رؤى بصرية متمايزة في تظاهرة رجال ونساء ضمن أيام سينما الواقع
حظي جمهور أيام سينما الواقع على مدار أيامه الثمانية بمجموعة من الأفلام العالمية المميزة على صعيدي المضمون والشكل ولاسيما في تظاهرة "رجال ونساء" من بينها ستة أفلام كان لكل من مخرجيها رؤيته البصرية الخاصة.
ويركز المخرج الألماني أولي غاولكه في فيلمه "التاكسي الوردي" المدرج ضمن تظاهرة رجال ونساء على أربع سيدات دفعتهن الإحباطات المتتالية في خضم المتاعب الاقتصادية للعمل كسائقات سيارات أجرة في مسعى منهن لاقتناص فسحة صغيرة من السعادة.
ويتابع المخرج غاولكه الحكايا المختلفة للزبائن مشكلاً منها صورة إنسانية لحياة تزداد صعوبة مع تضاؤل فرص العمل والأوضاع المادية التي تزداد سوءاً.
وتمكنت الكاميرا بحرفية عالية تقديم صورة محببة لمدينة موسكو ولأهلها ولشكل الصعود الاجتماعي والاقتصادي فيها من خلال عرض وحدة المرأة العاملة وحبها للحياة.
في حين يحقق المخرج الألماني توماس لاوترباخ في العرض العربي الأول لفيلمه "معقل الخطيئة" وجوداً سينمائياً مغايراً عبر تصديه لما يسمى "المسرح داخل السينما" حيث يصور ما قام به مواطنه المخرج المسرحي فولكر لويخ من جمع نساء ألمانيات من أصل تركي للمشاركة في عرض مقتبس عن المسرحية الإغريقية "ميديا".
ويسلط لاوترباخ في فيلمه الحائز على جائزة الحمامة الذهبية في مهرجان "دوك لايبزغ" الضوء على ملامح هؤلاء النساء اللواتي يتفاجأن بأسلوب الإخراج والتدريب الذي يستثمر كل ما يعطيه المسرح من حرية وكسر للقواعد بأسلوب جريء وبعيد عن التصنع محرراً بذلك كل ما لديهن من طاقات وأحزان دفينة باتجاه رجالهن.
وتقف الكاميرا وجهاً لوجه مع تحولات إحدى الشخصيات "أيسل" بين ما تريده وما يتطلبه مجتمعها الصغير ما يؤدي ذلك لفتح أبواب كانت قد أغلقتها أيسل على أسئلة وجودية إشكالية.
بينما يصور المخرج الدنماركي خواكيم لادفوجد في فيلمه "المرآة" العلاقة النرجسية التي تتملك لاعبي كمال الأجسام وقدرتهم على فعل أي شيء.
وينطلق لادفوجد في العرض العربي الأول لفيلمه من فكرة وقوف هذه الشريحة من الرياضيين أمام المرآة مطولاً ما يولد لديهم نزعة الأنا التي تنطوي على حالة من الانضباط الصارم والصراع الدائم في الوصول إلى الشكل المثالي الذي يعتبره الكثيرون غريباً مستهجناً لكنه في الوقت نفسه يعبر عن تلك القوة الساحرة إذ إن معظم الغربيين يدركون الفحوى من السعي الدؤوب للوصول إلى الجسم المثالي.
وكان المخرج موفقاً في تحريك كاميرته بما يتناسب مع انعكاس الشخوص على المرايا مركزاً على نوع خاص من الإضاءة قلما نجده في النوادي الرياضية وهذا ما جعل الفيلم يبتعد عن النزعة التقريرية التي قد تطول هذا النوع من المواضيع.
وتعتمد المخرجة السلوفاكية ديانا فابيانوفا في فيلمها "القمر بداخلك" على أسلوب متجدد لعرض دورة القمر الشهرية وتأثيرها على جسدها بصورة سينمائية لا تبتعد عن المنحى العلمي في سبيل التمرد على الطريقة الخجولة عند التكلم عن هذا الموضوع.
واستطاع هذا الفيلم المكرم في مهرجان نيويورك غوتمان السينمائي أن يحصل على أجوبة للتساؤلات الوجودية الكثيرة التي طرحها عن تلك المسألة من خلال دمج الصورة الوثائقية مع رسوم الأنيميشين التوضيحية.
ويتطرق المخرجان الإيرانيان فيما إمامي و رضا درينوش في فيلمهما "غياب السيد أو السيدة ط" إلى قضية إشكالية قد نجدها في أي مجتمع وهي عدم التمكن من إنجاب الأولاد وبالتالي الغوص في الأسباب وحالة الشد والرخي بين أي زوجين يمران بهذه التجربة.
وعمل المخرجان في العرض الدولي الأول لفيلمهما على اللعب بالمسار الدرامي والبنية الداخلية لشخصيات الفيلم من خلال محاولة توسيع مداركهما تجاه العقم وطرح بعض الحلول والإجابات على هذه المسألة الطبية.
وتسجل كاميرا المخرج الفنلندي ميكا رونكاينن في فيلمه "رجال الوقت الضائع" بأسلوب كوميدي صورة شاملة عن أكثر فرق رياضة الركبي في شمال فنلندا كسلاً.
ويتجه رونكاينن بفكرة فيلمه في عرضه العربي الأول من رصد وتتبع المباريات التي يقوم بها الفريق إلى الغوص في دواخل شخصيات هذا الفريق وإظهار الحالة الاجتماعية السلبية فيهم ولاسيما تبجحهم بالمقدرة على إنجاز انتصارات في أي مباراة يخوضونها وتكون المفاجأة فشلهم في الملعب والحياة.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد