سجون خمس نجوم .. عربية
نظمت الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس - في سياق المؤتمرات السنوية التحضيرية لمؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي يعقد كل عام في شهريناير- مؤتمرا بحث مقترحا "طريفا '' لخصخصة السجون العربية.
المؤتمر حضره عدد من مديري السجون والقضاة وكبار ضباط الامن في العالم العربي، وناقش عدة مشاريع لتشريك القطاع الخاص كليا أو جزئيا في بناء السجون وتمويل صيانتها ومشاريع مربحة داخلها.
واعتبرت الخصخصة مخرجا لازمات الاكتظاظ والازدحام ونقص الموارد في عدد من السجون العربية.
''الاوضاع في السجون لا تطاق ..اكتظاظ وظروف اقامة صعبة جدا ..اوساخ وازدحام ومظاهر مخجلة ..ومشاكل تتسبب في أمراض مزمنة .. وهناك من السجناء من يموت في السجن أو بعد خروجه من السجن بمدة وجيزة ''، هذا ما قاله السجين اليساري السابق حمة الهمامي منتقدا أوضاع السجون التونسية التي قضى فيها أكثرمن ستة أعوام من عمره.
وتهدف فكرة خصخصة السجون العربية كليا أوجزئيا الى تدارك النقائص الحالية والاصلاح والربح في نفس الوقت كما أورد المدير العام للسجون السعودية اللواء علي الحارثي.
واضاف ''خصخصة السجون يمكن أن تكون كلية عبر تشريك القطاع الخاص في بناء السجون وتمويل صيانتها ومشاريع تدريب المساجين وتشغيلهم وبيع منتجاتهم خارج السجن ..وقد تكون خصخصة جزئية تشمل المشاركة في التمويل وبعض الخدمات مثل التنظيف والتدريب ..كما قد تكون حسب كراس شروط ..أي وظيفية''.
لكن هل سيتفيد رجال الاعمال ماديا من مغامرة اقتحام ما يمكن وصفه سوق الاستثمار في قطاع السجون؟ أم أن إقحام السجناء في سوق الشغل مقابل راتب زهيد هو الهدف؟
القاضي المغربي مصطفى البارز يتحدث عن مشروع مربح وعن استفادة كل الاطراف من الخصخصة ''من السجين الى السجان'' ويقول ''الجميع سيتفيد: السجين سيحصل على راتب ورجال الاعمال سيربحون من بيع منتجات المساجين في المعارض والمؤسسات الاقتصادية. وبذلك يغطون نفقاتهم ويضمنون بعض المرابيح. والسجن سيتفيد إذ ستتوفر لديه أموال اضافية لمعالجة مشاكل نقص الموارد التي تتسبب في الازدحام والاكتظاظ ورداءة ظروف الاقامة''.
وقد سالت الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان ان كان السجناء سيتقاضون راتبا مقابل تشغيلهم من قبل الخواص فرد بحزم ''بكل تاكيد ..بكل تأكيد ..وهذا الراتب سيمكن السجين من نغطية بعض مصاريفه داخل السجن ويضمن له فرصة توفير أموال يرسلها الى عائلته وهو خيار مهم سيضمن للسجين التواصل الاجتماعي مع عائلته تمهيدا لخروجه من السجن. فضلا عن كون الشغل في السجن سيعلمه تعاطي مهن جديدة وسيمكنه من المحافظة على خبرته خلال مرحلة العقوبة لأن الهدف من الحبس تربوي تأديبي وتحضير من زلت به القدم مرة إلى الاندماج في المجتمع عند خروجه من السجن ''.
والملفت للنظرأن ممثلي جل الدول العربية دعموا مقترح خصخصة السجون ..وإن كان بعضهم قدم موافقة مشروطة مثل المقدم اللبناني جوزيف الفخري الذي قال " أنا مع خصخصة السجون في بلادي لبنان وفي بقية العالم العربي إذا توفرت عدة ضمانات منها الترتيبات الادراية والمالية التي تضمن توظيف الاموال التي ستوفرها الخصخصة في تحسين الاوضاع المتردية في جل السجون ..ومنها الازدحام والاكتظاظ ''.
هل تكون خصخصة السجون رد الحكومات العربية على التقاريرالحقوقية العالمية التي تنتقد الاوضاع الحالية في تلك السجون ؟
وهل يصنف الخواص السجون قريبا حسب النجوم على غرار الفنادق السياحية ؟
وهل سيخير بعض المساجين مستقبلا بين سجون نجمة واحدة وسجون خمسة نجوم ؟ هذا ما سوف يكشفه المؤتمر السنوي لوزراء الداخلية العرب بتونس في يناير القادم الذي قد يبت في المشروع.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد