علي فرزات يغط فرشاته بالدم الفلسطيني
إن ما يقوم به بعض المثقفين والفنانين العرب أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتطلب كثيراً من الوقوف، خاصةً وأن البعض بات منساقاً -بوعي أو بدون- خلف الأجندة التي تسوقها إسرائيل لتبرير قتل الشعب الفلسطيني.
والسؤال؛ هل نجحت الدعاية الصهيونية بإعادة تشكيلنا من جديد لتقولبنا في منظومات فكرية تخدم أجندتها ودوافعها العدوانية؟ وهل نجح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بخداعنا بإيمانه بالسلام؟
والسؤال الأهم؛ هل فقدنا البوصلة.. وبتنا لا نعرف حقاً من هو عدونا؟!
إن كانت الردود إيجابية، فلا بد أن نقول طوبى لأميركا وإسرائيل فقد نجح مشروعكما في الشرق الأوسط، على الأقل
من جهة غسل أدمغتنا، وإسقاط فحوى إيماننا بقضايانا المصيرية.
من المؤسف حقاً أن يقوم فنان بمستوى الرسام السوري علي فرزات بنشر رسومات تتماهى مع ما تروج له إسرائيل، خاصةً في هذا الوقت الذي يفرض الحرص على مصالحنا البعيدة كل البعد عن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران ووصفها بالمستفيد الوحيد من أحداث غزة الدامية.
ومن المؤسف أكثر أن نروج لفكرة أن المقاومة الفلسطينية مع كل ما تسطره من بطولات ما هي إلا أداة طيعة بيد إيران أو سواها. مخجلٌ هذا النصر الإسرائيلي على بعض مثقفينا، فبعد ستين عام من صراعنا ضد الدعاية الصهيونية في الغرب، وإحرازنا بعض التقدم في إقناع الآخر بعدالة قضيتنا، أصبح من المفروض علينا أن نقنع أنفسنا بأن لدينا قضية عادلة يجب أن نحارب جميعاً لأجلها.
المصدر: دي برس
إضافة تعليق جديد