رسائل تهديد إسرائيليّة للبنان
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، قبل يومين، أن نقاشاً يجري لدى المؤسسة الأمنية في تل أبيب، إزاء ضرورة توجيه تهديد علني الى حزب الله، ضمن استراتيجية أوسع تتبناها الحكومة الإسرائيلية، وتهدف الى ردع حزب الله وإيران، من شن أي هجوم ضد أهداف إسرائيلية. وكشفت الصحيفة أن عدداً من المسؤولين الأمنيين، وفي هيئة الأركان في الجيش، طالبوا بتوجيه رسالة الردع من دون إبطاء، وإفهام حزب الله بأن أي هجوم على أهداف إسرائيلية حول العالم من شأنه أن يتسبب بحرب بين الجانبين.
أمس، كما يبدو، بدأت تل أبيب ترسل الرسائل، وإحداها عبر مقابلة لضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، لوكالة يونايتد برس الأميركية، «نصح» فيها الجميع، و«خاصة حزب الله»، بألّا يختبر قوة الجيش الإسرائيلي، لأن «إسرائيل ستوجه ضربة ساحقة وبالغة الشدة إلى لبنان».
وأضاف الضابط، الذي طلب بحسب الوكالة عدم ذكر اسمه، أنه «كوني قدت قوات نظامية وقوات احتياط، لا أنصح أحداً في هذه الفترة بأن يمتحن قوة الجيش الإسرائيلي، إذ إنه جيش قوي ومدرب ويمتلك خبرات، وأعتقد أن لدى دولة إسرائيل قوة عسكرية قوية جداً، بل إن القوى من حولنا تعرف ذلك وتعترف به». وتابع يقول إن «جهات تحاول مهاجمة أهداف إسرائيلية، وقد رأينا ذلك في تايلاند»، في إشارة منه الى تقارير إعلامية، تحدثت أخيراً عن اعتقال أشخاص، قالت تل أبيب إنهم تابعون لحزب الله، وحاولوا تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في بانكوك.
وقال الضابط الإسرائيلي: «لا أنصح اللبنانيين بامتحان الجيش الإسرائيلي، فالقدرات التي أظهرها جيشنا في حرب لبنان الثانية لم تكن متدنية، بل أهداف الحرب لم تكن محددة، ولو كانت كذلك لكان الجيش قد نفذها بالفعل، رغم أنه كانت هناك مشاكل في داخله». وبحسب الضابط فإن «الحرب المقبلة مع حزب الله، لن تكون شبيهة بلعبة كرة الطاولة، أي إنهم لن يقوموا بإطلاق النار ونحن نرد عليهم، وإذا بدأ حزب الله حرباً ضد إسرائيل ـــــ أي هجوماً ضد هدف إسرائيلي، فإنه سيتلقى ضربة شديدة، وأقول بكل وضوح إنه في هذه الحالة، سنهاجم في داخل لبنان».
وأشار الضابط الى أن استراتيجية إسرائيل بأن لا تهاجم البنى التحتية «لكن إذا جرى إطلاق النار منها، فستتحول الى أهداف حربية». وقال «في الحرب المقبلة نعتزم الانتصار، وليس هناك أيّ نية لإنهاء الحرب من دون انتصار واضح، وسنوجّه ضربة مؤلمة للغاية إلى كل من يشن حرباً ضدنا، ولا نية لدينا أبداً بالتردد».
ورداً على سؤال يتعلق بتقارير إسرائيلية وعربية، تؤكد ارتداع إسرائيل عن المبادرة العسكرية نتيجة للتغيّر الحاصل في المنطقة، أكد الضابط أن «الجيش الإسرائيلي لا يرزح تحت عبء ردع، بل القوى من حولنا هي التي ترزح تحت عبء الردع الإسرائيلي». وأضاف إنه «إذا جرى استهداف الإسرائيليين، فسنرد بقوة على مصادر النار، رغم أن الجيش الإسرائيلي يخضع لقرارات القيادة السياسية».
يحيى دبوق
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد