طهران مستعدة لتمديد مهمة بعثة الوكالة الذرية بانيتا: عام واحد لإنتاج القنبلة الإيرانية
أعلنت إيران أمس، أنها مستعدة لقبول تمديد مهمة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكدت في الوقت نفسه أنها صنعت قذائف مدفعية موجهة بأشعة الليزر، فيما صرّح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن الإيرانيين سيحتاجون إلى «حوالى عام» لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية إذا ما قرروا التزود بالسلاح النووي، مشيرا إلى أن واشنطن ستقوم «بكل ما يلزم» لمنع ذلك.
وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الايرانية الرسمية حول بعثة الوكالة الذرية التي بدأت أعمالها في ايران أول أمس، ان «مدة المهمة ثلاثة ايام لكن اذا أرادوا فيمكنهم تمديدها»، مؤكدا انه «متفائل جدا بنتائج» هذه المهمة. وقال صالحي «لقد حاولنا مرارا اتباع الشفافية كمبدأ في تعاوننا مع الوكالة الذرية. خلال الزيارة، ستكون للبعثة أسئلة وستحصل على الأجوبة الضرورية».
وقال صالحي «أنصح الأوروبيين والأميركيين بأن يتبنوا سياسة تفاهم بدلا من سياسة العقوبات حيال إيران... إذا فعلوا ذلك فسترد إيران» بشكل إيجابي عليهم. وأكد صالحي مجددا «لا يحق لأحد أن يطلب منا وقف تخصيب اليورانيوم الذي يشكل جزءا من حقوقنا بموجب اتفاقية منع الانتشار النووي».
في المقابل، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الإيرانيين سيحتاجون إلى «حوالى عام» لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية إذا ما قرروا التزود بالسلاح النووي، مشيرا الى أن واشنطن ستقوم «بكل ما يلزم» لمنع ذلك. وقال بانيتا في حديث لقناة «سي بي اس» الأميركية إن «الإجماع الذي تم التوصل اليه هو انه في حال قرروا القيام بذلك فإنهم سيحتاجون على الأرجح الى حوالى عام للتمكن من إنتاج قنبلة وبعدها عام أو اثنين لتجهيزها على شكل سلاح «كصاروخ على سبيل المثال».
واعتبرت وكالات الاستخبارات الاميركية الـ16 في تقرير أنجز مطلع العام 2011 يمثل الإجماع الذي توصلت اليه، أن القادة الايرانيين منقسمون حول مسألة التزود بأسلحة نووية او عدمه، ولم يتخذوا حتى هذه المرحلة القرار بتصنيع سلاح ذري على رغم استمرارهم في برنامجهم النووي المثير للجدل. وجدد بانيتا القول إن «الولايات المتحدة، وقد كان الرئيس واضحا في هذه النقطة، لا تريد ان تطور إيران سلاحا ذريا. هذا خط أحمر بالنسبة إلينا، وللإسرائيليين أيضا كما هو واضح، إذاً فإننا نتقاسم هدفا مشتركا في هذا المجال».
وبشأن تدخل عسكري محتمل، لم يتحدث بانيتا بشكل واضح عن ضربات، مكتفيا بالتأكيد ان «كل الاحتمالات واردة». وأضاف «اذا ما تعين علينا القيام بذلك فسنفعل».
ونقل التلفزيون الايراني الرسمي عن وزير الدفاع احمد وحيدي قوله إن إيران صنعت قذائف مدفعية موجهة بأشعة الليزر قادرة على رصد الاهداف المتحركة وإصابتها بدرجة عالية من الدقة. وأشاد وحيدي بما وصفه «بذخائر ذكية» قال انها تفتح صفحة جديدة في تاريخ اسلحة ايران وعتادها العسكري. ونقل التلفزيون عن وحيدي قوله في حفل الكشف عن القذائف الجديدة «لا يملك هذه التقنية إلا ثلاث دول اخرى الى جانب أميركا وروســيا». وعرض التلفزيون كذلك لقطــات للقذيفــة المدفعية التي أطلق عليها اسم «بصير».
في المقابل، قال مسؤول بحري كويتي ان لدى خفر السواحل والقوات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي خطط طوارئ تحسبا لاحتمال محاولة إيران إغلاق مضيق هرمز. وتعتمد خمس من دول المجلس الست هي السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر على المضيق وهو أهم ممر لشحن النفط والغاز في العالم لتصدير معظم إنتاجها منهما. وهددت طهران بإغلاق الممر الضيق الذي يفصلها عن سلطنة عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تعتمد عليه إذا منعتها العقوبات الغربية الرامية لقطع التمويل عن برنامجها النووي من بيع النفط.
وقال المسؤول إن الخطط تشمل التنسيق بين خفر السواحل والقوات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي من جهة والقوات البحرية الغربية في المنطقة بما فيها البحريات الأميركية والاسترالية والفرنسية. وذكر أن خفر السواحل الكويتي والايراني يعقدان اجتماعات منتظمة بشأن كيفية إدارة حدودهما البحرية المشتركة ومن المقرر عقد الاجتماع التالي الشهر المقبل.
وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن المملكة يمكنها سد أي نقص في إمدادات النفط العالمية في المستقبل بفضل استثماراتها الضخمة في طاقتها الإنتاجية النفطية كما أن انتاجها المتزايد من الغاز يضمن عدم تأثر صادراتها النفطية بارتفاع الطلب المحلي على الطاقة. وقال النعيمي في مؤتمر نفطي «أود أن أسجل هنا في لندن أن المملكة ستظل موردا للطاقة يمكن الاعتماد عليه دوما». وهون النعيمي من المخاوف من أن الطلب المحلي السعودي سيحد من كمية النفط المتاحة للتصدير. وقال «لن يؤثر النمو المحلي في السعودية على الصادرات حاليا أو في المستقبل .. أنا على ثقة من ذلك تماما».
وأضاف النعيمي «تم التعامل مع التحذيرات التي صدرت العام الماضي حيال ما سيحدث لصادرات النفط السعودية ما لم تخضع المستويات الحالية للاستهلاك المحلي للمراجعة على أنها حقائق ... لكننا لن نترك الاستهلاك المحلي للطاقة من دون مراجعة.» وقال إن المملكة ستتمكن من سد أي نقص في سوق النفط في المستقبل بفضل ارتفاع مستويات استثمارها للمحافظة على طاقتها الانتاجية. وتابع قائلا «بفضل استثماراتنا المستمرة سيكون بمقدور السعودية سد أي نقص في أنحاء العالم على سبيل المثال كما حدث مع ليبيا العام الماضي... وبفضل استثماراتنا ستجري مواجهة أي نقص في المستقبل».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد