خلافات أنصار القاعدة في سوريا تنذر بحرب بين "الجهاديين"
ينذر الخلاف بين الجهاديين في سوريا من الجناح العراقي لتنظيم القاعدة، بحرب ضروس بين بعض أقوى الجماعات المسلحة المرتبطة بمشروع "الإمارة الاسلامية" في سوريا.
وكان أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة نأى بالجبهة عن إعلان صدر في الآونة الأخيرة عن الاندماج مع دولة العراق الإسلامية فرع تنظيم القاعدة في العراق تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتتزايد الفجوة بين الجانبين مع إصرار أبو بكر البغدادي زعيم دولة العراق الإسلامية على مواصلة القتال كرئيس للواء جهادي موحد في سوريا متحديا الأوامر من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مما قد يدفع المجموعتين إلى صدام مسلح.
ونقلت وسائل إعلام عن قائد كبير للمقاتلين في دمشق مطلع على تطورات الوضع "التوتر يتصاعد ويقترب من نقطة الغليان. الجانبان يقولان إنهما على حق. الاشتباك بينهما قد يحدث قريبا وإذا حدث فسيكون ذلك أمرا قبيحا".
وأثارت محاولة البغدادي توحيد جناحي القاعدة في سوريا والعراق الخلاف في وقت حساس، حيث تبحث بعض الحكومات الغربية تسليح المقاتلين المعتدلين، لكنها تخشى وقوع الأسلحة في أيدي المتطرفين.
وفي نيسان الماضي، أعلن البغدادي اندماج دولة العراق الإسلامية مع جبهة النصرة، حيث كشفت هذه الخطوة الأحادية عن خلافات علنية وحادة مع قيادة جبهة النصرة التي قاومت ما اعتبرته محاولة من البغدادي لفرض سيطرته المطلقة ومع الظواهري الذي طلب من البغدادي تجميد هذا الاندماج في محاولة لتسوية الخلاف بين الجانبين.
لكن البغدادي رفض تعليمات الظواهري الذي تولى قيادة تنظيم القاعدة منذ مقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الأمريكية عام 2011.
ورد البغدادي في وقت سابق هذا الشهر قائلا "الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية ما دام فينا عرق ينبض أو عين تطرف، ولن نساوم عنها حتى يظهرها الله تعالى أو نهلك دونها".
وقال مصدر مقرب من زعيم النصرة أبو محمد الجولاني، إن تحدي البغدادي "لم يترك لنا خيار سوى المواجهة أو أن يقوم الظواهري بالتعامل بنفسه مع هؤلاء الناس. لكن في الوقت الراهن هناك قرار بتفاديهم. ولكن إذا تصرف بطريقة تتعارض مع مصلحة سوريا فسنطرده بالقوة هو وجماعته".
ورغم التهديد يبدو أن مقاتلي النصرة ليسوا في موقف يسمح لهم الآن بتحدي قوات البغدادي، وهم بحاجة إلى وقت لتجميع صفوفهم والبحث عن حلفاء بين المقاتلين السوريين الآخرين.
وقال قائد من مجموعة إسلامية متشددة في إدلب إنه في حال المواجهة في الوقت الحاضر قد يتمكن رجال البغدادي من التفوق على مقاتلي النصرة.
وأضاف "هذا الاندماج والانقسام أضعف النصرة. سيكون من الصعب على الجولاني أو أي شخص آخر أن يعيد إحياءها في الوقت الراهن".
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد