غرفة عمليات في انطاكيا لمنع تقدم الجيش السوري بحلب والإئتلاف يريد التفاوض بعد عجزه عن إسقاط النظام
ذكرت مصادر عربية في باريس لصحيفة السفير اللبنانية أن اجتماعا لمسؤولي الاستخبارات في دول غربية وعربية سيعقد قريبا في مدينة أنطاكيا التركية، لبحث تداعيات تقدم الجيش السوري شمالي البلاد. وأكدت المصادر إن اجتماعاً مركزياً لمسؤولي الاستخبارات الفرنسية والأميركية والبريطانية والسعودية والقطرية سيعقد مطلع الأسبوع المقبل في مدينة إنطاكيا، لدراسة خيارات الرد على تقدم الجيش السوري في الشمال، من فتح جبهات جديدة لتأخير تقدمه في أحياء حلب الشرقية، أو التسريع ببناء خط دفاع جديد في الريف الحلبي، ورفع مستوى التسليح لمساعدة الجماعات "الجهادية" على احتواء هجمات الجيش السوري في الشمال.
ويثير استرداد الجيش السوري لموقع السجن المركزي في حلب، مخاوف كبيرة في الأوساط الأمنية والعسكرية، الغربية والتركية والخليجية، من اتجاه الجيش للسيطرة على ممر الامداد الاخير للمسلحين بين شرق حلب والريف الحلبي وتركيا.
وبينت المعارك حول سجن حلب المركزي، وتطهير الحزام الريفي حول حلب الشرقية، قدرة الجيش السوري على التقدم بسرعة في الريف الحلبي، وهي قدرة ستتضاعف إذا ما تواصل تجريد البيئة الحاضنة من سكانها، وتحويلها إلى منطقة اشتباك، تسمح للجيش السوري باستخدام مزاياه العسكرية، التي تؤمن له تفوقاً كبيراً من كثافة النيران، في مناطق تقل فيه الكتل الإسمنتية، كما في حلب الشرقية.
ومن دون مبادرة تركية جديدة في الشمال السوري فإنه لا توجد خيارات كبيرة أمام المعارضة المسلحة، لا سيما بعد فشل عملية اختراق ريف اللاذقية من كسب، وتشتت "غرفة عمليات أهل الشام"، التي قادتها الاستخبارات التركية طيلة ثلاثة أسابيع في غرب حلب ضد مقر الاستخبارات الجوية في حي الزهراء، وثغرة إمداد الجيش في جنوب المدينة نحو مطار النيرب وخناصر.
وتقول مصادر المعارضة السورية إن الأتراك يريدون تدعيم خط دفاع قوي في الريف الحلبي، استعداداً لحصار طويل لمعاقل المسلحين في حلب الشرقية، ومنعاً لتقدم الجيش السوري نحو المناطق المحاذية مع تركيا.
ويقول المصدر إن فكرة إنشاء منطقة حظر جوي في الشمال السوري تعود إلى الطاولة، وقد حاول الأتراك طرحها مجدداً في اجتماع مجموعة "أصدقاء سوريا" في لندن الأسبوع الماضي، قبل أن يدخل الجيش السوري السجن المركزي، وقد يعودون إلى طرح هذا الخيار في اجتماع إنطاكيا الأمني الأسبوع المقبل.
وتواجه المعارضة السورية أسابيع من الخيارات الصعبة، إذا ما تراجعت قدرتها عن حماية موقعها الحلبي، بعد خسارة "عاصمتها" في حمص. ولا يوجد ما يشجع على التفاؤل مع خفض أصدقائهم الأشد حماسة، كالفرنسيين والأميركيين، سقف المساعدات والتوقعات.
ويقول مصدر من الوفد "الائتلافي"، الذي التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء الماضي، إن الرئيس الفرنسي فوجئ بموقف "الائتلافيين"، الذين ابلغوه أن الهدف المقبل والقريب لم يعد إسقاط النظام السوري، ولكن تحسين شروط التفاوض معه، عبر تحسين ميزان القوى.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال للوفد "الائتلافي" برئاسة احمد الجربا إن أسباب تقدم الجيش السوري، ليست الدعم الروسي والإيراني كما يقولون، ولكن التفاف الضباط والجنود السنة حول قيادتهم العسكرية.
المصدر: العالم
إضافة تعليق جديد