دار الفنون تحتضن فرقة «صدى سورية» في أولى حفلاتها بدمشق
حظي جمهور دار الفنون مساء أمس بأمسية غنائية مميزة أحيتها فرقة صدى سورية قدمت خلالها ثماني أغنيات مستمدة من حالات إنسانية واجتماعية متعددة يعيشها الشباب.
واستطاعت الفرقة في أولى حفلاتها بدمشق أن تحوز رضا الجمهور رغم أن أغلب أعضائها الستة عشر غير أكاديميين إلا أن ما يجمعهم هو الانتماء الحياتي والاجتماعي لفرقة صدى سورية والإيمان بالفكرة التي تأسست عليها فعملوا بجد ليكون لحنهم وكلمتهم صدى للمجتمع السوري.
ولفت انتباه الجمهور تقديم الأمسية الذي أداه الشاعر عبد الله شاهين مؤلف الكلمات إذ راح يرتجل التقديم المصحوب بالموسيقا ويصيغ شعرا ما يعرفه عن أعضاء الفرقة وبعض المواقف التي مرت معهم خلال تمارينهم.
وابتعدت أغاني الأمسية عن نمط اللحن والقالب الواحد إلى النمط الهارموني والانتقالات الجميلة والتوزيع العلمي الدقيق ضمن قوالب شرقية مع إضافات للسلم الموسيقي الغربي.
بدأت الأمسية التي امتدت نحو ساعة ونصف بأغنية بحالو لتتالى بعدها الأغنيات التي تدل عناوينها على مضامينها الاجتماعية ومن بينها تعباني الشمس، صدفة، فينا نعيش، فضلا عن أغنية قومية مهداة لفلسطين بعنوان بلاد الزعل .
وقال يزن جبور مدير الفرقة في تصريح لوكالة سانا: إن النمط الغالب للأغنيات هو النمط الشرقي إلا أن البعض منها ملحن بطريقة الهارموني بين الألحان الشرقية والغربية ولاسيما أن الآلات الموسيقية المنضمة للفرقة تتنوع بين الشرقية والغربية.
وأوضح جبور أن الفرقة التي تتخذ من مدينة اللاذقية مقرا لها تسعى للحفاظ على دور المبادرة بين أعضائها الذين يبلغ عددهم 16 شخصا يتوزعون بين مغنين وعازفين مشيرا إلى أن جميع المنتسبين إلى الفرقة ملتزمون بمبدئها ومستمرون في خطها الفني.
ولفت جبور إلى أن ما يميز هذه الفرقة وعلاقتها بالموسيقا والغناء هو إيمان أعضائها بالفكرة التي تقوم عليها وعشقهم لهذه التجربة فضلا عن التزامهم بروح الموسيقا الشرقية في أغنياتهم التي يستمدون كلماتها وألحانها من المواقف الحياتية اليومية.
فيما كشف عبد الله شاهين مؤلف الكلمات أن الأغاني المؤداة خلال الأمسية هي في الأساس قصائد شعرية وقال: إنني أستقي كلمات الأغنيات من ثلاثة مصادر هي القاموس ومخزوني الثقافي وإحساسي بها مشيرا إلى أن هذه الكلمات تتنقل في خانات متعددة بين الواقع والتفاؤل لتغطي الحياة الإنسانية عامة.
وأبدى شاهين الذي يعد من مؤسسي الفرقة رضاه عن أداء أعضائها وقال: إن فرقة صدى سورية تعتمد في انضمام الأعضاء على مدى مقدرتهم العمل ضمن فريق واحد والاشتغال بروح الجماعة مضيفا أن هذه الأريحية توفر للأعضاء التقدم بالاقتراحات في سبيل تطور الفرقة سواء على مستوى الكلمة أو اللحن مع الأخذ بعين الاعتبار المستوى الفني الذي تنتهجه.
وأوضح شاهين أن الفرقة بدأت شيئا فشيئا تحقق حضورها وصار لها جمهورها الخاص في محافظة اللاذقية ولاسيما بعد أن أنجزت مشروع نادي صدى سورية الذي يعنى بشتى النشاطات الفنية من أدب وتشكيل وموسيقا وغيرها لافتا إلى أن الفرقة تسعى لإقامة أمسيات غنائية في كل المحافظات لتكون كما هو اسمها صدى سورية.
من جانبها قالت رحاب ناصر مديرة دار الفنون: إن الدار تدعم أي مشروع شبابي ملتزم ذي رؤية فنية صحيحة وبالتالي يحق لفرقة صدى سورية التي تلتزم هذا الخط أن نوفر لها الفرصة لتثبت نفسها وتطرح رؤيتها الفنية.
وأشارت ناصر إلى أن ما قدمته صدى سورية يستحق المتابعة والعمل من جميع الجهات المعنية لتكريس ظاهرة الفرق الفنية الشبابية الملتزمة التي تعيد للموسيقا والغناء الشرقي ألقهما.
وتعمل فرقة صدى سورية على استقطاب المواهب الشابة والصغيرة ومن بينهم لجين سليمان التي تعد أصغر عضو في الفرقة حيث يبلغ عمرها 13 عاما وما زالت تدرس في الصف الثامن.
وقالت لجين إن ما شجعها على الانضمام للفرقة هو النمط الموسيقي الذي تلتزم به الفرقة وهو ما تحبه وتؤديه في بيتها مشيرة إلى أن عنصر المبادرة في الفرقة أساسي إذ إنها تقدمت مؤخرا باقتراح لأداء أغنية بصوتها وهو ما لاقى قبولا من كل الأعضاء.
يشار إلى أن فرقة صدى سورية التي تأسست عام 2005 أطلقت قبل أربعة أشهر مهرجان الساحل الأول للفنون الشعبية التراثية بهدف تسليط الضوء على التراث الفني الساحلي وإعادة إحيائه.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد