صحافيو مصر.. الانتهاكات مستمرة

11-09-2013

صحافيو مصر.. الانتهاكات مستمرة

كانت درجة الحرارة مرتفعة في ذلك اليوم، لكن الوضع اختلف داخل القاعة المكيّفة لأحد فنادق القاهرة، حين بدأ مؤتمر «نقابة الصحافيين الإلكترونيين» الذي عقد بالتعاون مع مركز «دعم لتقنية المعلومات» (برنامج استقلالية الإعلام)، و«الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية»، ظهر أمس الأوّل. الهدف من المؤتمر هو عرض الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون والإعلاميون في مصر (قتل / إصابة / اعتقال / اعتداء)، منذ يوم 14 آب الماضي، اليوم الذي شهد فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
يحتوي التقرير، على 64 حالة انتهاك تعرّض لها الإعلاميون في مصر أثناء وبعد فض اعتصامي الإخوان. يوثق التقرير خمس حالات قتل راح ضحيّتها صحافيون: حبيبة عبد العزيز، مراسلة ومصورة «غولف نيوز» الإماراتية، قتلت برصاصة مباشرة في الرأس، ومصعب الشامي، مراسل شبكة «رصد» المصرية، قُتل برصاصة من قناص، وأحمد عبد الجواد، صحافي في جريدة «الأخبار» المصرية، قُتل متأثراً بإصابته بطلق ناري، وتامر عبد الرؤوف، مراسل جريدة «الأهرام «المصرية في البحيرة، قُتل أثر إطلاق النار عليه من قبل دبابات الجيش، ومايك دين، مصور قناة «سكاي نيوز»، قُتل برصاصة في القلب.
يوثق التقرير أيضاً 17 حالة احتجاز واعتقال، منها ما تعرض له كل من محمد سعد الشهير بـ«باسم زوكا»، مصوّر صحافي في صحيفة «البديل» الإلكترونية المصرية، تم القبض عليه وتلفيق قضية سلاح له أثناء تغطيته اشتباكات «الإخوان» مع قوات الشرطة أمام قسم الطالبية. وذلك ما حصل أيضاً مع وهبه زكريا، مراسلة وكالة «الأناضول التركية» في مصر، إذ تم احتجازها في سجن طره وأُطلق سراحها بعد التحقيق معها. كما احتجز الأمن عمرو دياب، مصور «الوطن» المصرية، أثناء تغطيته فض اعتصام رابعة العدوية. كما احتجز أحمد طارق، مصور حر، من جانب الشرطة أثناء فضّ اعتصام رابعة العدوية. وكذلك محمد الهواري، الصحافي في صحيفة «صدى» البلد الإلكترونية المصرية، إذ احتجز لمدة 16 ساعة من قبل قوات الأمن أثناء فض اعتصام رابعة. بالإضافة إلى 12 حالة أخرى مشابهة.
هناك أيضاً 31 حالة إصابة تعرض لها الإعلاميون في مصر أبرزها ما تعرض له محمد إبراهيم، صحافي في صحيفة البديل الإلكترونية المصرية، حيث أصيب بطلق ناري في القدم، وعمر ساهر، صحافي بالمصري اليوم المصرية، أصيب برصاص خرطوش في قدمه من قبل الشرطة، وزكية هدايا، مراسلة شبكة حقوق الإخبارية المصرية، تم الاعتداء عليها من قبل أنصار الرئيس المعزول أثناء أحداث مسجد الفتح.
أشار المؤتمر أيضاً لعشر حالات اعتداء ضد الصحافيين، ومنها ما حدث مع كريم فريد، المعدّ في قناة «أون تي في»، إذ تم توقيفه في منطقة الزمالك، من دون سند قانوني بسبب قيامه بالتصوير، حيث قام أمين شرطة بالتعدي عليه لفظياً واستدعى له دورية من النجدة والتي استكملت الاعتداء قبل أن يطلق سراحه.
ينتهي التقرير بحالة اضطهاد واحدة حدثت لصحافي مصري حين تم طرد والدة محرر بصحيفة رصد بمحافظة البحيرة المصرية وليد الكفراوي من مستشفى رشيد العام رغم خطورة حالتها بسبب نشره موضوع صحافي عن وجود إبر ملوثة ومخلوطة بالرمال في نفس المستشفى.
أحمد أبو القاسم، السكرتير العام لـ«نقابة الصحافيين الإلكترونيين» قال لـ«السفير» إن المؤتمر جهّز توصيات للعمل على تنفيذها خلال المرحلة القادمة، منها إنشاء صندوق مستقل لتعويض الصحافيين والإعلاميين المتضرّرين من الانتهاكات (مادياً ومعنوياً)، وتشرف عليه جهة مستقلة ممثلة لكافة النقابات الإعلامية. كما قرر المجتمعون العمل على مخاطبة السلطات الأمنية والقضائية لإصدار قرار بمنع التحقيق مع أي صحافي في أي تهمة إلا بحضور المحامي الخاص بالنقابة التي ينتمي إليها، أو عضو من جبهة الدفاع عن صحافيي مصر، مع إصدار قانون يمنع محاكمة الصحافيين عسكرياً، وتشكيل لجنة مستقلّة تابعة لجبهة الدفاع عن صحافيي مصر للتحقيق في قضايا الانتهاكات التي يتعرّض لها الصحافيون والإعلاميون، مع ملاحقة المتورطين فيها قضائياً.

مصطفى فتحي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...