دير الزور: حرب إعدامات بين «الجهاديين»
بينما لا يزال مصير القائد العسكري لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عمر الشيشاني مجهولاً بعد شيوع أنباء عن مقتله، أقدمت «جبهة النصرة» في دير الزور على ارتكاب مجزرة بأسرى من «داعش»، في الوقت الذي استمر فيه «الدولة الإسلامية» بالتقدم على الأرض، كما حصل على «بيعة» من عشيرة البوبنّا في مدينة منبج في ريف حلب.
وما زال «داعش» يتكتم بشدة على الأنباء التي تحدثت عن مقتل «قائده العسكري ووزير حربيته في الشام» عمر الشيشاني، فلم يصدر عنه أي نفي أو تأكيد لهذا الخبر، بينما غلب التخبط على أنصاره الإعلاميين، فبعضهم نفى الخبر والبعض الآخر تحدث عن إصابة بليغة أصيب بها الشيشاني، مؤكداً تواجده في العناية المشددة في مستشفى في الرقة.
من جهة أخرى، استمر «داعش» في التقدم على الأرض رغم المعارك العنيفة التي تخوضها «جبهة النصرة» وحلفاؤها ضده في مناطق عدة من ريف دير الزور. وتمكن من السيطرة على منطقة الشولا المهمة جنوب دير الزور، التي كانت تحت سيطرة «الجبهة الإسلامية» وكانت تعتبر مركز انطلاق العمليات العسكرية التي تخوضها الأخيرة بهدف اقتحام كباجب على طريق دير الزور ـ دمشق وانتزاعها من أيدي «داعش».
وبلغ عدد قتلى «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» جراء معركة الشولا، حوالي 32 قتيلاً. وربما كان الإحساس بفداحة الخسارة البشرية والعسكرية في الشولا، وما تعنيه من إطباق الحصار على دير الزور وقطع خطوط الإمداد على مدينة الميادين، هو ما دفع «جبهة النصرة» في الميادين إلى تنفيذ مجزرة بحق ثمانية على الأقل من عناصر «داعش» كانت أسرتهم خلال إحدى معارك الريف الشرقي، اثنان من هؤلاء سوريان حلبيّان، أما الآخرون فأجانب، عرف منهم مغربي وجزائري وتونسي، بينما لم تعرف جنسية الباقين.
في المقابل ذكر مصدر من «النصرة» أن قتلى الشولا لم يسقطوا جراء المعارك، وإنما كانوا أسرى لدى «داعش»، الذي قام بإعدامهم ميدانياً وهم مكبلي الأيدي، لذلك ردت «النصرة» بالمثل وقامت بإعدام أسرى «داعش» الموجودين لديها. وأظهرت الصور المنشورة على صفحات «النصرة» أن عناصر «داعش» ذبحوا بالسكاكين، وقطعت رؤوسهم وحمل بعضها على العصيّ.
وفي السياق ذاته، تمكن «داعش» من إحكام سيطرته على بلدة الدحلة في ريف دير الزور الشرقي التي تعتبر ثاني أهم معقل لـ«جبهة النصرة» في دير الزور بعد مدينة الشحيل المجاورة لها. وتحدثت بعض المصادر المقربة من «داعش» عن استعداده لشن هجوم كبير على مدينة الشحيل التي تشير التقديرات إلى تواجد زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني فيها مع كبار قادته، وذلك بعد أن أيقن قادة «داعش» أنه لا سبيل إلى التخلص من الاستنزاف الذي يعاني منه مقاتلوهم، جراء الكمائن والعمليات الانتحارية التي تقوم بها «النصرة» مستفيدة من انتشار عناصر «داعش» على مسافات طويلة، إلا بقطع رأس الأفعى، المتمثل بمدينة الشحيل، التي من المتوقع أن ينفرط عقد «النصرة» في دير الزور من بعدها، لاحتوائها على أهم مقار ومراكز القيادة التابعة لها.
إلى ذلك، أعلن «داعش»، عبر الصفحات المقربة منه، أنه حصل على «بيعة لأميره» أبي بكر البغدادي من وجهاء عشيرة البوبنّا في مدينة منبج بريف حلب. ونشرت الصفحات صوراً تثبت «البيعة»، بينما ذكرت صفحات مناوئة لـ«داعش» أن عدداً من قيادييه في منبج قتلوا على أيدي «المجاهدين»، من بينهم «القائد العسكري لداعش» في المنطقة أبو هاشم الجزراوي.
عبد الله سليمان علي
المصدر : السفير
إضافة تعليق جديد