رئيس تركيا الجديد يقر حكومة اصلاحية مؤيدة للاتحاد الاوروبي
اقر الرئيس التركي الجديد عبد الله جول يوم الاربعاء حكومة مؤيدة للاتحاد الاوروبي جسدت رغبة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في المضي قدما في الاصلاحات السياسية والاقتصادية المتعثرة والضرورية للانضمام لعضوية الاتحاد.
وساهم جول خلال توليه وزارة الخارجية في دخول تركيا مرحلة المحادثات الخاصة بالانضمام للاتحاد في عام 2005 كما أنه أول سياسي ذي خلفية مرتبطة بالاسلام السياسي يصبح رئيسا للجمهورية التي يتبنى دستورها العلمانية.
وبعدما التقى مع جول بالقصر الرئاسي عين اردوغان علي باباكان خليفة لجول على رأس وزراة الخارجية. وسيحتفظ باباكان بدوره ككبير مفاوضي تركيا في محادثات الانضمام للاتحاد الاوروبي التي جمدت جزئيا العام الماضي.
وقال اردوغان "أعددت مجلس الوزراء الجديد كفريق يمتلك مهارات لتحقيق أهدافنا للفترة القادمة... أعتقد أننا شكلنا فريقا قويا."
وارتفعت الليرة 0.7 في المئة بسبب اعلان الحكومة الى 1.3180 مقابل الدولار. ورحب محللون بالفريق الحكومي الجديد ذي التوجهات الاصلاحية الذي يضم أحد رفاقهم القدامى وهو الخبير الاقتصادي السابق بمؤسسة ميرل لينش محمد سيمسك الذي سيتولى وزارة الاقتصاد.
وسيحتفظ كمال اوناكيتان بمنصب وزير المالية.
وقال تيم اش الخبير الاقتصادي بمؤسسة بير شتيرنز "حاول اردوغان أن يمزج الخبرة في المنصب ببعض الدماء الجديدة.. في الوقت الذي يأتي فيه أيضا بخبرة فنية جيدة ...هذا على ما يبدو مجلس وزراء مؤيد لاقتصاد السوق نسبيا وهو ما يطرح توقع الاستمرارية والاصلاح."
كما رحب المستثمرون بقرار تقسيم منصب باباكان القديم وهو مفاوض مع الاتحاد الاوروبي ووزير الاقتصاد من أجل توجيه المزيد من التركيز على كل دور.
وقال الرئيس جول انه سيواصل النشاط في الشؤون الدولية ويتوقع كثير من المراقبين أن يحجب الضوء على المسرح الدولي عن على باباكان الاصغر بكثير.
وحقق حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية انتصارا حاسما في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يوليو تموز غير أنه لم يتمكن من تشكيل حكومة منذ ذلك الحين بسبب الاعتراضات من جانب سلف جول العلماني أحمد نجدت سيزر.
ولم يحضر كبار جنرالات الجيش مراسم اداء جول لليمين يوم الثلاثاء. ويخشى الجيش والنخبة العلمانية من أن تؤدي رئاسته الى تقويض تدريجي للنظام العلماني.
ويعتبر الجيش التركي نفسه خط الدفاع الاخير عن الجمهورية العلمانية التي اسسها مصطفى كمال اتاتورك. وقد أطاح بأربع حكومات خلال الاعوام الستين الماضية.
وتسبب رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال يسار بويوكانيت في اهتزاز الاسواق يوم الاثنين عندما قال انه يرى ""مراكز الشر" تحاول الاضرار بالجمهورية العلمانية وهو تصريح يشير الى ان الجيش لن يقف في الظل اذا رصد اي تهديد للفصل بين الدين والدولة.
ويأمل كثير من الاتراك في أن تكون أزمة سياسية بدأت قبل شهور ونتجت عن مواجهة بين حزب العدالة والتنمية والنخبة العلمانية التي تضم قضاة وسياسيين قد وصلت الى نهايتها.
وتعهد جول في خطاب توليه الرئاسة باحترام العلمانية ومباديء اتاتورك فيما اعتبر خطوة تصالحية.
وقال عصمت بركان رئيس تحرير صحيفة راديكال "خطت تركيا خطوة نحو العودة للاوضاع الطبيعية. اذا كان لنا أن نحكم على عبد الله جول من حيث أي نوع من الرؤساء هو خلال فترته في المنصب.. فيمكننا فقط قياس ذلك من خلال مدى وفائه بهذا التعهد."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد