صباح فخري: الموسيقى لغة الكون ونقطة لقاء الشعوب

06-11-2007

صباح فخري: الموسيقى لغة الكون ونقطة لقاء الشعوب

رأى الفنان السوري الكبير صباح فخري أن كل شعوب الأرض تتفاعل مع الموسيقى مهما تنوعت لغاتها، "فالموسيقى تشكل نقطة لقاء يلتف حولها الجميع"، وأضاف الفنان القدير (خلال زيارته القصيرة للعاصمة البلجيكية، حيث أحيا حفلا فنيا ساهرا على مسرح قصر الفنون الجميلة في بروكسل ليلة السبت الماضي)، "خلق الله الموسيقى في البدء مع حفيف الأشجار وخرير المياه وإذا توقفت الحركة والموسيقى جمد الكون"، وتابع الفنان "رسالتي هنا اليوم هي المهمة نفسها التي قمت بها على مدى السنوات في مختلف أنحاء العالم، إذ حملت الكلمة العربية والموسيقى الأصيلة إلى كل بقاع الأرض، لأخدم بلدي كما الأمة العربية وأخدم الفن نفسه أيضاً"، " يمكن للأوروبي أن يتفاعل مع الموسيقى العربية، كما العربي يتفاعل ويحس مع الموسيقى التي كتبت في روسيا مثلاً". على حد تعبيره

وأكد أن للموسيقى فوائد عظيمة، فهي تشفي الأمراض النفسية والجسدية، وهذا ثابت علمياً، منذ أن عالج ابن رشد الجنون بالموسيقى في بيمارستان مدينة حلب

وسأل عن سر استمراره في الغناء لساعات طويلة دون أن يمله الجمهور، فأكد الفنان فخري أنه مع الموهبة، وهي عطاء من الله، يجب أن يكون لدى الفنان مخزون ثقافي وموسيقي ومعرفي كبير، كما يجب أن يكون لديه القدرة على التفاعل مع الجمهور الحاضر، "لأن المستمع والمطرب في الأساس واحد، الأذن نصف والكلمة نصف، فعندما يتحد الاثنان يستطيع الفنان أن يفرح مع الجمهور ويضحكه ويبكيه أيضاً" على حد قوله

وحول ما يراه من فن اليوم، أكد الفنان صباح فخري "الدارج اليوم في المنطقة العربية هو فن الاستعراض، وهو يختلف عن فن الغناء تماماً، أعتقد أن العالم العربي يعيش مرحلة قحط فني حالياً مقارنة بمرحلة الأربعينيات إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت مرحلة فنية خصبة، هكذا التاريخ، ولكن تبقى هناك أصوات جيدة وموسيقى جميلة وملحنين وشعراء يقدمون أعمال راقية، ولكن بالمقارنة مع الماضي، نسبة الفن الجيد قليلة حالياً" حسب رأيه

وتطرق الفنان صباح فخري إلى التبادل الفني القائم منذ زمن بعيد بين الأقطار العربية، "كان هناك تبادل فني دائم بين حلب والموصل وبين سورية ومصر، نغني أغانيهم ويغنون أغانينا ومن هنا تأتي الوحدة الحقيقية" وفق تعبيره

ورداً على سؤال حول مشاريعه المستقبلية، أكد الفنان صباح فخري (74 عاماً)، أنه أسس، برعاية الحكومة السورية، أول معهد فني متكامل في العالم العربي، "منذ أيام زرياب لا يوجد في المنطقة العربية مثل هذا المعهد الذي ستبدأ الدراسة فيه بعد شهر"، مضيفاً "سنقوم بتعليم الغناء، ونعطي دروساً في اللغة العربية، ورقص السماح والعزف على العود والمقامات والإيقاع، وكل ذلك وسأتولى شخصياً تدريس الغناء"، واسترسل الفنان "المعهد مفتوح لكل من لديه الموهبة والموهبة فقط" حسب قوله

ورداً على سؤال لمطرب سورية الكبيرة، حول إمكانية تصوير أغانيه على طريقة الفيديو كليب، قال "أرحب بذلك، إذا جاء مخرج لديه رؤية فنية يصورني بدون صبايا عاريات، لأني لست بحاجة لمثل هذا، مخرج يستطيع التركيز على الكلمة والأداء، فلا أرى مانعاً في ذلك" وفق تعبيره

كان هذا اللقاء قبيل الحفل الفني الذي أحياه صباح فخري مساء السبت في قصر الفنون الجميلة في بروكسل، حيث أطرب أبناء الجاليات العربية، الذين تفاعلوا تصفيقاً ورقصاً مع الموشحات والأغاني التراثية والقدود الحلبية

ويذكر أن صباح فخري (اسمه الأصلي صباح الدين أبو قوس)، من مواليد مدينة حلب (سورية) 1933، درس الموسيقى في معهد الموسيقى الشرقية في دمشق الذي أسسه الزعيم فخري البارودي عام 1947، (وهو الذي تبنى أبو قوس ومنحه لقبه فيما بعد)، استطاع صباح فخري أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية عندما غنى عام 1968 على مسرح في مدينة كاراكاس في فنزويلا لمدة 10 ساعات متواصلة، وكرم عدة مرات من قبل زعماء عرب مثل الحبيب بورقيبة (تونس عام 1975)، والسلطان قابوس بن سعيد (عمان)، كما منح في بداية عام 2007 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة. ويبقى صباح فخري أحد عمالقة الفن الأصيل واسم مميز في تاريخ الغناء والموسيقى في سورية وفي الوطن العربي

المصدر: آكي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...