ساركوزي يورط فرنسا في حرب أفغانستان

ما السلاح السحري الذي سيحضره معه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بريطانيا خلال زيارة الدولة التي سيقوم بها الأربعاء؟ هذا السؤال الذي يشغل بال بريطانيا حالياً، سرعان ما انكشف بعدما تبين أن والدة ساركوزي “السيدة اندريه” البالغة من العمر 81 عاماً، سترافقه في هذه الزيارة التي يبدي البريطانيون اهتماماً كبيراً بها، وكان من المعتقد أن محور الزيارة لن يكون الرئيس الفرنسي الذي يشتهر بلقب “ساركو” ولكن زوجته الحسناء وعارضة الأزياء والمغنية الشابة الإيطالية الأصل كارلا بروني ووفقاً لوسائل الإعلام البريطانية فإن خبراء البروتوكول في قصر الملكة اليزابيث الريفي في وندسور خارج لندن فوجئوا أخيراً بأن اندريه سترافق نجلها خلال الزيارة وهي الأولى على هذا النحو الرسمي منذ 12 عاماً وتقول صحيفة “الديلي تلغراف” ان اندريه هي بمثابة الملكة الأم في بريطانيا بالنسبة لساركوزي وللفرنسيين فهي دائماً إلى جواره عندما يحتاج إلى مشورتها خلال أزماته الغرامية أو السياسية. وقد رافقت الأم نجلها عندما قام بزيارة مهمة إلى الصين في نوفمبر الماضي، وذلك بعد أن طلق زوجته الثانية سيسيليا التي ستتزوج من مليونير أمريكي خلال الأسبوع الحالي، وسترافق عدة وزيرات فرنسيات أيضاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى بريطانيا بينهن رشيدة داتي التي تنحدر من أصول عربية من شمال إفريقيا.

ويتطلع جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني إلى زيارة ساركوزي، حيث ستسلط الأضواء عليه كزعيم مهم على المسرح الدولي، في وقت انهارت فيه شعبيته بشدة، ولذلك فإن ساركوزي لن يكون الزعيم الوحيد الذي سيستفيد من هذه الزيارة بعد تدهور شعبيته هو الآخر، خاصة بعد نتائج الانتخابات المحلية التي مني فيها حزبه الحاكم بخسارة كبيرة.

والسؤال الآخر الملح لدى الأوساط البريطانية هو عما إذاكانت زوجته كارلا ستنحني أمام ملكة بريطانيا لدى حفل الاستقبال الرسمي للرئيس والوفد المرافق بمقتضى التقاليد والبروتوكول الملكي.

ويقول معلقون إن ساركوزي وقرينته الجديدة سيلتزمان السلوك المثالي خلال الزيارة، حيث ان الرئيس الفرنسي يريد أن يقيم تحالفاً مهماً مع بريطانيا على حساب ألمانيا، لأنه ليس على وفاق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وألمانيا هي تاريخياً الحليف الأول لفرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وانتهاء فترة الصراع المسلح بين البلدين.

وستسلط الأضواء أيضاً خلال الزيارة على لقاء القمة بين براون وساركوزي الذي سيعقد في “استاد الإمارات” مقر نادي ارسنال الشهير في شمال لندن يوم الخميس المقبل بدلاً من عشرة داونينج ستريت مقر الحكومة البريطانية، كما يلقي ساركوزي أيضاً خطاباً أمام مجلس العموم واللوردات البريطاني.

على صعيد آخر، كشفت صحيفة “التايمز” أن ساركوزي سيقدم هدية كبيرة لبريطانيا تتمثل في إعلانه بأن فرنسا ستبعث بنحو ألف جندي فرنسي إضافي إلى أفغانستان لدعم عمليات حلف الأطلسي هناك ضد حركة طالبان وبذلك سيؤكد ساركوزي التزامه بالتحالف الأطلسي، وسيعزز وصول هذه القوات الإضافية العمليات العسكرية، وسيضمن ألا تنفذ كندا تهديداً بسحب قواتها بسبب عدم التزام دول الحلف الأخرى بالمساهمة العسكرية الفعالة في أفغانستان.

من جانبها ركزت صحيفة “الجارديان” أمس على أن بريطانيا وفرنسا ستوقعان خلال الزيارة على اتفاق لبناء جيل جديد من محطات الطاقة النووية، وتصدير هذه التكنولوجيا المهمة إلى مختلف أنحاء العالم، وذلك لحماية البيئة ومكافحة التغيرات المناخية.

وكان الرئيس الفرنسي وزوجته كارلا قد وصلا مساء أول أمس الجمعة إلى مراكش في زيارة خاصة للمغرب تستمر ثلاثة أيام، وسيمضي ساركوزي وزوجته عطلة عيد الفصح في هذه المدينة التي تعتبر واحدة من أبرز المناطق السياحية في المملكة، ولم يعرف هل يلتقي الرئيس الفرنسي العاهل المغربي محمد السادس خلال هذه الزيارة؟

ودعت صحيفة “نيويورك تايمز” من جانبها الرئيس ساركوزي إلى “قليل من الانضباط” في أدائه معتبرة أن الانتخابات البلدية الأخيرة في فرنسا شكلت “إهانة” لساركوزي وأنه “عوقب على كل المهازل التي لا تمت إلى الرئاسة بصلة والتي تحولت مادة دسمة للإعلام”.

عمر حنين

المصدر: الخليج