طهران ترمي الكرة في ملعب واشنطن
مازال مسلسل إيران والولايات المتحدة حول الاتفاق النووي مستمر، دون أن تكتب فيه الحلقة الأخيرة، لكن الكرة باتت في ملعب واشنطن، لتخط الفصل الأخير من المباحثات النووية، بعد أن دعتها الخارجية الإيرانية لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفي بالتزاماتها في الملف النووي، قبل انتهاء مدة الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه «تم الاتفاق على رفع العقوبات الرئيسية والأساسية عن بلاده، والمفاوضات مستمرة في فيينا لاستكمال المسار»، مشيراً إلى أن «الأمريكيين والأوروبيين يدركون أنه لا خيار أمامهم سوى رفع العقوبات، والعودة للاتفاق النووي».
من جهته، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أن «الكرة في ملعب واشنطن وليس طهران، ويتعين على إدارة جو بايدن اتخاذ قرار بشأن الالتزام بالقانون والاتفاق النووي».
وكتب ظريف في تغريدة له على تويتر، «مع محاولتنا لإحياء الاتفاق النووي في فيينا علينا، أن نتذكر كيف بدأ كل شيء، قبل 3 سنوات من اليوم، خرق مهرج مطرود (في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب) التزامات الولايات المتحدة، واليوم، يتعين على الرئيس الأمريكي (بايدن)، أن يقرر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل الخروج على القانون أو الالتزام به، المسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة وليس إيران».
بدوره، أعرب كبير المفاوضين ومساعد وزير الخارجية عباس عراقجي عن أمله في أن تتقدم المفاوضات النووية في فيينا حتى لا تكون هناك حاجة لتمديد مهلة الاتفاق المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفتيش بمنشآت بلاده النووية، مؤكداً أن بلاده ستدرس تمديد هذا الاتفاق إذا لزم الأمر في الوقت المناسب قبل انتهائه يوم 24 أيار الجاري.
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن رأى أن الإيرانيين جادّون بشأن التفاوض في فيينا لكن من غير الواضح إلى أي مدى، قائلاً إن «جديتهم ومدى استعدادهم للقيام بما يلزم أمران مختلفان، وأن المباحثات لا تزال مستمرة».
إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أكدت أن «بلادها لن ترفع العقوبات عن إيران إلا بعد استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي».
وأشارت ساكي إلى أن «المحادثات النووية غير المباشرة في فيينا أحرزت تقدماً خلال الأسابيع الماضية، وواشنطن لمست مؤشراً إيجابياً».
وحول موعد الوصول لاتفاق بين طهران وواشنطن في محادثات فيينا، قال ممثل الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا في المفاوضات إنه «ليس هناك موعد محدد للتوصل إلى اتفاق»، مؤكداً أن «الوقت ليس في صالح الجميع».
يشار إلى أن مفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني عُقدت في فيينا مؤخراً، بين إيران والولايات المتحدة بشكل غير مباشر بوساطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
مفاوضات فيينا تحاول إحياء الاتفاق النووي، وذلك بعودة الولايات المتحدة إليه مقابل عودة طهران إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق نفسه مع ضمان رفع العقوبات عنها.
يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على طهران، لتعلن بدورها عن خفض تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاقية، والتخلي عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية وأجهزة الطرد المركزي ومستوى تخصيب اليورانيوم عام 2019.
إضافة تعليق جديد