زوج الست
إذا كنت طبيباً ولديك الخيار في الزواج بين ممرضتك و طبيبة ، من ستختار ؟! وإن كنت موظفاً تبحث عن عروس فمن ستختار سكرتيرتك أم رئيستك في العمل ؟
لا تتسرع في الجواب المثالي البعيد عن الواقع ، وفكر ملياً ثم أعطني رأيك في النهاية .
جريدة (الديلي تلجراف) البريطانية نشرت بحثاً منقولاً عن مطبوعة Evolution an Human Behavior المتخصصة في دراسة السلوك الإنساني كان محوره السؤال التالي " إذا كان لديك الخيار في الزواج ما بين رئيستك في العمل أو سكرتيرتك.. فمن تختار؟ "
أكد البحث أن الرجال عند إقدامهم على الارتباط يختارون النساء الأقل قوة منهم في المركز الاجتماعي أو المركز الوظيفي أو اللاتي في مستواهم، ويرفضون بشكل تام النساء ذات المركز الاجتماعي القوي أو ذات الوظيفة المرموقة!.
- انتقى فريق البحث برئاسة الدكتورة "ستيفاني براون" (328) متطوعا لسؤالهم عن سمات الزوجة التي يرغبون في الارتباط بها، ومن بين الأسئلة كان السؤال: (إذا كان لديك الخيار في الزواج ما بين رئيستك في العمل أو سكرتيرتك.. فمن تختار؟) فجاءت الإجابة لتؤيد السكرتيرة تماما!.
وأرجع البحث سبب ذلك لاعتقاد الرجال أن الزوجة القوية لا تقتنع بزوجها الأقل منها اجتماعيا ومهنيا مما يسبب مشكلات متعددة بين الطرفين في حياتهم الزوجية. وأضاف البحث أن المرأة القوية يفضلها الرجل فقط كصديقة وليست كزوجة.
- إذا كانت هذه وجهة نظر الغرب الذي يحترم كيان المرأة المستقلة عن الرجل ، فليس غريباً أن تجد هذه وجهة النظر تأييداً شديداً عند المجتمع الشرقي .
يرى محمود شوقي - 36 عاماً - أنه يفضل المرأة الأقل اجتماعياً ومهنياً ، لأن المرأة القوية اجتماعيا والتي لها شخصيتها في مجتمعها يكون وقتها ملك الناس وليس ملك زوجها أو أولادها أو بيتها، وبالتالي سيؤثر مركزها الاجتماعي المرموق بالسلب على وضعها كزوجة وكأم.
بينما يزعم محمد كريم -28 عاما- أن المرأة تنتظر من الرجل أن يكون هـو القائد في منزله أي قوّام، فالرجال قوامون على النساء، لذا فالرجل يختار من تناسبه اجتماعـيا ووظيفـيا سواء أكانت أقل منه أو تساويه، لأن الرجل يدرك أنه بذلك الاختيار سوف يحقق الاستقــرار لنفسه ولزوجته وأسرته فيما بعد.
- أما (رؤوف حامد) -25- عاما لا يفضل الزواج من رئيسته في العمل ، لأنه يرى أن السكرتيرة أنسب ، وسهلة السيطرة ، إذ إن تلقي الأوامر ليس بجديد عليها ، ففي العمل هي خاضعة لأوامر رئيسها وفي المنزل أوامر زوجها ، ولا يمكن أن تتمرد في يوم من الأيام ، أما المرأة التي تشعر بذاتها وبقوة شخصيتها فيصعب السيطرة عليا ، فهي تشعر أنها ليست في حخاجة إلى الرجل ، وإنما هو بالنسبة لها مثل أي اكسسوار رخيص أو غالٍ .
- يتفق على البحث الدكتور (أحمد المجدوب) خبير علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث القومية والجنائية مع نتيجة البحث لأنه منطقي من وجهة نظره.
موضحاً أنه من خلال التجارب والخبرات السابقة في المجتمعات المختلفة عبر كافة العصور والأزمنة ثبت أنه إذا تفوقت المرأة في مجتمعها أو لمعت في مركز اجتماعي قوي أو مركز وظيفي مرموق أدى ذلك إلى تسلطها واعتزازها بنفسها لدرجة تصل إلى الغرور، بل إنها كثيرا ما تلمح أو تصرح بهذا الفرق في بعض المواقف إلى زوجها الأقل منها اجتماعيا أو وظيفيا لشعورها بأنها الأفضل والأقوى.
لذا فإن الرجال يؤثرون السلامة؛ فدائما نراهم يرتبطون بالمرأة التي هي أقل منهم اجتماعيا أو من تساويهم، ويفضلونها عن غيرها ممن تملكن القوة والشهرة وهذا ما أكده البحث -الذي بين أيدينا- فالرجال قد اختاروا (السكرتيرة) بشكل مطلق عن المديرة أو رئيسة العمل.
مؤكداً ، أن الرجال يخافون من المرأة التي تمتلك الذكاء الاجتماعي ، لأنهم يخشون ألا يكونوا أصحاب الأمر والنهي في منزل الزوجية ، ويفضلون المرأة الأقل أو التي تماثلهم في المستوى الاجتماعي والوظيفي رغبة منهم في تحقيق الاستقرار لهم ولأسرهم وعدم وضع الأسرة في وضع حرج مستقبلا لأن المتضرر لن يكون الزوج فقط بل أفراد الأسرة جميعهم.
- أما الدكتورة (سامية خضر) أستاذة عـلم الاجتماع بجامعة عين شمس، فتقول: إن نتائج البحث القائلة بتفضيل الرجل للمرأة الأقل اجتماعيا ووظيفـيا شيء طبيعي، فمنذ أن بدأت الحياة وجد الرجل نفسه هو الذي يقود ويدير وهو الذي يشير ويترأس وهو الذي يأخذ كل الهيبة لأنه ولد ذكرا..!!، وبالطبع يريد الرجل أن يستمر في هذه اللعبة بأن يكون دائما هو المسيطر وهذا يفسر اختيار الرجال للسكرتيرة لأنها تكون تحت سيطرته هـو بخلاف المديرة التي تعطي الأوامر فيكون الرجل في دائرة سيطرتها.
وتضيف أستاذة علم الاجتماع ، كذلك يمكننا القول بأن هناك تخوفا عند الرجل إذا ارتبط بمن هي أعلى منه اجتماعيا أو وظيفيا فقد يطلق عليه في هذه الحالة لقـب (زوج الست) وهو لقـب ترفضه ثقافة المجتمع العربي إلى حد ما.
وتكمل قائلة: إن المستوى الاجتماعي أو الوظيفي للمرأة أو للرجل سواء أكان قويا أو ضعيفا عند الزواج هو أمر نسبي ولا يمكن أن نتوقع النتائج المترتبة على الزواج في هذه الحالة، فهو يمكن أن يكون شيئا هامشيا لا قيمة له إذا كان هناك وعي من الطرفين، فإذا كان الرجل واعيا والمرأة واعية سينتج عن ذلك زوج ممتاز وزوجة ممتازة؛ ووقتَها لن يتم الالتفات إطلاقا إلى الوضع الاجتماعي أو الوظيفي بين الطرفين، فنجاح الحياة الزوجية يتوقف في الأساس على ثقافة الرجل وثقافة المرأة.
- ويؤكد علماء النفس أن الأمر قد يصل بالبعض إلى رفضهم عمل المرأة بعد الزواج ، أو حتى لا يفضلون الزواج من امرأة عاملة من الأساس ، رغم وعيهم أن عمل المرأة لا يكون من أجل تحقيق الذات فقط والتفاخر بالخروج اليومي ومنافسة الرجال بل يكون من أجل سد حاجات المنزل ومتطلبات الأطفال بسبب صعوبة ظروف الحياة .
ففي لبنان، على سبيل المثال لا الحصر، ونتيجة الحاجة الاقتصادية، أصبح لزاما عليها العمل للمساهمة في احتياجات البيت والأسرة، لكن مسؤولياتها خارج البيت لم تلغ مسؤولياتها بداخله، وبالتالي تضاعفت على حساب راحتها النفسية والجسدية، والمقابل امتيازات لا توازي الجهد المبذول.
فالمرأة التي طالبت بالخروج إلى العمل ما زالت المسئولة الأولى، وفي أغلب الأحيان الوحيدة، عن الواجبات الأسرية، لجهة تربية الأولاد ومتابعتهم والقيام بالأعمال المنزلية، أو على الأقل الإشراف عليها إذا استطاعت الاستعانة بخادمة.
- سواء كان الرجال يفضلون عمل المرأة أم لا فهناك مواصفات مشتركة يفضلونها في زوجتهم أهمها الطاعة ، هذا ما توصلت إليه دراسة أمريكية حديثة تكشف عن المواصفات المثالية للعروس :
- الزوجة المثالية هي من تضحك دائما على النكت التي يرويها مهما كانت سخيفة.
- تشعر الرجل بحاجتها إليه و لا تقوم باستغلاله.
- ألا تحاول أن تغير من تصرفاته.
- من ترضي غرور زوجها بمدحه مرة واحدة على الأقل في اليوم.
- أن لا تحاول السعي الحثيث لتحسين الوضع المادي والاجتماعي للزوجين، بحيث لا تقضي حياتها وراء هذا الهدف.
- لا تسعى إلى إنفاق كل ما يملكه الزوج.
- أن تكون واسعة الثقافة ومتعددة المواهب والأهم أن تكون متيمة بحبه.
- أن تكون قادرة على معرفة ما يحتاجه الرجل وان تفعل ما يريده دون أن يضطر للكلام.
- ليس العمل وحده هو ما يؤرق الرجل في المرأة بل حجمها أيضاً ، حيث أكدت دراسة للجامعة البريطانية المفتوحة أن المرأة القصيرة يفضلها العديد من الرجال لتكون زوجة المستقبل.
وأشار الباحثون إلى أن الصورة المستقرة في أذهان كثير من الرجال أن المرأة يجب أن تكون أقل حجماً من الرجل، ربما يعود ذلك للشعور بالسيطرة عليها وبأنه أقوى جسدياً، وذلك هو ما يستقر بداخله لا شعورياً ولا يفصح عنه حتى لو أعجبته الفتاة الطويلة ممشوقة القوام وشعر بأنها أكثر جاذبية بالنسبة لـه، الا أنه يرغب دائماً في الفتاة الأقل منه حجماً، لأنه يشعر بأنه يحتويها تماماً.
وفي الوقت نفسه يخشى الرجل طموح المرأة الطويلة ، حيث أظهرت دراسة اسكتلندية جديدة، أنّ النساء الطويلات أكثر طموحاً واجتهاداً في أعمالهن، وأقل ميلاً لتكوين عائلة من نظيراتهن القصيرات.
ووجد فريق البحث في جامعتي ستيرلنج وسانت آندروز، بعد متابعة أكثر من ألف سيدة في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، أنّ السيدات طويلات القامة أقل إنجاباً للأطفال ويتزوجن في سن متأخرة، ولكنهن أكثر طموحاً من الناحية المهنية.
وكانت الدراسات السابقة قد بيّنت أنّ النساء الطويلات ينجبن عدداً أقل من الأطفال بسبب تأخرهن في الالتقاء بالرجل المناسب، ولكنّ البحث الجديد الذي نشرته مجلة /الشخصية والاختلافات الفردية/، نفى ذلك، وأظهر أنّ طويلات القامة لديهن مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون الذكري، الذي قد يسبب شخصيات رجولية فيصبحن أكثر خشونة، إلا أن ذلك لا يلغي طابعهن الأنثوي أيضاً .
هذا كما يجمع العلماء أن فروق الطول بين الرجل والمرأة تمثل عقدة للرجال أحياناً إذا ما ارتبطوا بفتيات أطول منهم، فالرجال يرون أن مشكلة في تدليل امرأة أكبر منهم في الحجم ، ربما يشعرون بأنهم مع صديق لـهم يتساوى معه في قوته البدنية ، حتى وإن كانت المرأة تتمتع بقوام ممشوق وشخصية رقيقة، لذلك فالرجال يرغبون لا إراديا في أن تكون الزوجة أصغر منهم حجماً ليتمكنوا من احتوائها والسيطرة عليها والظهور بمظهر مفتول وممشوق إلى جوارها.
والآن عزيزي الرجل بعدما تعرفت على التحليل النفسي والاجتماعي لرفض الرجل الارتباط بامرأة تفوقهم في المكانة الاجتماعية ، هل ما زلت مصر على إجابتك المثالية ؟ والآن هل تقبل بالزواج من رئيستك بالعمل !!
فادية عبود
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد