رغم التراشق الإعلامي السواتر الترابية إلى زوال
الجمل ـ بلودان: بعد ستين عاماً من احتضانه أولى مؤتمرات القمة العربية، استقبل فندق بلودان الكبير في ريف دمشق اجتماعات اللجنة المكلفة بإزالة السواتر الترابية الموجودة على الحدود بين محافظتي دمشق والبقاع، حيث قررت سورية ولبنان إزالة السواتر الترابية. وأفضى اجتماع اللجنة المشتركة المكلفة بمتابعة الموضوع، إلى الاتفاق على أن يكون الخامس عشر من الشهر الجاري موعداً لبدء العمل على إزالتها في وادي الزمراني والشاحوط ومرطبيا وادي عين غراب – حورتا في منطقة رأس بعلبك. وللجنة أن تقرر اتخاذ ما تراه ضرورياً من قرارات مشتركة لمكافحة التهريب وكل ما من شأنه أن يخدم مصلحة البلدين في هذا المجال، ولها أن تستعين بمخاتير ورؤساء بلديات القرى المعنية بهذه الإجراءات أو بأي إجراءات أخرى لاحقة تتفق اللجنة عليها. كما سيطلب من لجنة المتابعة المشكلة سابقاً متابعة أعمالها لتسهيل انتقال الفلاحين والمزارعين واستثمار أراضيهم بالشكل الأمثل، والحفاظ على الغطاء النباتي، و تقرر عقد اجتماعات دورية اعتباراً من يوم الخميس 18/ 5/ 2006. ورفع توصية إلى الجانبين بضرورة أن يعرض أي إشكال على اللجنة المذكورة بشكل سريع، لتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة ميدانياً للمعالجة.
وحضر الاجتماع كل من نصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني، وأحمد حاج حسن مدير العلاقات، ومالك يازجي من المجلس الأعلى السوري، وأعضاء الجانب السوري إلى اجتماعات اللجنة: د. محمد سعيد عقيل محافظ ريف دمشق، ويوسف البرغوث نائب رئيس المكتب التنفيذي للمحافظة، والعميد أحمد حربا معاون قائد الشرطة. والعميد عصام الحلاج مدير منطقة الزبداني، والعميد حسن مخلوف آمر الضابطة الجمركية، والعميد فؤاد الرحبة معاون آمر الضابطة الجمركية، والعميد الركن عبد الرحمن النداف قائد الفوج العاشر لحرس الحدود، والعقيد مشهور حسن رئيس ضابطة جمارك الزبداني، والمهندس خيل عويش رئيس دائرة المساحة بريف دمشق، والعميد حسين علي حسين مدير منطقة النبك.
وتمثل الجانب اللبناني بمحافظ البقاع أنطوان سليمان، وعمر ياسين قائم مقام بعلبك، وغسان حكيم عميد ركن في الجيش اللبناني، ومروان سليلاتي قائد سرية بعلبك، والرائد أمين إبراهيم، الضابط المراقب في مديرية الجمارك العامة، وكمال الخراط، مهندس في دائرة المساحة، وميشال قصابلي، رئيس دائرة المساحة في البقاع، وإبراهيم الصيام مستشار محافظ البقاع.
وفي بداية الاجتماع تحدث كل من خوري وعقيل وسليمان، فصب كلامهم في بحر (العلاقة الأخوية المميزة بين سورية ولبنان) وأكدوا على أن موضوع السواتر الترابية أخذ أكبر من حجمه، وقالوا بأنها أقيمت منذ فترة طويلة. وبعد أن أكد خوري على العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين، دعا إلى حل المشاكل وإزالة كل ما من شأنه التأثير على هذه العلاقة عن طريق الحوار الذي اعتبره أقصر الطرق لمعالجة المشاكل بين البلدين، وقال إن طريق دمشق – بيروت هي المعبر الأسهل والأفضل لعرض هذه العلاقات الثنائية عبر اجتماعات اللجان المشتركة لمعالجة الأمور التي من شأنها أن تزيل بعض الاضطرابات والتوتر في الأجواء.
اتفق محافظ ريف دمشق سعيد عقيل مع أصحاب هذا الكلام، كما انتقد الصخب الإعلامي الذي أحاط بموضوع السواتر الترابية، وقال: إن الموضوع عبارة عن إجراءات عادية تحصل في أية قرية أو منزل. ورفض عقيل أن يأخذ هذا الموضوع طابع (الخلاف الحدودي) واصفاً إياه أنه سوء تفاهم بين المالكين على استثمار الأرض والتصرف فيها. وقال: نحن متفقون على أنه لا توجد مشكلة، والسواتر الترابية قديمة والهدف منها منع التهريب الذي يضر اقتصاد البلدين. وأكد أن مكافحة التهريب مسؤولية تقع على عاتق البلدين. وأضاف عقيل: لا توجد خلافات، لا توجد مشكلات، الأمور حالياً بألف خير والحمد لله.
محافظ البقاع شدد على عدم وجود خلافات، بل قال إنها مشاكل نتيجة لتداخل الأراضي بين المالكين اللبنانيين والسوريين. وقال إن الرئيس السنيورة كلفه بتأمين التواصل مع الأخوة السوريين ومعالجة ما أثير حول السواتر بكل حكمة وروية، ناقلاً عنه أنه يشدد على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين. وأشاد سليمان بالإيجابية المطلقة التي تعاطى بها المسؤولون السوريون تجاه هذا الموضوع، وقال إن العلاقات جيدة وأي خلاف يمكن أن يحصل في البيت الواحد بين الأشقاء.
في وقت سابق مصادر في دمشق رأت في إثارة لبنان لمسألة السواتر الترابية التي أقامتها سوريا على حدودها الشرقية مع لبنان ، محاولة لجذب الانتباه إلى الحدود بين البلدين في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الأمن تقرير الموفد الدولي لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن. بخصوص ترسيم الحدود، حيث استأثرت قضية السواتر الترابية التي أقامتها السلطات السورية على حدودها الشرقية مع لبنان باهتمام بيروت بالتزامن مع مداولات مجلس الأمن في شأن تقرير موفد الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 رود ــ لارسن وتركيزه على ضرورة ترسيم الحدود اللبنانية السورية. واعتبرت بعض الأطراف في لبنان أن قضية السواتر الترابية التي أقامتها فرق الهجانة السورية في جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك ، "توغلاً" سورياً في الأراضي اللبنانية يستبق جولة للجنة اللبنانية – السورية المشتركة لـ"حل نزاعات تداخل الحدود" على بعض المواقع الجردية. فيما عزت دمشق وضعها السواتر إلى مكافحة التهريب.
الجمل
إضافة تعليق جديد