سورية عدوة الولايات المتحدة… سورية ليست عدوة للولايات المتحدة

12-04-2007

سورية عدوة الولايات المتحدة… سورية ليست عدوة للولايات المتحدة

الجمل:  نشرت شبكة يونايتدبرس انترناشونال اليوم تحليلا أعده كلود سالهان المحرر بالشبكة حمل عنوان (تحليل: سورية ليست عدو الولايات المتحدة).
يقول التحليل:
أصبحت نانسي بيلوزي رئيسة مجل النواب الأمريكي تحت مرمى النيران الثقيلة من قبل العديد من الجهات، وذلك بسبب زيارتها إلى سورية ولقاءها مع الرئيس السوري بشار الأسد عدو الولايات المتحدة كما تقول إدارة بوش برغم تأكيد سوريا بأنها ليست خصما معاديا..
أحد المرشحين المتعددين للانتخابات الرئاسية، وهو الجمهوري الكبير الطموح ميت رومي، كثف انتقاده لرئيسة مجلس النواب الأمريكي بزعم مخالفتها ومروقها على حظر البيت الأبيض المفروض على زيارة سوريا.
قال ميت رومي في ملاحظات تم إعدادها وترتيبها مسبقا – وفي حديث- بمكتبه جورج بوش الاب الرئاسية التابعة لكلية شيشون بولاية تكساس: (لقد ساعدت رئيسة مجلس النواب في تعظيم مقام دولة راعية للإرهاب) وأضاف قائلا: (في وقت الحرب هذا، ينصب ويقف ما قامت به باعتباره - العمل- الانقسامي الأكثر رعونة قام به زعيم  وطني في هذه الحقبة).
سوريا تعتبر دولة مارقة بواسطة الولايات المتحدة، والتي تؤكد وتجزم بأن السوريين يدعمون الجماعات الإرهابية بينما ينظر السوريون لذلك بشكل مختلف فهذه الجماعات الإرهابية التي تتهم الولايات المتحدة القيادة السورية بدعمها، ينظر إليها كحركات تحرير بواسطة السوريين.
هل كانت بيلوزي خاطئة في المروق على البيت الأبيض وإخراج الرئيس الأسد من عزلته السياسية التي طالما رغب الرئيس بوش أن يراه باقيا فيها. فالجمهوريون- بعضا منهم على الأقل- يعتقدون بأن نانسي بيلوزي كانت خاطئة.
ولكن إذا نظرنا للتاريخ باعتباره دليلا مرشدا فقد كانت رئيسة مجلس النواب أكثر من صائبة في التحدث والتفاهم مع الجماعات أو البلدان التي كانت في حالة حرب معها.
خلال أيام الحرب الباردة الأكثر حلكة وسوادا، عندما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في اسخن حالاتها، كانت واشنطن وموسكو تستمر في على تشغيل الخط التلفوني (الساخن) بين العاصمتين، من أجل السماح بالتواصل السريع والسهل بين زعماء العالم الحر وأولئك الذين أطلق عليهم الرئيس ريغان في إحدى المرات (إمبراطورية الشر). وكان يتم تشغيل خط التلفون الساخن من أجل تلبية حاجة الزعماء الملحة للاتصال والتفاهم العاجل- بما يؤدي لتجنب تصاعد الأزمات وتطورها إلى درجة المواجهة الكبرى والشاملة.
خلال سعي الجزائر لأجل الاستقلال من فرنسا في ستينات القرن الماضي، أجرت باريس محادثات سرية مع أعضاء جبهة التحرير الوطني – أو الـ (FLN) على حد تسمية أنصارها الفرنسيين وهذه المحادثات كانت مستمرة في الوقت الذي كانت تقوم به الجبهة بإلقاء القنابل ومهاجمة وقتل القوات الفرنسية والمدنيين الجزائريين.
وفي فيتنام, خلال فترة صراع جنوب شرق آسيا، انخرط المسؤولون الأمريكيون في محادثات ليس مع الفيتناميين الشماليين وحسب، بل ومع الفيتكونغ ايضاً.
واليوم في العراق، قام المسؤولون الأمريكيون في وقت مزدوج بالانخراط في محادثات وتفاهمات ومفاوضات مع المتمردين السنة، وحدث ذلك كله في الوقت الذي  استمر فيه هؤلاء المتمردون في مقاتلة القوات الأمريكية.
بزيارتها لسورية، فان نانسي بيلوزي لم تفعل شيئا جديدا في عالم السياسة، جديد يتمثل ففي الماضي كانت مثل هذه المحادثات تتم عادة بموافقة الحكومة الكاملة أما في حالة بيلوزي فقد تعهدت بالمبادرة وقامت بتنفيذها من تلقاء ذاتها، وداست بقدمها على ما ظلت تتعارف عليه وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض باعتباره مضمارا خاصا بهما.
وحتى الآن، مازال هناك اختلافا رئيسيا بين الأمثلة المشار إليها أعلاه، وسوريا وفي هذا الصدد تحدث السيد عماد مصطفى سفير سوريا في واشنطن لشبكة يونايتدبرس الدولية (على النقيض مما يقوله البعض، فان سوريا ليست عدوا للولايات المتحدة) وأضاف قائلا: (يمكن أن نعمل جنبا إلى جنب في العديد من المسائل) وأضاف قائلا أيضا: (لقد آن الأوان لكي ننخرط في مواجهة المسائل والقضايا) وأيضا قال السفير - عماد-  الذي كان موجودا في دمشق خلال زيارة نانسي بيلوزي (المناقشات بين بيلوزي  والأسد كانت شديدة الجدية).
ولما كانت بيلوزي لا تملك سلطة تغيير سياسات الإدارة، إلا انه بإمكانها فرض السيطرة والنفوذ على  السياسة- المستقبلية- الأمريكية.
أخبر عماد مصطفى اليونايتدبرس بان سوريا قد وافقت على الاستمرار في التعاون مع رئيسة مجلس النواب، وقال بان الحكومة السورية قد اخبرت نانسي بيلوزي بان تخبر الإدارة الأمريكية أي إدارة بوش بان ترغب في التعاون مع واشنطن.
 ولكن، على حد تعبير حديث الدبلوماسي السوري فان هذه الإدارة لا ترغب في الاستماع وعلما بأنه على الأرجح أن لا يتم إحداث أي تقدم خلال فترة إدارة بوش المتبقية، فقد قال الدبلوماسي السوري (دعونا نحضر من أجل المستقبل) قاصدا بذلك تمهيد السبيل لعلاقات أفضل مع الإدارة القادمة.
قال الدبلوماسي السوري (نحن لا نحاول كسب النقاط) مشيرا إلى أن سياسة واشنطن الحالية سوف لن تؤدي إلى عزل سوريا بل، وبدلا عن ذلك (فإن إدارة بوش هي التي أصبحت معزولة)... وقد آن الأوان للإدارة لكي تعيد النظر في سياستها إزاء سوريا ولكن فرص القيام بذلك تبدو ضئيلة.


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...