عيادات التجميل: ترف وموضة وزيادة إنفاق

11-11-2006

عيادات التجميل: ترف وموضة وزيادة إنفاق

إصلاح عيوب الأنف، نفخ الشفاه، شفط الدهون، إزالة التجاعيد.. هي بعض ما تعرضه عيادات التجميل على زبائنها.

summary: إصلاح عيوب الأنف، نفخ الشفاه، شفط الدهون، إزالة التجاعيد.. هي بعض ما تعرضه عيادات التجميل على زبائنها. ‏

فهل تحول الطب التجميلي من تأدية غرض وظيفي واصلاح عيب واضح الى ترف وموضة ووسيلة للانفاق من قبل اصحاب الجيوب المتخمة؟ ‏

ظاهرة المرأة الجميلة، هل ما فتئت تكرسها هذه الحضارة الذكورية؟ ‏

ألاتزال المرأة هي الزبون المفضل لعيادات التجميل ومراكزه؟ ‏

ولأن موضوعنا ليس الاسترسال في الحديث عن هذه الحضارة التي ضخت وتضخ المزيد من القيم الاستهلاكية ومفاهيم الاستثمار والربح في كل شيء الحروب، الاكتشافات العلمية والمقدرات الانسانية، سنعمد للعودة الى حقل الطب التجميلي وزبائنه... ‏

من أي جنس؟ وما الفئات العمرية ومن أي شرائح مجتمعية؟ ‏

وعلى أي العمليات يقع الطلب الأكثر؟ ‏

وهل هناك من يتطفل على هذه المهنة؟ ‏

د.منصور رجب اختصاصي أنف أذن حنجرة وصاحب مراكز الأمل للتجميل بحمص (والذي يهتم بعلاجات غير جراحية مثل ازالة الاشعار، شد العضلات، التسمير، علاج حب الشباب والتجاعيد والسيللوليت او الدهون) قال: لايتجاوز ارتياد الذكور للمركز 1% في نواحي التجميل المختلفة، ويركزون على بعض الامور مثل الوشم بنسبة 20% وعلى ازالته من اجل قبولهم في وظائف معينة وهؤلاء تصل نسبتهم الى 30% من أصل النسبة الكلية وآخرون يأتون لعلاج الحبوب الناجمة عن الحلاقة، والشريحة العمرية بين 15 ـ 35 سنة، وبالطبع يتفاوت الاقبال حسب الشريحة الاجتماعية. ‏

ويلحظ ان أعداد النساء تتفوق بكثير عن الذكور بالنسبة لارتياد المركز، وتشكل سيدات المجتمع الميسورات 40% فيما عدا علاج نزع الاشعار حيث تقبل عليه الفتيات من كافة الشرائح حتى من الفئات غير الميسورة. ‏ ‏

حول ضمان مثل هذه العمليات أجابنا د.رجب: (يوجد لليزر نوعان حقيقي وغير حقيقي حيث تستعمل بعض المراكز أشعة IPL وهي عبارة عن ضوء لنزع الاشعار إنما لايحرق البصلة في حين يقوم الليزر الحقيقي بنزعها نهائيا، والفرق بين الجهازين هو في النتيجة والتكلفة التي تصل بينهما لأربعة أضعاف، مع الاشارة الى ان عدد أجهزة الليزر الحقيقي قليل جدا في حمص وقد لايتجاوز الاثنين). ‏

وعن أنواع علاج البشرة تحدث عن التقشير بالبخار وبالكريستال والذي يحتاج لاشراف طبي، وعن ازالة حب الشباب عن طريق استعمال جهاز Plue Lght وهي طريقة محدثة. ‏

من ناحية اخرى وفي مجال الجراحة التجميلية التقينا مع اختصاصي أذن أنف حنجرة الجراح سمير عاقلة حيث قال: (في السابق كانت علميات التجميل مكلفة جدا وتجرى للأفراد الذين لديهم مشالك عضوية ملحة او آفة تلحق الاذى بصاحبها وتعيقه عن العمل الخ.. في حين أصبحت اليوم وبحكم التطور العلمي وأدواته وكثرة الاختصاصيين اقل كلفة ومتاحة اكثر بفعل المنافسة، وصار الاقدام عليها لأسباب لايكون فيها التشوه كبيرا او يمثل عائقا حياتيا انما بهدف الجمال فقط.. وللأسف ـ ومازال الكلام للدكتور عاقلة ـ أخذ الاقبال على التجميل يدور في فلك الموضة وتقليد المشاهير ومن باب التغيير). ‏ ‏

حسب د.عاقلة تصل نسبة من تعتمد من الفتيات على نموذج جاهز لأنف جميل الى 90% وهذا من الناحية الجمالية خطأ فادح لأن على الأنف التناسق مع شكل الوجه وقياساته وملامحه وفي هذا المجال من التجميل يلحظ الاقبال من الجنسين في الفئة العمرية بين 20 ـ 35 سنة ولكن كالعادة تشكل النساء النسبة الاكبر تسعين بالمئة مقابل عشرة بالمئة للرجال. ‏

العمليات التي تلقى أكبر حجم من الاقبال هي تجميل الأنف ثم الحقن وأكثره للشفة السفلى تليها العليا ثم حقن الخدين ومابين الحاجبين، وطبعا فالنساء هن الوحيدات اللاتي تقبلن على اعمال الحقن. ‏

‏ يضيف د.عاقلة: في السابق كان الافراد يسافرون الى الخارج لاجراء هذه العمليات اما الآن ومنذ اكثر من خمس سنوات اخذت تجرى في القطر بسبب السمعة الحسنة للطبيب السوري ولمهارته، وهذا ما اكدته التجربة من خلال المؤتمرات المنعقدة في جامعة البعث مع وفود ألمانية، فرنسية وبريطانية حيث دلت المقارنة بين نتائج العمليات التي اجريت محليا والاخرى التي جرت في دول غربية ان النتائج ان لم تكن متطابقة فهي في كثير من الاحيان افضل مما لدى الدول الاوروبية. ‏

ولكن ورغم هذا النجاح محليا إلا انه يلحظ ـ في الآونة الأخيرة ـ ادخال مواد تجميل مستوردة الى القطر بنوعيات مختلفة منها الجيد والمتوسط والرديء والوحيد القادر على تقييمها هو الطبيب، لهذا فضميره ومعرفته هما الضمان الوحيد. ‏

وماذا عن رضى المريض بالنتائج؟ ‏

أجابنا د.عاقلة: تتبع الناحية الجمالية للذوق الشخصي ولكن عملية التجميل تخضع للجراح ولتقييمه المهني وقد يخلق هذا بعض الاشكاليات ما بعد الجراحة حيث قد يعترض المريض على النتيجة على خلاف رؤية طبيبه وعدم اقتناعه باجراء العملية مرة اخرى وقد تؤدي هذه الحالات الى بعض المشاكل القانونية ـ لكنها نادرة جدا ـ لأن اقناع المريض بالنتائج ـ في حال كانت جيدة ـ امر يحدث غالبا ولو احتاج لزمن كما وان الحل التوفيقي وارد دائما لأن النتيجة غير الجيدة فعليا تعالج بعمل آخر أقل كلفة وزمنا. ‏

هل كل من يمارس التجميل مؤهلاً؟ ‏

احيانا تستلفتنا بعض العناوين في صفحات المجلات والجرائد الاعلانية او بعض اللافتات في الشوارع عن مراكز او كما يسميها البعض صالات للتجميل.. حيث تعلن عن علاجات كثيرة للصلع، للسمنة، لحب الشباب، تبييض البشرة، وبعضها يضع عناوين اكثر بريقا تتضمن جملة من التحسينات مثل الحقن، شفط الدهون، واخرى تعلن عن علاج للتجاعيد ولتساقط الشعر وللكلف والنمش وازالة الاشعار وتخفيف الوزن..الخ وذلك دون ذكر اسم الطبيب او الاختصاصي المشرف وما هو اختصاصه. ‏

فهل تجاوزت هذه الاماكن صلاحياتها؟ ‏

ومن يرخص لها؟ ‏

وما رأي نقابة الاطباء ومديرية الصحة بها؟ ‏

منذ شهور كنا التقينا بنقيب الاطباء بحمص د.عبد القادر حسن الذي قال: ان الجراحين في الطب التجميلي قلائل في حمص، واكثر ما يوجد اطباء جلدية بعض منهم أنشأ مراكز للتجميل دون تداخل جراحي تعنى ـ على سبيل المثال ـ بمعالجة حب الشباب، تقشير الوجه، شفط الدهون دون جراحة، نزع الشعر، التسمير، ازالة الكلف والنمش، العلاج بالليزر..الخ اضافة الى اطباء الانف والاذن والحنجرة الذين يمكنهم القيام بجراحة تجميلية للأنف بعد اتمامهم التدريب او الستاج في احدى الدول، وايضا يمكن لأطباء الجراحة العامة القيام بعملية شفط للدهون ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ كما ويقوم عدد من اطباء الاسنان بجراحة للوجه والفكين وذلك حسب اختصاصهم. ‏

وبالمقابل توجد معاهد خاصة للتجميل وترخيصها ليس من الصحة بل قد يكون من البلديات او من اتحاد الحرفيين وكثير منها يكتفي بأعمال الماكياج والماسكات والكريمات وهذه امور مسموح بها كونها لاتؤثر بشكل ضار على الزبائن، وعادة يقوم القائمون على العمل في هذه المعاهد بدورات للعناية بالبشرة ولكن السؤال المطروح ما هو نوع العناية؟ ‏

ألا يقوم بعض هذه المعاهد بأعمال يفترض ان تكون باشراف طبي مثل التدليك، نزع الاشعار، معالجة حب الشباب، العلاج بالليزر لهذا لابد من قوننة هذه الظاهرة وترخيص هذه المراكز عن طريق وزارة الصحة، وكنقابة.. فقد توجهت من خلال المؤتمرات بالدعوة لقوننة هذه الظاهرة، والى ان يحدث ذلك على المواطن التحلي بمزيد من الوعي والحذر وان يرتاد المراكز التي يشرف عليها أطباء للحصول على نتائج جيدة. ‏

بهذا الشأن ايضا سألنا مدير صحة حمص د.محمد أبو الخير الذي قال: توجد فعليا معلاجات تحتاج لأطباء مثل علاج البشرة والعلاج بالليزر وهذه تحتاج الى اختصاصيين جلدية وكذلك تحتاج اعمال الحقن لجراحين.. ولكن المشكلة ان التعليمات الناظمة للقرار 13/ب الصادر عن وزارة الصحة في 3/3/2005 لم تصدر بعد، والتوصية هي الاسراع باصدار هذه التعليمات او الشروط الفنية المطلوبة لترخيص هذه المراكز لكي يمكن معالجة هذه الظاهرة على ارض الواقع في حال وجودها. ‏

وعن القرار نذكر انه حصر انواع المعالجة العديدة للتنحيف من دوائية وغذائية وفيزيائية وسلوكية وجراحية بأطباء اختصاصيين او باختصاصيي تغذية او بعيادات ومراكز الطب الفيزيائي، وكذلك حصر اعمال ازالة الاشعار بطبيب اختصاصي جلدية، وزراعة الشعر الطبيعي والصناعي بيد اختصاصي جراحة تجميلية، واشترط ممارسة شد العضلات والتدليك في عيادات الطب الفيزيائي ومراكز المعالجة الفيزيائية المرخصة، وجعل معالجات البشرة بالطرق الدوائية والكيميائية وبأجهزة الليزر وغيرها.. بأيدي اطباء جلدية او جراحي تجميل.. وكذلك بالنسبة لعمليات شد الجلد والوخز بالابر، وفصل القرار فعاليات المكياج والحلاقة عما ذكر سابقا وحصر المعالجة او التجميل بالاعشاب بذوي المهن الصحية. ‏

اذاً لقد وصف وحدد واشترط وفصل القرار بدقة ما بين العلاجات ومن يحق له القيام بها. ‏

فهل على ارض الواقع ما يماثله أم على خلافه؟ ‏

- كنا قد سألنا نقيب الاطباء بحمص حول رأيه بلافتات الاطباء وكثرة الاختصاصات التي تتضمنها ـ مع الاشارة اننا تناولن هذا الموضوع بتفاصيله منذ سنوات ـ ‏

حسب د.عبد القادر حسن: يمكن للطبيب الذي تقدم او أنهى دراسات عليا في اختصاص كالداخلية العامة ان يكتب في لافتته مثلا معالجة صدرية، قلبية، هضمية، غدد.. وعندما يقوم بعد ذلك بدراسة اختصاص معين لمدة عامين فيحق له اضافته الى ما كان موجودا في الاساس. ‏

ولكن من الناحية الاخلاقية والعلمية والادبية لاداعي للتفصيلات لأنها تشكل عملية تسويقية ودعائية لكسب المريض بل يمكن الاكتفاء بكلمات موجزة دون تفاصيل كأن يكتب داخلية عامة، او جراحة عامة او جراحة عصبية. ‏

وأضاف السيد النقيب لقد صدر في أواخر العام الماضي قرار عن السيد وزير الصحة يتضمن تعديل ما يوجد في لافتات الاطباء حسب الاختصاص والشهادة الممنوحة وتعمل كل من النقابة ومديرية الصحة على متابعة تنفيذ ما أتى في القرار، اضافة الى ان اللوحات الموحدة التي اتبعتها البلديات في القطر ستؤدي نفس الهدف. ‏

هالة حلو

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...