علمانيو تركيا لأردوغان : "لا نريد أن يرأسنا إمام "
رفع مئات الآلاف من الأتراك علم بلادهم السبت، ونزلوا إلى الشوارع مرددين شعار "لا نريد إماما رئيسا" في علامة على دفاعهم عن العلمانية ورفضهم أن يتقدّم رئيس الوزراء الحالي رجب طيب إردوغان، ذو التوجهات الإسلامية، بترشيحه لرئاسة البلاد.
ونقل عن جنود كانوا على عين المكان إنّ عديد المشاركين في المظاهرة وصل إلى 300000 في الوقت الذي قدّر فيه منظمّون عددهم بأكثر من مليون شخص.
وتنتهي ولاية الرئيس الحالي أحمد نجدت سيزر، ذي التوجه الكمالي(نسبة لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك) في 16 مايو/أيار، على أن يخلفه سياسي يتولى اختياره البرلمان الذي يسيطر عليه حزب إردوغان حزب العدالة والتنمية ذو الخلفية الإسلامية.
ويخشى كثيرون أن يطلق وصول إردوغان أو مقرب منه، إلى سدّة الرئاسة، يد الحكومة كي تنفّذ أجندا إسلامية.
وزاد من تلك المخاوف تصريحات أطلقها في الآونة الأخيرة عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية اقترحوا فيها أن يتمّ تغيير نظام مؤسسة الرئاسة في البلاد لتكون مماثلة للنظام المتبّع في الولايات المتحدة.
وفيما تدفق عشرات الآلاف من الأشخاص على العاصمة للمشاركة في المظاهرة، طوّقت الشرطة مكان التجمع القريب من ساحة كمال أتاتورك رمز تركيا الحديثة وهويتها اللائكية العلمانية، فيما رفع سكّان في المنطقة علم تركيا على شرفات منازلهم في علامة دعم لهم.
وقال مهندس في الثلاثين من العمر قدم من مدينة إزمير "أنا هنا لأمنع رجب طيب إردوغان من أن يصبح رئيسا. لم يكن هناك في تاريخ البلاد رئيس بمثل هذه العقلية ولن يكون هناك إلى الأبد."وقال الرئيس الحالي نجدت سيزر الجمعة إنّ التشدد الإسلامي يشكّل تهديدا للبلاد أقوى من أي وقت مضى.
وقبل ذلك، عبّر رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال ياشار بيوكانيت عن الأمل في أن "يصبح شخص وفي لمبادئ الجمهورية، ليس قولا فقط وإنما بروحه، رئيسا للبلاد" فيما عدّه محللون تحذيرا لإردوغان.
ويذكر أنّ الجيش التركي يعدّ بمثابة حام للعلمانية ونفذ ثلاثة انقلابات وأجبروا رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، صانع صعود نجم إردوغان، على الاستقالة حيث اعتبره الجنرالات متدينا جدا.
وفيما يقول حزب العدالة والتنمية إنه لا يريد فرض جمهورية إسلامية، أثار رئيس الوزراء إردوغان بتصريحاته حول الحجاب، الذي تمنعه تركيا في المؤسسات العامة والمدارس، وكذلك حول تعزيز المؤسسات الدينية، قلق الكثيرين.
وفي عهد إردوغان، منعت بلديات يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية تناول المشروبات الكحولية، فيما حاول هو نفسه منع البغاء العلني معتبرا إياه جريمة يعاقب عليها القانون قبل أن يتراجع عن موقفه بضغط من الاتحاد الأوروبي.
ورغم أنّ منصب الرئاسة يعدّ شرفيا، إلا أنّه بات مع ذلك رمزا لعلمانية الدولة في ظلّ سيزر، وهو قاض سابق في المحكمة الدستورية سبق له أن نقض عددا كبيرا من الأحكام اعتبرها متناقضة مع روح العلمانية التركية.كما عارض تعيين مئات من الأشخاص الذين يقول إنهم مقرّبون من الأوساط الإسلاموية، في مناصب رفيعة في الدولة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد