حرب العراق تتسبب بأمراض نفسية لجنود بريطانيا وأمريكا
كشفت وزارة الدفاع البريطانية أن 585 جندياً عانوا من إصابات خفيفة في الدماغ يمكن أن تسبب فقدان الذاكرة والكآبة والاضطراب منذ العام 2003 من أصل 36 ألف جندي اشتكوا من مشاكل طبية، في وقت أفادت دراسة قادها باحثون من وزارة الدفاع الأمريكية بأن نحو 9% من أفراد القوات الأمريكية الذين قاموا بمهام قتالية في العراق وأفغانستان عانوا من حالات الاختلال العصبي الذي يلي الصدمات.
وقالت صحيفة “الجارديان” أمس، إن مئات الجنود البريطانيين يعودون إلى المملكة المتحدة من العراق وأفغانستان وهم يعانون من إصابات في الدماغ بسبب التعرض لانفجارات عنيفة أو لصدمات خفيفة على الرأس.
ونسبت الصحيفة إلى كبير الأطباء في الجيش البريطاني الفريق لويس ليليوايت قوله “وضعنا الكثير من الجهد والمصادر للتغلب على هذه المشكلة. ومن بين الخيارات تزويد خوذات الجنود بجهاز لقياس موجات الانفجار أثناء سفرها إلى الدماغ وعلى غرار خطوة القوات الأمريكية”، ونحن ندرس محاكاتها، وأشارت إلى أن الجيش الأمريكي اعترف بأن 20% من جنوده عانوا من جروح إصابات في الدماغ في العراق وأفغانستان.
وأضاف الفريق ليليوايت أن المسؤولين البريطانيين “يحجمون عن وضع تقدير استقرائي بالاستناد إلى الأرقام الأمريكية للجنود البريطانيين المصابين بجروح في الدماغ لاعتقادهم بأن تجربة المملكة المتحدة في العراق وأفغانستان تختلف عن تجربة الولايات المتحدة في البلدين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء يرون أن تزويد الجنود البريطانيين بخوذات متطورة لا يمكن أن تحمي أدمغتهم من موجات صدمات العبوات الناسفة الشديدة الانفجار التي يتم زرعها على جانبي الطرق في العراق وأفغانستان.
وقالت إن نواباً وناشطين بريطانيين حذروا من أن أرقام الحكومة قللت في تقدير العدد الحقيقي للجنود البريطانيين المعرضين لخطر العبوات الناسفة الشديدة الانفجار، ودعوا إلى إطلاق حملة فورية لاطلاع الأطباء والطواقم الطبية العسكرية والجنود المنتشرين على خطوط النار على مخاطرها.
من ناحية أخرى، أفادت دراسة قادها باحثون من وزارة الدفاع بأن نحو 9% من أفراد القوات الأمريكية الذين قاموا بمهام قتالية في العراق وأفغانستان عانوا من حالات الاختلال العصبي الذي يلي الصدمات.
وتوفر الدراسة التي نشرت أمس الأول، في نشرة “بريتيش ميديكال” الطبية أحدث تقديرات لهذا الخلل العقلي بين أفراد القوات الأمريكية العائدين من هاتين الحربين.
ورصدت الدراسة المرض بين 50 ألف جندي أمريكي وحسبت معدلات الإصابة بين الذين شهدوا قتالاً والذين تم نشرهم للقيام بأدوار غير قتالية والذي لم يتم نشرهم.
بعض الجنود أصيبوا بالمرض بعد صدمات تعرضوا لها في الحرب مثل إصابة بجروح أو مشاهدة إصابة غيرهم. وعادة ما يظهر المرض بعد شهور أو سنوات من التعرض للصدمة.
وسئل الجنود الذين شملتهم الدراسة أولاً عن حالتهم الصحية في الفترة من2001 إلى 2003 قبل نشرهم ثم سئلوا بعد ذلك في الفترة من 2004 إلى ،2006 ووجد الباحثون أن 8,7% من الذين نشروا في مهام قتالية والذين لم يعانوا من قبل من الاضطرابات العصبية التالية للصدمة رصدت لديهم أعراض المرض أو شخصوا بأنهم يعانون منه. وذلك بالمقارنة مع 2,1% من القوات التي تم نشرها لكنها لم تشهد قتالا و3% من الذين لم يتم نشرهم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد