ضحايا الأطباء من يدافع عنهم

12-09-2007

ضحايا الأطباء من يدافع عنهم

لم يعد الأطباء بمنأى عن الرقابة والملاحقة, ومفهوم التسامح أخذ بالتضاؤل وبدأ الناس يتحدثون عن واقع ملموس يستند لمبدأ الخطأ والصواب فالمسألة حياة أو موت.

الإهمال واللامبالاة هما سبب آلام ابنته آلاء طيلة ثلاث سنوات من العذاب ففي تمام الساعة الرابعة من صباح 8/11/2004 أسعف ابنته للمشفى الايطالي بدمشق جراء تحسس دوائي فأمر الدكتور إياد يازجي طبيب الإسعاف آنذاك بإعطائها إبرة هيدروكورتيزون بالوريد وإبرة لارفين بعضلة اليد اليمنى تحت الجلد فظهرت على الفور آثار ازرقاق شديد وسطه نقطة بيضاء أدت هذه الحالة لارتفاع حراري وآلام مبرحة في يدها ورغم كل محاولاتهم ومراجعة المشفى كان الجواب ليست هناك مشكلة ستشفى مع مرور الوقت.‏

كلام يرويه بغصة والدها السيد عبد الأمير علي حسن, لكنها ولمدة عشرة أشهر لم تشف بل ازدادت سوءا فقرر أحد الأطباء إجراء عمل جراحي لإزالة كيسة قيحية وتنظيفها لكنها لم تشفى وبعد إجراء التحاليل والخزعة تبين أن هناك جرثومة غير معروفة المصدر وبعد خمس عمليات تبين لدى طبيب يعمل في المشفى بعد اطلاعه على سجلها أنها أخذت الابرتين في الوريد ولم تأخذ إبرة اللارفين في يدها تحت الجلد وطالبنا بأخذها إلى مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت وقال بعد إشرافهم ومشاهدتها نقوم نحن هنا في دمشق بالعملية وكانت العملية في المشفى الفرنسي بدمشق عبارة عن عملية ترقيع وبعد سبعة عشر يوماً من العملية أي في 17/3/2007 فتح الجرح وخرج منه قيح شديد تبين بعد التحليل في مخبر سابا بالطلياني أنها جرثومة أشريشيا فبدأ العلاج من قبل طبيب جرثومي هو د. رياض الخوري وبعد سوء حالتها اضطررنا للذهاب إلى بيروت حيث أجريت التحاليل والخزعة وتبين من التحاليل وجود عصيات سلبية وكليبسيلا بسبب الإبرة المعطاة في مشفى الطلياني في 8/11/2004 فأجريت عملية جراحية عبارة عن تجريف كامل لليد وبدأ العلاج الطويل لمدة شهر ونصف عبارة عن أبر في الوريد (تينام) تأخذ 4 مرات في اليوم وسعرها 1350 ل.س وإبر آميكين تؤخذ مرتين في اليوم وريدية وسعرها 700 ل.س وبعد اسبوع من هذا العمل الجراحي المجرى في بيروت فتح الجرح من جديد وبشكل أسوأ مما قبل وبعد مراجعة الطبيب الذي أجرى العملية طلب تعاون الطبيب المعالج في دمشق وهو الطبيب مجد نصير لإخراج الخراج المشكل لأنه قد يتسبب في انتانات في الدم ما يهدد الدماغ, وفعلا تم العمل الجراحي في 30/6/2007 بتجريف كبير جدا في اليد ولخوفهم من إصابة عضلة اليد ولكنها والحمد الله كان الخراج قد لامس العضلة ولكنه لم يصبها وبعد اسبوع من هذا العمل الجراحي بدأت اليد بالشفاء وجئتكم شاكياً أرجو إنصافي ودمتم صوتاً للحق والعدالة.‏

ولمعرفة الرأي الآخر توجهنا إلى مدير المشفى د. جوزيف فارس فطلب مهلة للاطلاع على إضبارة المريضة وقال: لماذا لم يلجأ المدعي إلى نقابة الاطباء بدلاً من الصحافة وبعد أيام بسبب سفره المفاجىء عدنا إلى المشفى لنلتقي الراهبة وداد حسب ما قالت: إنه اسمها التي قالت إنها ليست المرة الأولى وبقسوة وإن مدير المشفى غير موجود وهو مسافر وطلبنا رقم هاتفه الجوال لأن هاتف المشفى المعطى لنا لم يرد على اتصالنا فرفضت. عندها قلنا سننشر الشكوى دون ردكم فاستمهلتنا لبعض الوقت ولتخرج من الغرفة وبعد دقائق تعود لتقول إن الدكتور جوزيف على الخط الهاتفي, سألناه لماذا لم يتصل بنا فاعتذر بسبب سفر مفاجئ وقال: إنني اطلعت على الإضبارة وتبين أن العلاج المعطى دواء يعطى في كل الدول المتقدمة وغيرها وهو العلاج ولا يوجد غلط طبي وليس لدي معلومات أكثر من ذلك وللاستزادة اتصلوا مع الدكتور إياد وستعطيكم الآنسة وداد رقمه الجوال, ولثلاثة أيام أي 29-30-31 لم نستطع الاتصال لأن الهاتف دائماً مغلق أو خارج التغطية.‏

- قصص كثيرة أثارت ملف الأخطاء الطبية والاختلاطات وآخرها قصة المرحومة عبير كلثوم حيث قال زوجها يحيى الميداني: إنه بتاريخ 18/2/2007 دخلت زوجتي عند الساعة 10.30 صباحاً غرفة المخاض في مشفى (د:ح.ش.أ) حسن شيخ الأرض, بناء على طلب الدكتورة المشرفة عليها (د.ه.ص) والتي قررت إجراء عملية قيصرية لتعسر ولادتها بشكل طبيعي, وخرج المولود للحياة عند الثالثة ظهرا وبقيت زوجتي حتى الساعة 4.30 فاستغربت مغادرة الدكتورة للمشفى فور انتهاء العملية رغم الوضع السيىء لزوجتي, حاولت بعد ذلك الاتصال بها لكن الهاتف الجوال مغلق, في هذه الأثناء حضر مدير المشفى د: ح وطلب تأمين دم لزوجتي من خارج المشفى وطلب حضور الدكتورة التي حضرت وقررت استئصال الرحم بعد موافقتي حيث بقيت خمس ساعات في غرفة العمليات وأثناء بحثي عن الدواء في الصيدلية اتصل بي د: ت-أ من مشفى دار التوليد ليعلمني بضرورة نقلها إلى هناك حفاظاً على حياتها كون المشفى المذكور فيه أحدث الأجهزة الطبية اللازمة وعمله هذا من باب الإنسانية لا غير, فوافقت وعند وصولنا للمشفى اضطررت للموافقة على إجراء عمل جراحي آخر لوقف النزيف مع أن نسبة نجاح العملية واحد بالألف, وتم إيقاف النزف ولكن زوجتي فارقت الحياة باليوم الثاني الساعة السادسة مساء.‏

ويتساءل السيد يحيى الميداني: ماذا يعني اجتهاد الطبيب في تجاربه على مريضه وتعريضه للخطر عندما لا يتمكن من الوصول إلى التشخيص الصحيح؟ وهل يتستر طبيب على زميله؟ الإهمال هو الذي قتل زوجتي.‏

- توجهنا إلى عيادة الدكتورة هناء الصدر الطبيبة النسائية لنسمع رأيها ومعرفة حقيقة ما حدث وعكس توقعاتنا وجدناها بانتظارنا وبعد الشكر والامتنان للإحاطة بالحادثة مع كل أطرافها قالت: تم قبول المريضة في المشفى في 18/2/2007 وتبين بالفحص أنها تحتاج لوقت للولادة الطبيعية.. وعندما لم يحصل تقدم / اتساع عنق الرحم/ قررت القيصرية وبعد إخراج الجنين أصيبت المذكورة بنزيف على القطعة السفلية للرحم وتم السيطرة عليه بخياطته ونقلت بعد صحوها إلى غرفتها وبعد الاطمئنان على صحتها ذهبت للبيت, وعندما أخبرت من المشفى بحصول نزيف مهبلي شديد ذهبت وتبين بالفحص وجود عطالة رحمية وبناء عليه قررت استئصال الرحم وتكون المريضة بحاجة إلى نقل دم / لوجود صدمة نزفية/ تم استدعاء د:/ت.أ / لنقلها إلى مشفى التوليد الجامعي, حيث المركز أشمل والأجهزة متقدمة وأجريت لها عملية جراحية لإيقاف النزف ولكن الوفاة حدثت بسبب الصدمة النزفية أو ما يسمى العطالة الرحمية وليس بسبب خطأ طبي أو تقصير.‏

- د: تمام الأشقر وبعد تأكيده سبب الوفاة عطالة رحمية وليس خطأ طبياً كما أكدته اللجنة الثلاثية المختصة لم يستطع إخفاء انفعاله وتأثره بالحادثة لتجاوز ذويها كل القيم الإنسانية وذلك بقبولهم مبلغاً مالياً اثناء تشريح الجثة ومن ثم ابتزاز الكادر الطبي الذي حاول إنقاذ حياة الزوجة.‏

وأضاف: إن الصحافة تظلم الأطباء بتناولها أي حادثة من طرف واحد وتنعتهم بمفردات وجمل تحذيرية وتوبيخية, مثل أيها الاطباء تذكروا قسمكم, قتلة في ثياب ملائكة الرحمة بعيدة عن أهلها أتمنى أن يفهم الجميع أن الخطأ الطبي قدر ولايعقل لطبيب الاستهتار بروح إنسان, لأنه إنسان ويأسف د. تمام لعدم وجود حصانة طبية أي المحاسبة بطريقة حضارية تليق بمكانته العلمية وسمعته.‏

- السيد يوسف العائدي يقول: بعد إجراء عملية الغدة الدرقية ذهب صوتي والسبب هو قطع العصب الصوتي اثناء العملية,ما أدى لشلل في وتر الأحبال الصوتية حيث الصوت وشوشة مع بحة ومع الزمن بدء الوتر السليم يعوض الوتر المشلول, حاولت بعد العملية متابعة مهنة التدريس لكنني لم استطع بسبب الاجهاد الصوتي, قيل لي فيما بعد إنه يمكن تدارك الخلل ووصل العصب بعد العملية ويعود الصوت لكن الطبيب لم يرد انفضاح امره, اشتكيت للنقابة فقالوا هذا اختلاط طبي يمكن حدوثه مع أي طبيب وليس خطأ.‏

- وللتأكد من صحة المعلومات الواردة عن قضية وفاة المواطن جمال الخاني في مشفى حرستا حيث أكد ابن المتوفي وزوجته ان سبب الوفاة إهمال وتقصير, قمنا بزيارة للمشفى والتقينا مديره د. أحمد اسماعيل الذي قال: يتردد المذكور على المشفى لأخذ الأوكسجين كونه يعاني ربواً تحسسياً وفي كل مرة تقدم له الخدمة حيث كون صداقات مع الكادر الطبي في ذلك اليوم, لم يتوقع الطبيب المناوب حدوث أزمة بل إنه يعاني من ألم صدري عادي ولذلك لم يجرَ له تخطيط قلب.‏

وهنا لابد من التأكيد أن هذا المشفى وغيره من المشافي الحكومية تقدم خدمات متنوعة لجميع المواطنين منذ سنوات.‏

ونشر مثل هذه القصص مع التعاطف مع اهل الضحية دون اعطاء الطبيب فرصة للدفاع عنه يسيء إلى المشفى علما أن الموضوع بيد الرقابة الداخلية حيث حول الطبيب كل هذا يضعنا أمام التساؤل إذا كان أهل المتوف مؤمنين بقضاء الله وقدره والطبيب نال جزاءه إذا لماذا القضاء والصحافة و..و... لمجرد التشهير والفضيحة أم..؟‏

- ولمعرفة دور النقابة فيما يخص الخطأ الطبي بدءا من المراقبة والمتابعة وانتهاء بالمحاسبة ولمعرفة المعايير والضوابط والاجراءات التي يمكن أن تحد من كل ذلك التقينا د.أحمد جمعة نقيب الاطباء فرد قائلا:‏

لا ينتظر القضاء نتيجة البحث الطبي ويلجأ فورا لإيقاف الطبيب رغم تشكيل لجان طبية مختلفة ومن نفس الاختصاص لمعرفة الحقيقة وهنا لابد من التمييز بين الممارسة الطبية ونتائج المعالجة السريرية فالخطأ الطبي بسيط لا يترك أثرا أو أذية على المريض, وشديد يترك أثرا ونسبتها نادرة جدا وهو غير متعمد لأن الطبيب يسعى لسمعة مثالية, أما الاختلاط فهو احتمال وارد في كل المقاربات الطبية ويحدث بنسب متفاوتة في مختلف المراكز الطبية في العالم وبأيدي أمهر الاطباء والجراحين.‏

وفي حال وجود مشكلة نتيجة عدم التمييز بين الخطأ والاختلاط يدان الطبيب وهذا ما يشكل معضلة للأطباء ويتهمون بالجهل والتقصير لدى كل حالة لم تنته بالنتيجة المثلى أو الشفاء التام.‏

وبالنسبة لطريقة العلاج تختلف المدارس فيها فالبعض يرى العلاج أولا ومن ثم الجراحة على عكس مدارس أخرى تؤيد العمل الجراحي فورا.‏

ومما تجدر الاشارة اليه ان هناك مشروعاً للتعليم الطبي المستمر للتدريب والتأهيل بمشاركة جهات صحية متعددة ضمن الخطة الاستراتيجية الوطنية للتطوير المهني المستمر في سورية يلزم الاطباء والصيادلة بمتابعة التحصيل العلمي من خلال نقاط سنوية محددة لمدة خمس سنوات تصل إلى حد التأهيل لتجديد الترخيص الطبي.‏

ويرى د. جمعة ضرورة تعديل القانون رقم 31 لعام 1981 لحل كل مشكلات المهنة.‏

- وبدوره د.عبد الحميد قوتلي رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء يقول:عدد أطباء الفرع نحو 6000 طبيب وصلت نحو 52 شكوى عام 2006 نصفها تجميلية وأتمنى من الزملاء وخصوصاً التجميليين اعتماد الصورة قبل وبعد الجراحة لأن الطب عمل مسند بالبرهان وفيه يتبين مدى النجاح أو الفشل وتكرار هذه الحوادث رغم ضآلتها توجب إعادة تأهيل الأطباء ولاسيما أننا نستقبل شهادات من مختلف دول العالم.‏

ويتوقف دورنا عند الشكوى على اللجوء للقضاء والتي للأسف تقوم بتوقيف الطبيب وقبل ثبوت الإدانة.‏

- كيف يتم التقاضي وأين تقع المسؤولية الطبية ومتى تتحقق؟ أسئلة كثيرة توجهنا بها إلى المحامي محمد حسام الأحمد فأجابنا:المسؤولية الطبية هي مسؤولية الطبيب عن الضرر الناجم عن خطأ يرتكبه نتيجة إهمال أو قلة احتراز أو عدم مراعاة القواعد العلمية وأصول ممارسة مهنة الطب وعدم مراعاة الشرائع والأنظمة التي تنظم مهنة الطب ويعتبر الطبيب مسؤولاً عن الضرر الناجم عن خطئه سواء توقع النتيجة وظن أن بإمكانه اجتنابها فقبل بالمخاطرة أم أنه لم يكن قد توقع وكان في استطاعته أو من واجبه توقعها المواد 189- 190 عقوبات عام.‏

ونلاحظ هنا أن المسؤولية عن الخطأ الطبي مسؤولية تقصيرية تتحقق من خلال تحديد مدى التزام الطبيب للقواعد المهنية وأصول فن العلاج والتداوي وهذا الأمر يتم تحديده من خلال لجنة طبية يتم تشكيلها من الأطباء والأساتذة لتقيم عمل الطبيب ومدى تطابقه مع الأصول والقواعد العلمية وفن العلاج وعدم مخالفته للقوانين والأنظمة.‏

مع التأكيد على أن التزام الطبيب تجاه مريضه هو التزام بذل عناية وليس تحقيق غاية وتلك العناية تقتضي من الطبيب بذل الجهود اللازمة الصادقة المتفقة مع الأصول المستقرة في علم الطب, فيسأل الطبيب عن كل تقصير في مسلكه الطبي لايتفق مع أداء طبيب في مستواه المهني وجد في نفس الظروف الخارجية التي أحاطت بالطبيب المسؤول كما يسأل عن خطأه العادي أياً كانت جسامته.‏

ولا يكفي أن تسوء حالة المريض حتى يكون الطبيب مخلاً بالتزامه تجاه مريضه بل يجب أن يقوم الدليل على تقصير الطبيب في بذل العناية اللازمة أو إلى إلحاق الضرر بالمريض فمثلاً عمليات نقل الدم غير المراقب مخبرياً, إصدار تحاليل أو صور شعاعية بشكل غير صحيح, عدم التعقيم.‏

ويتم التقاضي بتقديم الإدعاء الشخصي إلى النيابة العامة التي تحيله لنقابة الأطباء لإجراء التحقيق المسلكي وإصدار التقرير العلمي الذي يقيم أداء عمل الطبيب المدعى عليه وعلى ضوء كتاب النقابة يتم تحريك الدعوى العامة على الطبيب أمام القضاء المختص.‏

ويتم تحديد التعويض عن الضرر اللاحق للمريض نتيجة الخطأ المهني استناداً إلى حجم الضرر وجسامته والأثر الذي تركه, كما يؤخد بعين الاعتبار مخالفة الطبيب قواعد فن العلاج وأصول الممارسة وإن كنا نرى أنه يمكن محاكمة الطبيب طليقاً وإخلاء سبيله بكفالة مالية وبضمان مهنته ونقابته.‏

- محطتنا الأخيرة كانت عند مدير المشافي بوزارة الصحة د.هشام ضويحي حيث يقول الفرق واضح بين الخطأ الطبي الذي يجب عادة أن لا يحدث والاختلاط الذي يتوقع حدوثه ونحاول تجنبه دوماً, فالخطأ الطبي هو اختلاط يحدث لدى المريض نتيجة مداخلة جراحية أو معالجة غير متقنه قد تؤدي إلى عجز وحتى وفاة المريض ويحاسب عليه القانون /نسيان شاش ببطن المريض/.‏

أما الاختلاط فهو ما قد يحدث للمريض نتيجة معالجه أو مداخلة جراحية ويكون متوقعا وله عادة نسبة حدوث عالية تقل أو تكثر مثل (إنتان جروح العمليات الجراحية) وقد يساعد المواطن على حدوث الاختلاط بسبب الإهمال وعدم التقيد الجاد بتعليمات الطبيب لكن أبدا لا يساهم بحدوث الخطأ الطبي والذي تعتبر الطبيب وإدارة المشفى مسؤولة عنه فمثلا الحادثة التي وردت في التحقيق (قطع الحبال الصوتية) قد يكون سبب اختفاء الصوت وذمة على العصب الحنجري الراجع نتيجة المداخلة الجراحية أو وذمة حبال صوتية تتلاشى بعد فترة من العملية وهذا طبعا اختلاط قد يكون متوقعا أما إذا بقي اختفاء الصوت فهذا يعني أن قطعا جراحيا حدث للعصب أو الحبال الصوتية ولا شك بأن هذا خطأ طبي يحاسب عليه الطبيب.‏

ولا توجد احصائية دقيقة عن جميع الاخطاء الطبية التي تحدث بالعيادات أو المشافي لأننا لا نعلم بحدوثها إلا عندما تقدم شكوى رسمية للوزارة وهناك جهات أخرى غير مديرية المشافي تدرس كثيراً من هذه الشكاوى كالرقابة الداخلية, كما أن فروع نقابة الاطباء ومديريات الصحة تقوم أيضا بالتحقيق بالشكاوى وتبقى الزيارات التفتيشية التي نقوم بها للمشافي العامة والخاصة هي الوسيلة الرئيسية المتاحة لدينا لدرء وقوع الاخطاء الطبية قبل حدوثها وباعتقادي أن نسبة حدوث الأخطاء الطبية بالمشافي العامة هي أكثر والسبب الأول هو كثافة العمل والمراجعين والسبب الآخر قد يكون وجود أطباء متدربين للاختصاص.‏

- الخطأ الطبي وارد لكن التستر على الخطأ من زميل المهنة..؟! إغلاق ترخيص مشفى وارد لكن أن يكون سبب الاغلاق عدم وجود جهاز انعاش أو غرفة عناية مشددة أو مخبر أو ماص مفرزات..؟!‏

معاقبة الطبيب الذي ارتكب خطأ طبياً بقصد أو غير قصد حق مشروع ولكن أن يقبض عليه مخفوراً من عيادته وأمام مرضاه لمجرد ادعاء وتوقيفه..؟!‏

شكوى أهل الضحية عن خطأ طبي, حق مشروع ولكن أن يبتز الطبيب ويهدد و..؟!‏

- قبل أن ننهي تحقيقنا اتصلت بنا سيدة تشكو قصة ألم وعذاب عاشتها مع طفلها انتهت بوفاته نتيجة عمل جراحي /فتق/ في أحد المشافي, وعندما انتظرناها للحديث معها شخصياً عن ظروف وملابسات الحادثة موثقة بالصور والدلائل اعتذرت وتوسلت بنسيان ما قالته..‏

ربما لأن الطبيب! وربما لأنها استسلمت لقضاء الله وقدره.. وربما؟! تعددت الأسباب.. والموت واحد.‏

 

رويدة سليمان ويحيى موسى الشهابي
المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...