سقوط ورقة الثقافة عن عورة (الأكثرية) اللبنانية
نفهم أن يشعر فريق 14 آذار بالحرج نتيجة الصعوبات التي يواجهها في حشد الجماهير الثوريّة في 14 شباط المقبل. وهي صعوبات قد تنجح الملايين «التنموية» ولقاءات التحريض الطائفي في تجاوزها. لكن ما لا نفهمه هو الترويج لخطاب الحرب الأهلية بخفّة لا تُحتمَل، عساه يجرّ إلى ساحة الشهداء بضعة آلاف إضافيّة.
فلا يليق بأنصار «ثقافة الحياة» والمدافعين عنها في وجه «ثقافة الموت» أن يهدّدوا بحرق «الأخضر واليابس» وبالفوضى وبالحرب الأهلية من أجل استنهاض همّة أتباعهم، كما فعل أحد البيادق العائدين للتوّ من المملكة العربية السعودية.
ولا يليق بأنصار «ثقافة الحياة» والممتعضين من خطاب التخوين أن «يخوّنوا» نصف الشعب اللبناني باعتباره «قناعاً» للمحور السوري ـــــ الإيراني، كما فعل بيدق آخر.
ولا يليق بأنصار «ثقافة الحياة» ودعاة قيَم الحداثة في وجه «الأصوليّة الدينيّة» الظهور على الشاشات محاطين بعدد هائل من الرجال بزيّهم الديني الموحّد، كأنّهم أفاقوا فجأة على أنّ زعامة الطائفة أنبل شأناً من زعامة أكثرية برلمانية.
ولا يليق بأنصار «ثقافة الحياة» الذين يريدون للبنان أن يعلن أن لا حول له ولا قوّة أمام إسرائيل ورفع شعار «بدنا نعيش»، أن يعلنوا الحرب من لبنان على دولة كإيران، إرضاءً لأهواء دول أخرى.
ولا يليق بأنصار «ثقافة الحياة» أن يعلنوا بعد مقتل سبعة متظاهرين، أن لا خط أحمر أمام الجيش، كأنّ ثمّة صنفاً واحداً من اللبنانيين هو الذي يستحق الحياة.
خالد صاغية
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد