عروسة الزعتر الجافة.. وفائض تصدير 100 ألف طن

12-11-2008

عروسة الزعتر الجافة.. وفائض تصدير 100 ألف طن

إذا كان صحيحاً أن سورية احتلت المرتبة الخامسة عالمياً في زراعة الزيتون من حيث عدد الأشجار و سادس أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم؟ وغير ذلك هناك فائض  لزيت الزيتون في السوق المحلية الذي يعتبرمن ذات الجودة العالية حسب شهادة العديد من دول العالم طبعاً، لماذا إذاً يبقى الزيت السوري ضعيف المنافسة والتسويق الخارجي في دول العالم ؟،أليس هناك خللاً في الوصول إلى ما يجعلنا نعادل أهمية هذه المادة مع ما توفره من واردات قطع أجنبي في التصدير وغيره؟ لعل المسالة ليست متعلقة فقط بالتسويق هناك ماهو أهم وآدسم ! وهذا ما يجب علينا البحث عنه ..
اهتمام لافت
من المعروف أن زراعة الزيتون تتمركز بشكل رئيسي في المناطق الشمالية و الغربية و تلقى انتشاراً واسعاً في المناطق الجنوبية و الوسطى ( درعا – السويداء – القنيطرة – ريف دمشق ) و بشكل أقل في المناطق الشرقية و هناك عشرة مراكز لإنتاج غرس الزيتون ،هذه الأهمية والدعم الكافيين من قبل الدولة لزيت الزيتون جعل المحافظات الأخرى في القطر تتسابق للحصول على مادة ذات جودة عالية في صناعته، ومع تزايد الاهتمام بالاستثمار في صناعة زيت الزيتون ازداد  التسويق الداخلي والخارجي وتم تأسيس العديد من الشركات التي تقوم بتعبئته وتوضيبه في الأواني الزجاجية التي تجذب المستهلك والتصدير معاً ، وزيتون حماة وزيتها من كما نعلم من أفضل أنواع الزيتون والزيوت على المستويين العربي والعالمي وأن محافظة حماة كما يقول  المهندس مازن  طيفورمدير مكتب الزيتون هناك، تعد من أولى المحافظات في مجال تطبيق الإجراءات المتخذة، لتحسين جودة الزيت حيث يقام كل عام ندوات التوعية والإرشاد للمزارعين والمنتجين، التي ينظمها مكتب الزيتون في مديرية الزراعة، بهدف إرشادهم إلى مواعيد القطاف المثلى والشروط المطلوبة في إنتاج زيت زيتون مطابقاً لمعايير الجودة والمواصفات اللازمة،حيث أن إنتاج  المحافظة لهذا العام، كان مقدّراً بـ 50 ألف طن، لكن موجة الجفاف التي سادت البلاد والمنطقة خلال فترة الإثمار أدت إلى انخفاض نسبة العقد والإثمار وسقوط كمية من الثمار وتدني الإنتاج إلى 40 ألف طن.
مشكلة الفائض
المهندس عبد القادر عيسى مدير مكتب الزيتون بوزارة الزراعة الذي قال بآن المساحات المزروعة بالزيتون في سوريا بلغت حوالي/600/ ألف هكتار ،  لم يخف أن الإنتاج بلغ سنوياً حوالي/150/ ألف طن من زيت الزيتون وهذا العام والأعوام المقبلة سيختلف بها بالإنتاج إذ من المتوقع أن يصل الإنتاج في عام 2010 إلى 250 ألف طن ومعدل الاستهلاك إلى حوالي 150 ألف طن وفائض للتصدير بحدود 100 ألف طن. ويتوقع خبراء بهذه الزراعة تزايد الإنتاج بشكل مستمر خلال السنوات القليلة المقبلة وذلك لاستمرار التوسع في هذه الزراعة ودخول أشجار جديدة في الإنتاج بمعدل 2,5ملايين شجرة سنوياً مقارنة مع انخفاض معدل الاستهلاك الفرد السنوي لافتين إلى أنه وضمن هذه المعطيات لايمكن للسوق المحلية أن تستوعب الإنتاج المستقبلي بأسعار جيدة خاصة بما ينقلب على تخزينه والمحافظة عليه بعد أن أشارت المعلومات أن هناك مشاكل في التخزين وأغلبها يتعلق بالطاقات الهائلة للإنتاج التخزيني الفائض الذي لم يحسب له حساباً..
إمكانياتنا كبيرة ولكن .
رئيس قسم بحوث الزيتون في الهيئة العامة للبحوث العلمية الدكتور أنور إبراهيم  أشار أن زراعة الزيتون باتت تشكل ركناً بين الأشجار المثمرة في سورية وتلعب دوراً اقتصادياً مهماً بين الزراعات إذ يقدر استهلاك سورية بالمتوسط حوالي 110 آلاف طن من زيت الزيتون وبالتالي هناك فائض للتصدير بحدود 45 إلى 50 ألف طن مضيفاً أن التوسع في زراعة الزيتون نقل سورية من مرحلة استيراد الزيت في بداية التسعينيات إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ومن ثم إلى التصدير الذي بلغ ذروته عام 2005 إذ وصلت الكميات المصدرة إلى أكثر من 40 ألف طن ما جعل المردود الاقتصادي لهذه الشجرة ينافس الكثير من الزراعات والمحاصيل مبيناً أن سورية تملك إمكانية كبيرة للإنتاج العضوي وتقديم منتجات مختلفة تمنحها إياها مواقع زراعة الزيتون من تربة ومناخ ومادة وراثية وربطها مع المنشأ الجغرافي للمنتج الأمر الذي يمنحه ميزة إضافية في التسويق. احد الخبراء الزراعيين في وزارة الزراعة أكد أن سوريا باتت تصدر ما يصل إلى 35 ألف طن من زيت الزيتون سنوياً وهو مرشح للازدياد الأمر الذي شكل انتعاشاً مهما جداً للمنتجين الذين كانوا يشكون طوال الأعوام الماضية من ضعف جدوى هذه الزراعة. مضيفاً أن الإنتاج السوري مرشح للقفز إلى  250 ألف طن عام 2010 من نحو 150 ألفا الموسم الماضي سيتم استهلاك نحو 150 ألفا داخليا ويصدر نحو 100 ألف طن تشكل مصدرا جديدا للدخل بالعملات الصعبة.حساباً..
ضعف التسويق
ولا شك أن حصر تصدير مادة زيت الزيتون بالشركات والمنشآت المتخصصة والمسجلة لتسويق وتصفية زيت الزيتون، وبالشركات التجارية المتخصصة بتصدير زيت الزيتون والمسجلة مع تحديد رأسمال تلك الشركات، هذا من شأنه الحد من عمليات التصدير العشوائي ومن تصدير زيت الزيتون بشكل خام، لأن هذه الشركات وتبعاً لاختصاصها قامت بتصفية وتعبئة زيت الزيتون. والأهم أنها ستصدر الزيت وتبيعه تحت اسم زيت صاف وخام، فتضيع سمعته ومواصفاته بين الزيوت الأخرى..أيمن الزعبي تاجر في زيت الزيتون قال يجب أن يكون هناك جهة وصائبة مسؤولة عن الزيتون من زراعة , إنتاج , تصنيع , تسويق , تنظيم السوق الداخلية , ولها الصلاحية في إصدار ما يتطلب من قرارات لتطوير هذا القطاع من خلال فروعها في كافة المحافظات وهذه المؤسسة ستعمل على حد قوله في وضع خطط عمل تشتمل على تقديم الخبرة والإرشاد فيما يتعلق بالشجرة والمعاصر ومعامل التعبئة والتسويق والتصدير ومراقبة المعاصر بعد أن يتم نشر وتعميم الشروط الواجب توفرها لإنتاج زيت مطابق للمواصفات العالمية ،لذلك لابدّ من خلق صورة ذات مصداقية للمنتج السوري في الأسواق الخارجية وذلك عن طريق الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في تسويق زيت الزيتون والاستفادة من الخبرة المكتسبة لديها وخاصة إنشاء مكاتب للتسويق في الأسواق الخارجية تنظم المشاركة في اللقاءات الاقتصادية - معارض - مؤتمرات وتشكل تمثيلاً للمنتجين المصدرين في الفعاليات الدولية .‏ 
أثار شهية الصينيين
ولعل المعرض السوري للزيوت الذي أقيم في معرض سيال الصين للأغذية العام الماضي 2007 يعد واحداً من مجموعة المعارض الدولية التي  تقام سنوياً في العديد من المدن العالمية كايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا، خاصة بعد أن حجز برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مكاناً متميزاً للجناح السوري في المنتجات السورية بين الحلويات والحبوب والسكاكر والمشروبات الكحولية وغير الكحولية إلا أنه طغيان زيت الزيتون من بين المواد الأخرى في المعرض كان واضحاً وملفتاً بجودته وشكله سيما انه أثار شهية الصينيين بعد أن  راحوا يقدمون المنتج السوري بعبوات جميلة وأنيقة بتشكيلة لا بأس بها ولصقات مخرجة بشكل جيد وبأكثر من لغة للزيت،حينها قال احد الوكلاء الأجانب لشركة من الأربع  الشركات السورية المشاركة هناك ، أن سورية بزيت زيتونها تمكنت من دخول قلب الصينيين بدون جواز سفر مشيراً أن الشركة التي مثلها قدمت على حد قوله زيتاً ممتازا ساعد بجودة زيتهاعلى تسويقه في العديد من المدن والمناطق الصينية وأن سورية كما  قال الوكيل الأجنبي آنذاك الوقت - دولة متقدمة في الإنتاج يجب عليها أن تحجز لها مكانا يمكنها من المنافسة، لكنه لم يخف القول بأن اقتصادنا  عليه أن يتبع أساليب تسويق وترويج احترافية نتمكن عبرها من إقناع الآخرين بزيتنا المنافس وجودتة.
رديف النفط
نتيجة أهمية هذه المادة التي اعتبرت على حد قول الكثير أنها رديف النفط بالأهمية فقد راح الكثير من الصناعيين والتجار ومعهم المزارعين  ينادون بضرورة, تطوير قطاع التصنيع للزيتون وزيت الزيتون أكثر من ذلك  بما فيه تحسين النوعية ومراقبة الجودة , ومنح شهادة منشأ للزيت المسوق داخلياً وخارجياً .‏ وتخفيض التكلفة وزيادة الإنتاج وتمثيل قطاع الزيتون في غرف التجارة والصناعة , واهم شيء يجب  المطالبة به على حد قولهم  هو التشدد في مراقبة المعاصر ومنشآت التخزين والتعبئة وإغلاق المنشآت التي لا يتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط الصحية والفنية وتشجيعها للحصول على شهادات الايزو وذلك كي لا يتعارض أهمية المادة مع السلبيات لمخالفات العديد من ضعفاء النفوس ،سيما في إتباع الكثير من المزارعين مثلاً طرقاً تقليدية في إنتاج وعصر الزيت بعد لجوء اغلبهم إلى تعبئة وتخزين الزيتون  ضمن أكياس من النايلون لفترات طويلة الأمر الذي يساهم في زيادة تخمره وارتفاع نسبة الأسيد في الزيت هذا بدلاً من  استعمال عبوات زجاجية معتمة أو مصنوعة من مادة الستانلس ستيل، لذلك ليس أمام زيت الزيتون إلا النمو والتطور ومواكبة كل حديث سواء من حيث العبوات وطرق التسويق اوالمواصفات.

رغم ذلك فلتان سعري
 ورغم الصعوبات المرافقة ، فان تنتج سورية زيت الزيتون البكر الممتاز، وبالتالي فهو زيت يختلف عن غيره من الزيوت النباتية الأخرى من حيث الطعم أو اللون أو الرائحة، وهذا يعود إلى صنف ثمار الزيتون، الأمر الذي ساعد سورية بهذه الصفات الفريدة والمميزة أن تصبح منافسة رئيسية لكل من تونس وتركيا بهذه الصناعة الغذائية الهامة. ولكن السؤال الذي يطرح: لماذا لا تزال السوق المحلية تعيش المزيد من الفوضى والفلتان السعري فيما يتعلق بزيت الزيتون؟ خاصة أن الأعوام السابقة كانت وافرة بهذه المادة ويوجد فائض بالإنتاج ولا مشكلة نهائياً في توفير زيت الزيتون في السوق. إلا أن ما شهدته هذه السنين السابقة دلت على مدى الفرق الشاسع والتلاعب بأسعار هذه المادة الغذائية من قبل التجارومروجيه رغم وصول سعر الكيلو غرام الواحد إلى مستوى راتب يومي لموظف من ذوي الدخل المحدود.. أي ما يقدر بـ (300) ليرة سورية، وبذلك تكون صفيحة زيت الزيتون بـ (4000) ليرة سوريةواكثر.. باختصار (ثلث راتب الموظف)! وعلى الرغم من ذلك لم يستغن المواطن عن زيت الزيتون ويقوم بشراء المادة لما يعرفه من جودة وقيمة غذائية لا تتوفر في الزيوت الأخرى..

 

محمد جبر العمر
بورصات وأسواق

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...