سوريا: قدراتنا كافية لمواجهة التآمر
أكد وزير الخارجية وليد المعلم من طهران أمس، أن بلاده تمتلك قدرات دفاعية تكفيها «للدفاع عن كل ذرة من ترابها» في وجه ما وصفه بـ«تآمر كون بأكمله»، متعهدا بـ«القضاء» على المعارضة المسلحة، فيما اعتبرت إيران أن التفكير بنقل السلطة في سوريا «وهم»، مجددة اتهامها لدول حلف الأطلسي بالسعي إلى «ضمان هيمنة إسرائيل» في المنطقة.
أما تركيا، فأكدت مجددا أنها ستتخذ «كافة الإجراءات» لمنع تمركز «خلايا إرهابية» في المناطق الحدودية مع سوريا، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني بالدرجة الاولى، في حين رفضت السعودية التعليق المباشر على تقرير يفيد بأنها تشارك في إدارة قاعدة سرية مشتركة لدعم المعارضة السورية المسلحة، وشددت على ضرورة تمكين السوريين من «حماية أنفسهم». ويأتي ذلك، في حين تشهد مدينة حلب وضعا انسانيا صعبا حيث قدرت مفوضية الامم المتحدة للاجئين عدد النازحين منها خلال اليومين الماضيين بنحو مئتي ألف نتيجة الاشتباكات الضارية بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «يبدو واضحاً أن حلب تشكل مثالاً مأساوياً جديداً على العنف الأعمى الذي يمارسه نظام (الرئيس بشار) الأسد بحق شعبه... في نهاية المطاف، انه يحفر قبره بيده».
وأكد الوزير الأميركي أن الأسد «فقد كل شرعية وكلما أوغل في العنف أكد ان النظام شارف على نهايته». «ورأى أن السؤال لم يعد ما إذا كان النظام السوري سيسقط «بل متى» سيكون هذا السقوط».
وأضاف بانيتا ان «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قالا بوضوح أن هذا الأمر غير مقبول، وقد مارسا ضغوطاً ديبلوماسية واقتصادية على سوريا لوضع حد للعنف، ليتنحى الأسد ولتبدأ عملية انتقالية نحو شكل ديموقراطي للحكم». ولفت إلى ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب أمن مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية والجرثومية السورية، وذلك عبر الحفاظ على «تعاون وثيق مع دول المنطقة».
وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي في طهران، «لقد تجمعت كافة القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها من دون شك»، مضيفا أن «الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش» ضد المسلحين.
واتهم المعلم «قطر والسعودية وتركيا والدول الأجنبية عن المنطقة بمنع انتهاء المواجهات» من خلال دعم المقاتلين وتزويدهم بالسلاح. وقال المعلم إن سوريا «تواجه تآمر كون بأكمله، وهي تمتلك قدرات دفاعية كافية للدفاع عن كل ذرة من ترابها»، معتبرا أن «الشعب السوري صامد في وجه الحشد الكبير من الدول الشرسة التي تتآمر عليه».
وأكـد المعلم، الـذي التقـى الرئيس الإيراني محمود أحمـدي نجاد، «التزام سوريا بتطبيق خطة كوفي أنان بشكل كامل»، مضيفا «أكدنا أنها سبيل مناسب لحل الأزمة في سوريا والمهم فيها نقطتان هما منع التدخل الخارجي وتأكيد (الطابع) السياسي» للأزمة، معتبرا أن «تطبيق هذه الخطة كفيل بمنع القوى والدول، كالسعودية وقطر وتركيا، من التدخل بالشأن الداخلي السوري».
وأضاف المعلم «نريد من لبنان الشقيق سلامته ووحدته، وأن يساعد في منع تسلل الإرهابيين عبر حدوده، لأن هذا فيه مصلحة لسوريا ولبنان». وأكد أن «وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما».
من جهته، أكد صالحي ثقته بأن «الشعب السوري سينتصر» على المسلحين والدول التي تدعمهم. وقال «نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها دول عدة على رأسها النظام الصهيوني». واعتبر أن النصر «سيكون حليف سوريا والأمور ستنجلي يوما بعد يوم»، مضيفا أن «الحديث عن حكومة انتقالية في سوريا وهم. من الوهم والسذاجة تخيل إحداث فراغ في الحكم في سوريا». وأكد ضرورة إعطاء الفرصة لـ«الإصلاحات» التي عرضها الرئيس السوري بشار الأسد.
