خالد تاجا: تألقي عرّضني للهجوم

16-05-2009

خالد تاجا: تألقي عرّضني للهجوم

يعيش الفنان المخضرم خالد تاجا (أحد أبرز نجوم الشاشة السورية) فترة هي الأفضل في حياته الفنية على حد تعبيره، وذلك من خلال الكمية في العمل والنوعية في تلقالفنان السوري خالد تاجاي العروض، وقد أدى في العام الماضي أدواراً في 13 مسلسلا إضافة إلى فيلمين سينمائيين. “تاجا” يخوض اليوم تجارب درامية أخرى ليضيفها إلى سجله “الاجتماعي” الذي اقتصر عليه في الآونة الأخيرة، فلماذا هذا الاقتصار على اللون الاجتماعي؟ وما علاقة الشخصية الفريدة والصوت المميز له في نجاحه درامياً؟ ما تقييمه للدراما السورية؟ وما رأيه في قناة الدراما الجديدة؟ حول هذه الأمور وغيرها كان لنا معه هذا الحوار:

 *تصور حاليا مشاهدك في مسلسل “قاع المدينة” أعطنا فكرة حول هذا الدور؟

 “قاع المدينة” مسلسل اجتماعي من إخراج سمير حسين وتأليف محمد العاص وأؤدي فيه دور “أبو ربيع” وهو رجل متقاعد، متزمت أخلاقياً مع الغير، يعيش مع زوجته “أم ربيع” وابنتيه:”رهام” الأرملة الحامل التي فقدت زوجها في إصابة عمل حيث كان يعمل في الكويت، و”رولا” طالبة الجامعة الجميلة التي تعاني بخل أبيها، والشعور بالهوان والمذلة أمام زملائها في الجامعة، نتيجة حالة الفقر التي تعيشها بالنسبة إلى الحالة المادية المريحة جداً التي يعيشها هؤلاء. يحصل أبو ربيع على مبلغ كبير من المال، نتيجة التعويض الذي يترتب لابنته “رهام” من الشركة التي كان يعمل فيها زوجها المتوفى، فيستغله في تحقيق “نزوة” ألحت عليه، وجعلته يتزوج من الشابة الجميلة المطلقة “سمر” التي سيذوق معها الأمرّين في هذا الزواج، فضلاً عن المواقف المحرجة التي سيواجهها مع أفراد أسرته: الزوجة الطيبة الصبور، والفتاة الطالبة المتمردة “رولا”، وأخيراً “رهام” التي سطا على مالها وخان به الأبوة بهذه الصورة الفادحة.

 *ربما يكون هذا العمل الاجتماعي العاشر لك خلال سنتين.. ألا ترى أنك أكثرت من هذا اللون على حساب الألوان الأخرى كالتاريخي مثلا؟

 أشارك في الأعمال الاجتماعية وفاء لعادتي التي دأبت عليها منذ دخلت التلفزيون أي قبل أكثر من أربعين عاما، وهي تجربة يقوم بها الفنانون بالمشاركة في رسم صورة المجتمع الذي نملكه حينا ويملكنا هو أحيانا أخرى، وطالما أن فرصتنا نحن الفنانين في امتلاكه هي في الدراما فقط، فيتوجب علينا الصبر في تجسيد مشاهده شبه الحية وعدم اليأس أو الملل، مهما كثر ظهورنا عبر الشاشة التي تناقش هذا المجتمع.

المسلسلات الاجتماعية حالة حضارية فيها بعد تام عن التكلف والابتذال والمبالغة في التقديم، فمن الغريب جداً أن يعاني كاتب في الكتابة أو مخرج في الإخراج أو ممثل في التمثيل لمسلسل اجتماعي إذا كانت شخصياته أبناء المجتمع، وذلك على عكس العمل التاريخي الذي نخوض فيه أدوارا لشخصيات لم نرها وبعضها لم نقرأ عنه إلا ما جاءنا في النص الدرامي.

 *لكنك لم تعلق على ملاحظة إكثارك من الظهور على الشاشة؟

 بالإجابة عن السؤال الخاص بالإكثار أقول طالما أنه لم يتم تعارض بين مسلسل وآخر فلا مشكلة لو شارك الفنان في عشرين عملاً، لاسيما أن الوضع المادي للفنان السوري ليس على ما يرام وأي مواطن سوري غير الفنان يسعى للعمل أكثر بغرض الربح، وأسأل هنا: ألا يتمنى الصحافي أن يكتب في عشر وسائل إعلامية في الوقت نفسه؟

 *بخصوص المخرجين الشبان والمخرجين المخضرمين.. كيف تتعامل مع كل جيل؟

 أنا أعمل مع مخرج شاب ومع مخرج قديم في الوقت نفسه، ثلاثة عشر مسلسلا في العام الماضي كان فيها الجيلان من المخرجين، وبالنسبة للكيفية في التعامل فالأمر واحد كوني فناناً والفنان يؤدي دوره هنا أو هناك بالسوية نفسها، لكن السؤال الذي أريد طرحه والإجابة عنه هو: من الأفضل بالنسبة للممثل المخرج الشاب أم المخرج القديم؟ وهنا أقول إن المخرج القديم عندما ندخل في عمل معه فنحن ندخل في عمل ناجح سلفا لأن المخرج القديم هو ابن تجربة غنية وتراكمية كبيرة ومثمرة وبالتالي لا يمكن لأحد أن يتوقع فشل مسلسل يخرجه هيثم حقي أو نجدت أنزور أو محمد عزيزية على سبيل المثال، ولكن في الوقت نفسه فالعمل مع المخرجين الشباب (الجدد) هو تحد للممثل ومغامرة ومجازفة، وكل هذه الصفات تخلق الكثير والكثير من الإثارة والمتعة والترقب، فترى الممثل يسأل نفسه أثناء التصوير:هل سينجح هذا العمل؟ الترقب والانتظار وغير ذلك من عناصر الإثارة لا توجد إلا مع المخرجين الشباب وبالتالي بت في هذه المرحلة من العمر والمهنة، أفضّل أن أعمل مع المخرجين الشباب لأن النجاح معهم غير محسوم.

 *يقول الكثير من المخرجين وحتى الممثلين إن خالد تاجا يملك شخصية غريبة وصوتا مميزاً بالنظر إلى الآخرين يساعدانه على التفرد بين الآخرين؟

 حتى الشخصية والصوت أو (الكركتر) الخاص هو نتيجة تراكمات عمرها عقود، فتجربتي القاسية في الحياة الواقعية وصوتي الخشن بعض الشيء خدماني كثيراً في الدراما السورية وبالتالي سمحا لي بأن أخدمها. مثلا في مسلسل “الزير سالم” الذي لعبت فيه دور الحارث بن عباد، كان على المخرج حاتم علي أن يأتي بي إلى هذا الدور وفق ما قرأناه عن الحارث في كتب التاريخ وبعد أن أديت الدور جاءتني رسائل من مؤرخين وكتاب يشيدون بأدائي الدور ويعترفون بأن شخصيتي الواقعية هي التي ساعدت على نجاحي في الدور، ولولا تأديتي للدور لكان أقل نجاحاً، كما كنت سأفشل لو عرض علي دور (مرة بن ربيعة) مثلا لأن الرجل هادئ قام ولده بتحريكه بتحريك حرب ضروس لا علاقة للأب بها وهذه أمثلة فقط.

 *كخبير ومواكب ومشارك في الحياة الدرامية السورية لعقود طويلة.. كيف تجد واقع الدراما السورية اليوم بين نظيراتها العربيات؟.

 إن كل ما تقوم به الدراما السورية هو حالة تقييم للمجتمع وتطوير للواقع السوري على كافة الصعد، وهي ناجحة بامتياز سواء تبوأت الصدارة عربيا أم لا.

الدراما السورية اليوم تعيش في مكانها الرئيسي الذي تستحقه ولا يهم إن كان المركز هو الأول أو الثاني فالجميع يتحدث عن سوريا ومصر وأنا سأبدي رأيي في هذا الأمر. فلا يوجد صراع بين الدراما السورية والمصرية، وكل ما يقال هو “هرطقات” إعلامية لا أساس لها من الصحة فأنا لم أسمع في كل الأدوار التي شاركت بها قديماً وحديثاً بأن هذا المسلسل او ذاك موجه كرسالة لمصر كما أن الفنانين لا ينظرون للأمر بهذه السطحية، فمصر تبقى مصر وسوريا تبقى سوريا، لا تنافس، لا تشابك، لا تشابه ولا تداخل، ولا حتى خلاف ولكل بيئته وطريقته وأسلوبه في العمل.

لقد هوجمت من قبل أطراف تضررت مصالحها جراء وجودي في 13 مسلسلاً في العام الماضي، إضافة إلى فيلمين سينمائيين، وقالوا كلاماً عبر الصحف والانترنت عن أنني أعاني مرض السرطان أنني على حافة القبر.لم يرق لهم التألق في هذه الفترة من العمر، خصوصاً أن التألق جاء مبرمجا ومنظماً حيث اعتمدت على مديرة أعمال تنظم لي أوقاتي ومواعيدي بحيث لا يتضارب أي عمل مع الآخر ولا تصوير مشهد في هذا المسلسل مع مشهد من مسلسل آخر وربما أكون أول ممثل سوري يعتمد على مديرة أعمال وهذه حقيقة بات يعرفها الجميع.

علاء محمد

المصدر: الخليج 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...