكون واقعيين حيال التحديات التي يواجهها العراق: القاعدة ما زالت قوة فتاكة والميليشيات المسلحة تواصل تفخيخ دولة القانون، والحكومة، وبالرغم من التقدم الكبير، ما زالت بحاجة لتعلم الكثير كي تستطيع تقديم خدمات وأمن لشعبها".
وأوضح جيتس أن "النجاحات الأولية في هذه الحملات، ومنها تعطيل مراكز القيادة والتحكم والاستيلاء على الملاذات الآمنة تمخضت فقط عن عدو...أكثر تشرذما وعن حركة عقائدية لم تعد مقيدة بتسلسل قيادي صارم". كما صرح بأن خطر استخدام هذه الجماعات للأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية وأسلحة الانترنت يتنامى. وأضاف "نحن في حالة حرب حاليا مع أفغانستان بسبب الأخطاء التي ارتكبناها، وأنا من الذين ارتكبوها، في المرحلة الأخيرة من الحرب ضد السوفييت نهاية الثمانينات. إذا خسرنا نهاية الشوط في العراق فأتوقع أن تكون النتائج أسوأ بكثير".
لكنه جادل بأن العراق وأفغانستان وفرا للولايات المتحدة أفضل فرصة لإلحاق الهزيمة بالقاعدة والجماعات المرتبطة بها. وحذر من الانسحاب من العراق. وقال وزير الدفاع الأمريكي إن تحقيق النصر في هاتين الحربين "يوجه ضربة حاسمة للأساس العقائدي للحركات المتطرفة". كما قال جيتس إن العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان تقدم نموذجا للمهارات التي ستحتاجها الولايات المتحدة في عمليات مكافحة الارهاب في مناطق أخرى. وأضاف "الجبهات الأخرى في هذه الحرب الطويلة لن تكون بنفس الشكل لكنها ستستخدم نفس التكتيكات الأساسية".
وأطلق وزير الدفاع الأمريكي على استراتيجية العمليات الخاصة المركزة لمكافحة الإرهاب اسم "الإقناع" وقارنها بالردع وهي استراتيجية اتبعت في فترة الحرب الباردة لردع الاتحاد السوفييتي السابق وباقي الخصوم المحتملين. وقال إن الهدف من استراتيجية "الإقناع" هو تشجيع الناس على دعم حكوماتهم بدلاً من دعم الجماعات المتطرفة وإقناع من يمول هذه الجماعات المتطرفة ويجند لها الأنصار ويوفر لها ملاذات آمنة بأن جهودهم لا طائل من ورائها.
إضافة تعليق جديد