كما اتهم نجاد دول الحلف الاطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة بالسعي الى «ضمان هيمنة اسرائيل في المنطقة».
في المقابل، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للقناة السابعة للتلفزيون التركي «لن نسمح بتمركز خلايا إرهابية قرب حدودنا». وأضاف الوزير «ليس مهما إن تعلق الأمر بالقاعدة أو حزب العمال الكردستاني نحن نعتبر أن الأمر يتعلق بقضية امن وطني ونحتفظ لأنفسنا بالحق في اتخاذ الإجراءات كافة» من دون مزيد من التوضيح.
بيد أن أوغلو قلل من أهمية اتهام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي النظام السوري بأنه «عهد» بخمس مناطق في شمال سوريا لحزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديموقراطي، مؤكدا ان تركيا لن تتردد في استخدام القوة عند الحاجة.
وفي الوقت الذي نشرت فيه الصحافة التركية صور أعلام كردية رفعت في بلدات في شمال سوريا، فقد أكد وزير خارجية تركيا ان هذه المنطقة لم تصبح بالكامل تحت سيطرة الأكراد. وقال «هذا ليس صحيحا» مع إقراره بأنه «لا يمكنه القول انه لا توجد مخاطر». وأكد «حتى إن كان الخطر بنسبة 1 في المئة فإننا نأخذه على محمل الجد».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية في رسالة نصية ردا على سؤال بشأن القاعدة التركية القطرية السعودية المشتركة في أضنة والتي أفادت تقارير بأنها تقوم بدور أساسي في دعم المعارضة السورية المسلحة، ان «الموقف المعروف جيدا للمملكة هو إمداد الشعب السوري بالمساعدات المالية والانسانية إلى جانب دعوة المجتمع الدولي إلى تمكينهم من حماية انفسهم على الاقل اذا لم يستطع المجتمع الدولي ذلك».
وأضاف المتحدث ان «النظام السوري يستورد ويستخدم كل انواع الاسلحة ليقاتل ويقمع شعبه في حرب شرسة كما لو انها حرب تشن ضد عدو اجنبي لا ضد شعبه الأعزل».
وقالت المصادر الخليجية ان المركز في اضنة اقيم بناء على اقتراح نائب وزير الخارجية السعودي الامير عبد العزيز بن عبد الله خلال زيارة قام بها لتركيا. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية قال ان الامير عبد العزيز الذي رقي الى نائب لوزير الخارجية العام الماضي وهو ابن الملك السعودي، لم يزر تركيا.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح صحافي أمس الاول: «لقد أطلق شخص ما هذه الشائعة الكاذبة عن استعداد موسكو لاستقبال الأسد، وأن الأسد مستعد لهذا... ولذلك فلنضغط على روسيا». وأضاف: «لا يوجد أي اتفاق أو فكرة بخصوص هذا الموضوع. هذا الحديث عمل استفزازي من قبل من يريد إلقاء كل المسؤولية عما يحدث في سوريا علينا وعلى الصين ويزعم أننا نعارض لشيء ما هناك». وأضاف: «إننا نعارض شيئا وحيدا وهو محاولة دعم أحد طرفي النزاع السوري الداخلي من خلال قرار لمجلس الأمن الدولي».
وأوضح لافروف أن موسكو «حتى لا تفكر» في إمكانية تقديم اللجوء لبشار الأسد، وقال: «أؤلئك الذين يحاولون زرع هذه الفكرة في أذهان المجتمع الدولي يقصدون أهدافا قذرة. لسنا ولم نكن من أقرب الأصدقاء للنظام السوري. أقرب أصدقائه موجودون في أوروبا، وإذا كان أحد ينوي حل هذه المشكلة بمثل هذا الطريق فليفكر في إمكانياته».
وأعلن لافروف أن موسكو تعد لقاء جديدا مع المعارضة السورية وقال: «عندما تزورنا وفود من المعارضة السورية، نحن نتحاور مع الجميع، وسيكون لنا اتصالات جديدة في روسيا وفي الخارج، حيث مقار هؤلاء الاشخاص، يقولون لنا إن ما يحدث في سوريا هو ثورة ضد النظام، فنقول لهم: إذا كانت ثورة فما هو دور مجلس الأمن الدولي؟ .. إذا كانت ثورة فلا ينبغي مطالبة مجلس الأمن بتأييد الثورات، إذ إن ذلك شيء غير منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد