حالة طوارئ سينمائية يفرضها دريد لحام في حمص

13-12-2006

حالة طوارئ سينمائية يفرضها دريد لحام في حمص

الجمل – حمص – بهيج وردة :   توقفت سينما حمص عن عروض الأفلام المتواصلة, وبدأت بتطبيق نظام الحفلات المنفصلة مع بدء عرض فيلم ( الآباء الصغار ), الذي ساهم اسم دريد لحام ممثلا ً, دون التطرق إلى دوره ككاتب و مخرج , إضافة إلى السمراء ( حنان الترك ) – قبل الحجاب -  في رفع  نسبة الإقبال الجماهيري , و أجبر أفلاما ً تمتلكها الصالة  مثل  (  Casino Royal) , أحدث أفلام العميل السري 007 (جيمس بوند) على الانتظار , مع فيلم (عمارة يعقوبيان) .
دعاية مكثفة

لم يعتمد مالكو سينما الزهراء بدمشق و سينما حمص , اللتين تأخر العرض فيهما عن حلب, بسبب العدوان (الصهيوني) الأخير على لبنان, على نجومية أبطاله ( دريد و حنان و الضيفة سلمى المصري ) , وعلى حضورهم العروض الافتتاحية فقط , إنما كان للإعلانات الطرقية المكثفة التي ملأت شوارع المدينة, دور مهم في إعلام الناس عن عودة السينما للمدينة, فالكثير ممن عرفوا السينما في ربيعها و خريفها, لا تزال سمعة أفلام العروض المستمرة عالقة بأذهانهم , بعد انتكاسة السينما في سوريا , إلا أن الرواد الأوائل ما لبثوا أن عبروا عن إعجابهم بالمقاعد الحمراء المريحة , التي تشبه مقاعد الطائرة كما وصفتها ريما (22 سنة) , التي حضرت العرض مع صديقاتها , حيث كانت المرة الأولى التي تدخل فيها إلى سينما حمصية , أما إيلي (مهندس معلوماتية متخرج حديثا ً) فجاء مع مجموعة من الأصدقاء و الصديقات من قرية زيدل القريبة من حمص , فرأى فيها فرصة للقاء الشلة و الترفيه في آن معا ً , بديلا ً عن المطاعم و المقاهي , بغض النظر عن انعدام أماكن الترفيه في القرية .

نجم شباك
يدخل الفيلم في أسبوعه الرابع , وهو رقم قياسي في زمن عرض الأفلام , إلا أنه حظي بجمهور غص به (البلكون) الذي يتسع ل (350) شخصاً, و المخصص للعائلات فقط  , حيث رفض مدير الصالة (حسن عرابي) التصريح عن أرقام الزوار خلال الأسابيع الماضية, مؤكدا ً وجود جمهور كبير ,  و اضطراره في بعض الحفلات لحجر الصالة السفلية,  التي تتسع لـ (360) شخصا ً للعائلات , و هو إنجاز يحسب لصالح عودة الجمهور إلى السينما , ففي حيــن يلقي أمين ( طالب في كلية العلوم ) اللوم على أصحاب الدور, الذين يتأخرون في عرض الحديث من الأفلام , يرى مدير صالة سينما حمص أن المشكلة حُلّت ,  بعد سماح وزارة الثقافة باستيراد الأفلام مباشرة , إلا أن الخوف من الخسارة يبقى دوما ً في الحسبان , خصوصا ً أن الجيل الشاب لم يعتد دخول السينما , في ظل الأحوال السيئة لها سابقا ً , و توفر البدائل من أقراص ليزرية (DVD) , إلا أن القضية على ما يبدو قضية إعلان , فهي المرة الأولى التي تعتمد فيها سينما حمص على الإعلان الطرقي , بنطاق واسع للترويج للفيلم المعروض , خصوصا ً أنه فيلم سوري – مصري , و يكفي ذكر أسماء أبطاله , للإغراء بالمغامرة و تجريب السينما , حيث أثبت دريد لحام أنه نجم شباك , بعد غياب لا بأس به عن الشاشة الكبيرة . 

تبسيط أم سذاجة ؟
بغض النظر عن  محتوى الفيلم , و اعتماده على الأطفال (المهضومين) في أدائهم التمثيلي , و وجود حنان الترك , و اللعب على التباين في اللهجتين السورية و المصرية , إلا أن أسلوب التبسيط لجعله فيلما ً للعائلة , لا يبرر له هذه السذاجة في الطرح , إضافة إلى استخدام المخرج (دريد لحام) , الفيلم كوسيلة إعلانية لإحدى ماركات محلات الدجاج العالمية غير المنتشرة في سوريا , دون أي مبرر ,  مما جعل الحامل الأساسي للفيلم , هم الممثلون دون حبكة سينمائية , إضافة لترسيخه بعض القيم ( العصملية ) من خلال اللقطة التي تظهر وضع شرشف فاصل بين الأولاد و البنات ( الأشقاء!! ) , مقدما ً تبريرا ً على لسان الطفلة الصغرى ( غزل ) : " مشان ما يبينو رجلي و انا نايمة , رزلة  " , و هي جمع خاطئ لكلمة رزيل , التي تعني حسب موسوعة العامية السورية لياسين عبد الرحيم : (السافل السيء الخلق) , مما يدعو حقا ً للاستغراب  !!  .

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...