عزرائيل طرطوس
بلغت اصابات السرطان في طرطوس عام 2005 وحسب أرقام مديرية صحة طرطوس /171/ اصابة وبمعدل انتشار 60،0 بالالف.
وفي صافيتا /76/ اصابة وبمعدل انتشار 58،0 بالالف وفي الدريكيش /26/ اصابةوبمعدل 47،0 بالالف وفي بانياس /130/ اصابة وبمعدل 75،0 بالالف، أي 427 اصابة وبمعدل انتشار 61،0 بالالف.
ومقارنة مع عام 2000 لوحظ تزايد في المؤشرات سواء بالسرطان او التوتر الشرياني والداء السكري وأمراض القلب وكذلك الامراض العقلية وبالنسبة للقرى الموبوءة باللاشمانيا في محافظة طرطوس، فكان عدد القرى المصابة في طرطوس/ 162/ قرية وعدد الاصابات/ 1258/ اصابة وفي عام 2004 عدد القرى /155/ قرية وعدد الاصابات /959/ اصابة، وفي عام 2005 عدد القرى/ 127/ قرية والاصابات /541/ اصابة وفي بانياس 156 قرية مصابة وعدد الاصابات/2140/ اصابة، وفي عام 2004 /148/ قرية، وعدد الاصابات/ 593/ اصابة، وعام 2005 /117/ قرية مصابة وعدد المصابين /616/ اصابة، وهناك مثلاً صافيتا /132/ قرية وعدد الاصابات /437/ اصابة عام 2003، و/104/
قرى و/385/ اصابة عام 2004 و/91/ قرية مصابة و/270/ اصابة عام 2005
وكان مجموع القرى المصابة من خارج المحافظة وداخلها مع العديد من المناطق عام 2003 /626/ قرية مصابة وعدد الاصابات /5256/ اصابة.
وفي عام 2004 كان مجموع القرى المصابة /560/ قرية وعدد الاصابات /4045/ اصابة، وفي عام 2005 /464/ قرية مصابة وعدد الاصابات /1932/ اصابة، وهكذا فإن معدل انتشار امراض السرطان في بانياس هو الاعلى بين مناطق طرطوس، اضافة الى ارتفاع حالات الاصابة التنفسية في بانياس مع ازدياد مطرد لهذه الامراض مثل (ذات الرئة ـ التهاب القصبات المزمن ـ انتفاخ الرئة) التي تتأثر بالتلوث البيئي والغازات المنبعثة من المشتقات النفطية كغاز الكبريت واملاح الرصاص وهباب الفحم الناتج عن احتراق مادة الفيول، ويؤدي التعرض المستمر لمادة الرصاص الى التأثير على الجهاز العصبي والذي قد يسبب الشلل.
ويضاف الى ذلك ان التعامل مع المواد الكيماوية يؤدي الى نقص مناعة الجلد والاصابة بأمراض خطرة.
مصادر التلوث في طرطوس كثيرة ومتنوعة تدمر البيئة وصحة الناس، ومن ابرز المصادر ، انتشار الغبار والفوسفات بسبب عمليات التحميل والتفريغ،وقدم شبكات الصرف الصحي وعدم القدرة على استيعاب الكميات المصروفة وتلف اقسام متعددة منها، وعدم اتخاذ الاجراءات لمعالجة التلوث عند مصبات النفط وكذلك عدم معالجة الملوثات الناجمة عن مجابل الاسفلت، وايضاً مصفاة النفط في بانياس ومحطة توليد الطاقة في بانياس ومكبات القمامة ومعاصر الزيتون وعوادم السيارات ومعمل اسمنت طرطوس وغيرها الكثير!!
نعلم جميعاً ان هناك/ 350/ مصب صرف صحي تجري في السواقي والوديان والانهار وقسم منها ينصرف الى البحر، وهذا يسبب اضراراً كبيرة ويؤدي الى تلوث مصادر المياه، حيث حصلت حالات عدة من تلوث الينابيع وآبار الشرب في مناطق دريكيش والشيخ بدر.
ومحافظة طرطوس كغيرها تعاني من مصادر الصرف الصناعي والصحي، وتعتبر الأكثر خطورة في المنطقة الساحلية بسبب الانتشار العشوائي للتجمعات السكانية وكثرة مصادر المياه وقرب هذه المصادر من التجمعات السكانية ووفق مصادر وزارة الاسكان هناك دراسة اقليمية شاملة للصرف الصحي في طرطوس نتج عنها دراسة/21/ محوراً تجميعياً، وتنتهي هذه المحاور بمحطات معالجة مركزية اضافة الى محطات معالجة افرادية، والعديد من محطات المعالجة في مناطق كثيرة ولكنها تحتاج الى الوقت ونأمل ألايمتد لسنوات طويلة!!
وللهواء نصيبه من التلوث فالصناعات لها الدور الاكبر في اطلاق الملوثات بفعل انبعاث الغازات الناتجة عن احتراق الفيول من المنشآت الصناعية في مدينة بانياس، وبعض المنشآت الاقتصادية كمعمل اسمنت طرطوس ودائرة تصدير الفوسفات، وهذا يؤدي الى زيادة تركيز العوالق في الهواء ومايسببه ذلك من اذيات صحية وتخريب للبيئة.
وقد أوضحت قياسات المسح المحدودة التي جرت في ست مدن سورية هي دمشق وحلب وحمص وطرطوس والسويداء ودير الزور ان متوسط التراكيز اليومية للعوالق الهوائية الكلية في تلك المدن تجاوز الحدود المسموح بها بحسب المواصفات السورية.
كان مكب القمامة لمدينة طرطوس والقرى المحيطة بها لعدة سنوات يقع في منطقة عمريت الاثرية وتم نقله الى منطقة تبعد عن المدينة حوالي 5،1 كم ريثما يجهز مكب وادي الهدة والذي يتم الحديث عنه منذ سنوات، وادى تجميع القمامة في المكب الحالي لتكديس اطنان القمامة وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة ، علماً ان هذا الموقع لايبعد اكثر من /100/ م عن مجرى ومسيل نهر الغمقة الذي يصب في البحر، وتعتبر هذه المشكلة مع عدم معالجة الصرف الصحي وراء انتشار داء اللاشمانيا.
ولاتقتصر مشاكل الفوسفات في مرفأ طرطوس على التلوث البيئي الذي يعاني منه العاملون ضمن المرفأ وسكان مدينة طرطوس، وانما تتعداه إلى خسائر مالية واقتصادية يتعرض لها المرفأ نتيجة لتطاير غبار الفوسفات اثناء التصدير اليومي.
امامحطة توليد بانياس فلها دور كبير في التلوث ومايصدر عنها من انبعاثات غازات الكبريت والازوت والرماد الصناعي نتيجة للكميات الكبيرة التي تحرق يومياً من الفيول.
وللكسارات والمقالع اضرارها في محافظة طرطوس ومعظمها قديم وتتبع للقطاعين العام والخاص، ولاتوجد طريقة علمية للسيطرة على الغبار المتصاعد نتيجة اعمال الطحن والتفجير، كما أنها تؤثر في القرى المجاورة والمناطق الزراعية ولاحل الا بإغلاقها.
والتلوث الناجم عن مصفاة بانياس يؤدي الى انتشار اكاسيد الازوت والكبريت وهباب الفحم الى القرى والتجمعات السكنية المجاورة للمصفاة والحل باستبدال التشغيل على مادة الفيول بالطاقة النظيفة وهي الغاز كما تقدر الملوثات الصناعية الناتجة عن عمليات تكرير النفط في المصفاة بحوالي /10/ الاف م3يومياً، تذهب مباشرة الى البيئة البحرية ودون معالجة حقيقية والحل هو اعادة تأهيل الحوض البيولوجي لمعالجة هذه المنصرفات الصناعية ومعمل اسمنت طرطوس كارثة حقيقية بمايسببه من اغتيال للبيئة ولصحة الانسان، وطبعاً لاننسى الصيد الجائر للاسماك وللثروة الحيوانية!!
ماذا بقي منك ياطرطوس لم تلوثه الغازات السامة؟ وكم هي الامراض التي انتشرت بين سكانك؟ وماذا فعلوا بترابك وهوائك ومائك وبحرك؟ فهل هناك مَنْ يكترث لحالك ومصائبك؟!!
سناء يعقوب
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد