خاطبة مصرية لتسعة ملايين عانس

18-10-2007

خاطبة مصرية لتسعة ملايين عانس

التعارف عبر الانترنت، وفي غرف الدردشة إلى جانب المواعيد المدبّرة، وسائل جديدة يعتمدها المرء في سبيل التعرف الى «شريك» مناسب يقضي معه حياته أو جزءاً منها. وعلى رغم انقضاء ما كان يُعرف بـ»عصر الخاطبة» وتحول الأجيال الجديدة إلى وسائل مختلفة ومتنوعة من أشكال التعارف، تستمر الفكرة بوسائل عصرية.

مكاتب ينحصر نشاطها في تدبير الزيجات أو «التزويج» والعملاء هم الباحثون عن شريك للحياة يُنجيهم من هاجس الوحدة. مهنة قديمة كانت تنحصر في «الخاطبة» وكانت تتم بسرية عبر الاستعانة بصور أو بالجيران، إلا أن الامور تغيرت مع تغير مجريات الحياة وارتفاع نسبة العنوسة إلى أكثر من 9 ملايين عانس بين شاب وفتاة في مصر، بحسب دراسة رسمية مصرية. وهذا الواقع وفر المناخ المناسب لانتشار مكاتب الزواج التي شاعت في مناطق مختلفة في مصر، وبات يتجاوز عددها في القاهرة وحدها 120 مكتباً.

وتروج هذه المكاتب نفسها بطرق مختلفة من الصحف الإعلانية الأسبوعية إلى الإعلانات المبوبة التي تحمل جملاً لافتة مصحوبة بصور طريفة تحت شعار «لا للعنوسة... هيا لمكاتب الزواج».

ويقول أحمد الذي يرفض فكرة وجود وانتشار هذه المكاتب ولا يرى أي أسباب لتغلغلها في المجتمع المصري: «منذ فترة قريبة قرأت في إحدى الصحف الإعلانية الأسبوعية إعلاناً لراغبي الزواج يقول ان أشهر مكتب زواج في العالم موجود في مصر ويوفر جميع الأعمار والمستويات ويجعلك تجد شريك الحياة المناسب لك مهما كانت ظروفك وسنك، كأن هذه الشركات أضحت الطريق الوحيدة للزواج في هذا القرن». والزواج بالنسبة الى أحمد تحكمه عادات وتقاليد وأعراف اجتماعية ولا يجوز أن يتحول إلى عملية تجارية: «غالبية هذه المكاتب شركات استثمارية تسعى إلى الربح أولاً».

بدوره يرى تامر «أن الكثير من مكاتب الزواج يخضع للنظرة المادية ولا يهم أصحابها سوى الربح متجاهلين الهدف الأساس الذي من المفترض أن تقوم عليه مثل هذه المكاتب وهي رسالة سامية، العلاقة فيها إنسانية لأقصى الحدود». ويقول محمد، مدير أحد مكاتب الزواج المرخصة رسمياً، «ان بعض مكاتب الزواج توفر الفرص الجادة لراغبي الزواج ولا تسعى الى المكاسب المادية». ويشير الى ان مكاتب الزواج مؤسسات مرخصة وتخضع لإشراف الإدارات الحكومية، «وهي ليست عملية تجارية كما يعتقد البعض». ويُرجع سبب السمعة السيئة إلى كون بعض أصحاب المكاتب يستغلون المتقدمين بالطلبات مادياً ومعنوياً ولا تنطبق عليهم الشروط القانونية.

وعلى رغم أن الفرص أمام راغبي الزواج لم تعد محصورة وباتت سهلة في ظل انفتاح العلاقات الاجتماعية بين الناس واختلاط الرجل والمرأة في المجالات كلها وانتشار مثل هذه المكاتب، فإن أزمة العنوسة ما زالت قائمة بسبب الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور إضافة إلى الشكليات المنتشرة في المجتمع المصري.

وفيما يبدو ان غالبية رواد هذه المكاتب من الفتيات، يقول هشام، أعزب في الخامسة والثلاثين من عمره، إن «قائمة الشروط الواجب توافرها في العريس في ازدياد دائم، بالتالي لا أرى ضرراً في اللجوء إلى أحد المكاتب والتعرف الى فتاة تتفهم وضع الشاب المادي وتراعي ظروفه شرط ألاّ يستغل المكتب ذلك ويطلب مبالغ كبيرة».

نسرين منصور

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...