طهـران تقـطع نفـطها عـن باريـس ولنـدن وتهويل إسرائيلي متواصل بالحرب

20-02-2012

طهـران تقـطع نفـطها عـن باريـس ولنـدن وتهويل إسرائيلي متواصل بالحرب

أعلنت ايران أمس، قطع صادراتها النفطية والغازية عن كل من فرنسا وبريطانيا، فيما أكدت استعدادها لاستئناف التفاوض مع مجموعة الـ«5+1» في اسطنبول في اقرب وقت، عشية بدء وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مباحثات في طهران، بالتزامن مع إجراء الحرس الثوري مناورات برية في صحراء منطقة يزد.
ومع زيارة رئيس هيئة الاركان الأميركية توم دونيليون اسرائيل، استعادت التصريحات الاسرائيلية لغة التهويل بضربة عسكرية ضد إيران بموازاة أداء واشنطن لدور الساعي إلى لجم هذه النزعة «في الوقت الحالي».
وبدأ الحرس الثوري الايراني مناورات برية سمّيت «والفجر» في صحراء منطقة يزد، وقال قائد القوة البرية للحرس العميد محمد باكبور إن هذه المناورات تعتبر المرحلة النهائية من سلسلة مناورات القوة البرية للحرس الثوري في العام الإيراني الحالي حيث يشارك فيها جانب من وحدات المشاة وعدد كبير من «كتائب الإمام الحسين» لقوات التعبئة، أو الباسيج.
من جهته، أفاد مراسل وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء ان وزير النفط رستم قاسمي أوعز الى المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الايرانية بوقف صادرات النفط الخام الى مصافي التكرير وشركات النفط الفرنسية والبريطانية. واستنادا الى ذلك فإن شركة النفط الوطنية الايرانية أوقفت اي شكل من أشكال بيع وتصدير النفط الخام والسوائل الغازية إلى مصافي تكرير النفط في هذين البلدين الأوروبيين حتى اشعار آخر. وأفاد مراسل وكالة «مهر» للأنباء أن شركة النفط الوطنية الايرانية بعثت برسائل الى مصافي النفط الاوروبية حددت فيها مهلة لتوقيع عقود طويلة المدة لبيع النفط الخام تتراوح ما بين 2 الى 5 أعوام.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ان المفاوضات ستجري بين إيران ومجموعة دول «5+1» في مدينة اسطنبول في تركيا وفي أقرب وقت ممكن. وقال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النيكاراغوي صاموئيل سانتوس لوبز، إن مكان انعقاد الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران ومجموعة «5+1» سيكون في مدينة اسطنبول التركية.
وقال صالحي إن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي اقترح في الرسالة التي وجهها مؤخراً إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن تكون اسطنبول مكاناً للمحادثات، مشيراً إلى أن آشتون أجرت اتصالاً بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وسألته إن كانت تركيا على استعداد لاستضافة المحادثات وكان الرد
إيجابياً. وأضاف صالحي «بدورنا أعلنّا استعدادنا لعقد المحادثات في اسطنبول».
وأضاف صالحي في شأن التهديدات بضرب إيران «ان هذه التصريحات من قبل بعض المسؤولين الغربيين ترمي الى إثارة أجواء إعلامية متشنجة، حيث يعتقدون بأنهم بواسطة هذه التصريحات سيثيرون المخاوف، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمضي قدما الى الإمام بعزة واقتدار، ولا تأبه بهذه المواقف والتصريحات». وأوضح وزير الخارجية الايراني ان بلاده «ليست مترددة في مواصلة نشاطاتها النووية السلمية»، وقال «نحن نسير قدما الى الامام من خلال الثقة بالنفس، ولو اننا ايضا مستعدون لمواجهة أسوأ السيناريوهات».
وذكرت قناة الـ«بي بي سي» نقلا عن دبلوماسي عشية زيارة لمفتشي الامم المتحدة الى طهران ان ايران تستعد على ما يبدو لتوسيع برنامجها النووي في موقع تحت الارض قرب مدينة قم. وقال هذا الدبلوماسي للمحطة البريطانية ان ايران تستعد على ما يبدو لوضع الآلاف من اجهزة الطرد المركزي الجديدة في الموقع الجديد في المدينة الواقعة في الشمال الايراني.
وخلال زيارة دونيلون لاسرائيل حيث التقى رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، قال مسؤول أميركي بارز لصحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، إن الرسائل التي تبعثها اسرائيل لواشنطن منذ 6 أشهر، أشارت بشكل متصاعد إلى احتمال أن تشن اسرائيل ضربة عسكرية ضد ايران، أكثر منه خلال العامين الماضيين. وأضاف «نعتقد أن اسرائيل لم تقرر بعد ما إذا كانت ستهاجم أو لا، لكنه من الواضح أنها تنظر في ذلك جديا».
وأضافت «هآرتس» أن «الإدارة الأميركية تريد من اسرائيل الانتظار أشهرا قليلة لإفساح المجال أمام العقوبات الدولية على إيران، قبل اتخاذ قرار الهجوم». وذلك فيما قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إنه «ليس من الحكمة اتخاذ قرار لمهاجمة ايران في الوقت الحالي»، وتابع قائلا «إن الحكومة الأميركية واثقة من أن الاسرائيليين يتفهمون مخاوفنا... فتوجيه ضربة في هذا الوقت سيزعزع الاستقرار ولا يحقق أهداف اسرائيل على المدى الطويل».
وقال مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال عوزي ديان ان اختيار ديمبسي للكلمات مهم. وصرح للإذاعة الاسرائيلية العامة «أود التركيز على عبارة ديمبسي: في الوقت الحالي» مشيرا الى عرض إيران الاخير لاستئناف المحادثات النووية المتوقفة مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا اضافة الى ألمانيا. وقال ان «الرسالة الاسرائيلية لواشنطن هي: دعونا نهتم بالتهديد النووي الايراني الذي هو تهديد لسلام العالم، ودعونا نقم بذلك معا. اذا توليتم انتم القيادة، ذلك جيد. وإذا حشرنا في زاوية وأصبح علينا ان نتولى القيادة... فإن ذلك سيكون واجبا علينا».
وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس «إنه يجب إبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن إيران»، مؤكدا «أن إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها إزاء هذا الملف من منطلق اعتبارات واسعة تأخذ بعين الاعتبار الإجراءات العالمية والممارسات الإيرانية ذاتها». وأضاف في مقابلتين منفصلتين مع القناتين الإسرائيليتين الأولى والثانية، «إسرائيل هي الضامن الرئيسي لأمنها. هذا دورنا كجيش ويجب على دولة إسرائيل الدفاع عن نفسها»، مشيرا إلى ضرورة «متابعة التطورات في إيران ومشروعها النووي لكن على نطاق واسع آخذين في الحسبان ما يفعله العالم وما قررته إيران وما سنفعله أو لا نفعله».
ودعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك السبت الماضي المجتمع الدولي الى تشديد العقوبات بحق ايران قبل ان تتمكن من «تحصين نفسها» من اي ضربات قد تستهدف برنامجها النووي. وقال باراك في مؤتمر صحافي في طوكيو «علينا تسريع وتيرة فرض العقوبات» على طهران. وأضاف «على المجتمع الدولي ان يرغم الايرانيين على التساؤل: هل نحن مستعدون لدفع ثمن العزلة التي فرضها الجزء الأكبر من العالم إن لم يكن كله أم علينا أن نقرر إنهاء جهودنا النووية؟». وتابع باراك قائلا ان «على العالم ان يقوم بتشديد العقوبات قبل ان يتمكن الايرانيون من تحصين أنفسهم». وكان باراك استخدم هذه العبارة من قبل للاشارة الى مرحلة يصبح فيها البرنامج النووي الايراني منيعا حيال أي ضربات.
وفي لندن اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان مهاجمة اسرائيل لإيران لن تكون قرارا «حكيما»، مشددا على ضرورة «إعطاء فرصة» للمقاربة الدبلوماسية والاقتصادية. وصرح هيغ للـ«بي بي سي» قائلا «لا أعتقد ان شن هجوم عسكري على ايران سيكون امرا حكيما من جانب اسرائيل».
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية ان مدير الاستخبارات القومية الاسرائيلية جيمس كلابر سيزور اسرائيل في وقت لاحق من هذا الاسبوع لاجراء محادثات مع مسؤولي الدفاع والاستخبارات الاسرائيليين. وقالت الصحيفة ان كلابر ودونيلون «يعتزمان تهدئة (اسرائيل) وتأكيد انه حتى لو استؤنفت المحادثات مع ايران، فإن ذلك لن يكون على حساب العقوبات التي ستستمر في التصاعد الا اذا اوقفت ايران فورا برنامجها النووي وسمحت بإجراء إشراف جدي عليه».
إلى ذلك، بدأ القضاء الايراني السبت الماضي محاكمات في اكبر فضيحة مالية تشهدها الجمهورية الاسلامية وقد يواجه فيها 32 متهما عقوبة الاعدام. ويتهم معظم هؤلاء بالفساد بهدف الإثراء الشخصي وفق قرار الاتهام الذي تلاه رئيس المحكمة الثورية في طهران لدى افتتاح الجلسة الاولى. وتم التعريف عن احد المتهمين بحرفي م. أ. واعتبر العقل المدبر للعملية وفق تقارير عدة نشرتها وسائل الاعلام الايرانية السبت الماضي.
وهذه الفضيحة غير المسبوقة في إيران وفق البرلمان شهدت حصول مجموعة خاصة محدودة، بفضل طلبات قروض مزورة من طريق الفساد او استخدام النفوذ، على قروض ضخمة من مصارف رسمية لشراء العديد من الشركات الكبرى. وقدر البرلمان القيمة الاجمالية لعملية الاختلاس هذه بـ2,6 مليار دولار.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...