فعاليات اليوم الأول لمؤتر «إيكتا 2008»

08-04-2008

فعاليات اليوم الأول لمؤتر «إيكتا 2008»

شهدت فعاليات اليوم الأول من الدورة الثالثة لمؤتمر «إيكتا 2008» تقديم العديد من المشاركات التي تهدف إلى تفعيل شعاره «من النظرية إلى التطبيق»، وذلك من خلال التركيز على تطبيقات المعلوماتية والأتمتة في التعامل مع اتجاهات السوق والمصارف المتنقلة في الدول النامية، إضافة إلى البحث العلمي ومجالات الاستطباب الإلكتروني والإدارة المعرفية وأنظمة صنع القرار وأنظمة المعلومات الأثرية. 
 وتناول مدير المدرسة الوطنية العليا الفرنسية للاتصالات الدكتور «أندريه شوميت» في محاضرته التي ألقاها ضمن جلسة «البحث العلمي في الدول النامية» البحث والتعليم والإبداع، حيث أكد أن معظم الإبداعات الراهنة اعتمدت بشكلٍ كبير على التقنية، الأمر الذي يتطلب التركيز على البحث العلمي، بما يكفل تحقيق تمازج بين البحث الأساسي والبحث المتقدم، مشيراً إلى الحاجة لتقديم أبحاث متعددة الأغراض وخلق مجتمع المعرفة.
وقدم توماس شولز من شركة ديتيكون الاستشارية الألمانية محاضرة بعنوان «الأسباب الجيدة للامتلاك الشعبي لمحطات الإذاعة المتنقلة غير الشعبية»، حيث قال: «تعد هذه المحطات المتنقلة أساسية في المهمات الحرجة (Mission Critical) لاستخدامها في الأمن وسلامة المواطن عبر التواصل مع نقاط محددة مسؤولة عن هذا الغرض».
وأضاف: إن هذه الإذاعات المتنقلة تتمتع بقابلية حمل تردداتها على موجات متعددة واسعة الطيف، وفي ذلك نوع من الاستقلالية.
وقام شولز بعرض مصور لتصميم هذا النوع من الإذاعات وشرح كيفية نقل الاتصال من الجهاز الفردي إلى برج الاتصال والمحطة المركزية «مركز التحكم»، لافتاً إلى أن هذا النموذج يعد الأمثل لتشغيل هذا النوع من المحطات.
كما قدم خطة تفصيلية عن إمكانية تطبيق هذا النوع من التقنية في سورية، وذلك بسهولة ربطها على جميع الأراضي السورية بكلٍ من الإسعاف والإطفاء والشرطة ومحطات النقل العامة، إضافة إلى الاستخدام الفردي ومراكز الدعم اللوجستي.
وركز شولز على سهولة استخدام هذه الترددات وانعكاساتها الإيجابية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فعلى الصعيد الاجتماعي تساهم هذه المحطات في تفعيل الأمن والسلامة العامة وتقوية مزودي الخدمات العامة وإرضاء العموم.
أما على الصعيد الاقتصادي فهي ستشكل مورداً لعائدات جيدة لمزودي هذا النوع من الخدمات في القطاعين الخاص والعام.
وقدمت البروفسور «آني غرافي» محاضرة بعنوان «قضايا هندسة المرور في استخدام الشبكات الثابتة»، حيث بدأت محاضرتها بتوضيح أن المرور على الإنترنت يتضاعف كل سنة، وهو باقٍ على هذه الحال ومستمر في النمو، وعللت ذلك بازدياد أعداد مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت وازدياد عدد المستخدمين.
وقالت: كلما قدمت الإنترنت حزمة عريضة للمستخدم فإن هذا المستخدم يقوم بشغلها بتطبيقات وبرامج جديدة، أي إن المشكلة مستمرة بالتوازي.
كما قدمت صورة بيانية لنسبة مستخدمي الحزمة العريضة حول العالم، وبينت الفجوة الكبيرة بين منطقة وأخرى في العالم، أي إن هناك الكثير من الحكومات والمؤسسات بحاجة لتأمين تقنيات الاتصالات الضوئية لها ولمواطنيها وبسرعاتٍ مناسبة.
وفي موضوع هندسة مرور الإنترنت، قالت غرافي: إنه من الضروري التزام المستخدم باستخدام الشبكة والبيانات الموجودة عليها، بحسب السرعة والميزة التي يمتلكها هذا المستخدم.
وتطرقت إلى صفات الخدمات التي صنفتها بخدمات تفاعلية مثل الفيديو فون والصوت وبعضها غير تفاعلي مثل تلفزيون الإنترنت «IPTV».
وختمت غرافي بالحديث عن آليات جديدة بالقول: من الواجب تطبيقها للحصول على تنظيم أفضل وأمثل للعبور في الإنترنت عبر نوع جديد من الشبكات الثابتة، تدير سياسات العبور عبر هندسة معمارية جديدة للشبكات.
وقدم الدكتور «عمار جوخدار» ورقة عمل في المؤتمر تحت عنوان: «الأعمال الإلكترونية والعمل المصرفي الإلكتروني» تحدث فيها عن نظام مؤتمت لإدارة إجراءات العمل يسمح بالانتقال من نماذج إجراءات العمل في أي مؤسسة إلى برنامج متكامل في خطوتين فقط، من توصيف إجراءات العمل إلى البرنامج نفسه.
وقدمت الباحثة «هلا الماغوط» من جامعة دمشق ورقة بحث حول «التخاطب الكلامي بين الحاسوب والإنسان»، بحيث يستطيع الحاسوب فهم ما يقوله الإنسان من خلال لغة طبيعية.
وفي هذه الحالة لا يحتاج الإنسان إلى تكلم لغة الحاسوب، بل اعتماد نماذج جديدة.
وعن آلية هذه النظرية، قالت الماغوط: إنه يمكن البحث عن حلول تمكن الخبراء في مجال العمل من أن يقوموا بإدخال قواعد العمل لتطبيقات العمل نفسه باللغة الطبيعية، وبذلك يمكن التخلي عن دور المبرمجين وبشكلٍ خاص التكلفة، كما يمكن الاستفادة من هذه النماذج الذكية الموجودة لاستنتاج ما نسميه المعرفة الذكية، ومن ثم تقديم إمكانية التواصل بين الإنسان والآلة.
كما قدم «ماهر سلام» الباحث المقيم في الولايات المتحدة الأميركية ورقة عمل حول «النظم البيئية المستقرة» على مستوى الإنترنت، قال فيها: يمكن أن يكون للإنترنت بيئة طبيعية مستقرة تتعايش فيها المؤسسات وتتطور كما تتطور الكائنات الحية، بحيث تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها عبر التفاعل مع غيرها طبيعياً.
من جانبه، تناول المهندس «فيكن عباجيان» في محاضرته أنظمة المعلومات الأثرية والموروث الثقافي التي تم تطبيقها في المتاحف والمواقع الأثرية السورية بهدف أرشفة الآثار، مشيراً إلى أنه تم الاعتماد على قواعد بيانات أوراكل ونظم المعلومات الجغرافية «GIS».

وقدمت الدكتورة «حنان تريشيلي» أستاذة في المعهد العالي للعلوم الحيوية بجامعة صفاقس في تونس وباحثة في المدرسة الوطنية العليا للاتصالات ورقة بحث علمية حول واقع الطب عن بعد في البلدان النامية وحول تونس تحديداً، حيث تناولت أهم الإنجازات التي حصلت في تونس منذ عام 1996 حتى العام الحالي.
وعرضت المصاعب التي واجهتها تونس في إنجاز مختلف هذه المراحل وحاولت تقديم بعض الحلول والتوصيات والنصائح التي تتخذ لمجابهة العراقيل في هذا المجال.
ونوهت بأن التجربة انطلقت في المؤتمرات العلمية، وكان يتم في كل مؤتمر يعقد في تونس ربط شبكة بين المستشفيات الجامعية التونسية الموجودة في المدينة التي يقام فيها المؤتمر وبين عدد من الجامعات ومراكز الطب أو المستشفيات العامة والخاصة الموجودة في فرنسا أو في بعض البلدان المشاركة في المؤتمر.
وأكدت وجود محاولات لتمرير مختلف الورقات العلمية عبر الإنترنت حتى يمكن متابعتها مباشرةً في وقتها وفي مختلف المستشفيات.
وعندما عممت التجربة أصبح هناك شبكات تقام بين مراكز الاستطباب في تونس ومراكز أخرى في الخارج عن طريق الإنترنت، وعبر الأنظمة نفسها التي يتم استعمالها في مركز طب تونسي ومركز طب فرنسي مثلاً.
وكانت هناك محاولات لتبادل المعلومات حول بعض الحالات والأمراض المستعصية والحالات النادرة وتبادل الخبرات دون الحاجة لسفر المريض.
كما قدمت المهندسة السورية «سامية السيد» ورقة علمية حول ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين يحتاجون إلى مجموعة من الآليات والمنظومات والشبكيات لإعانتهم على ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وقدمت مجموعة من التجارب السورية التي تمت في هذا المجال مثل منظومة «اقترب» ومجموعة من المنظومات الأخرى التي حاولت مساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لممارسة حياتهم اليومية والطبيعية.
وحاولت توضيح أن هذه التجربة تبقى محدودة وضيقة المجال، مطالبةً بانضمام جميع المنظمات الإنسانية التي ليس لها أي بعد مادي للنهوض بهذا القطاع.
من جهته، قدم الدكتور «جان كوما» ورقة علمية حول تجربة المستشفيات الفرنسية في الطب عن بعد وقدم ملخصاً لنحو 15 سنة من العمل وتحدث عن «الملف الإلكتروني» للمريض وكيفية الأرشفة وتوثيق مختلف المعلومات الخاصة بالمريض من صور وتقارير طبية حيث يمكن نقل ملف المريض من مركز لآخر على بطاقة إلكترونية.
كما قدمت الدكتورة مروة البوز ورقة عمل حول ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم) بعد أن قامت هذه الباحثة بدراسة وتعلم لغة البكم فتبين أن هذه اللغة مؤلفة من مجموعة من الأحرف تظهر على أشكال محددة يبلغ عددها نحو 60 شكلاً معيناً. وبعد ذلك تمت دراسة هذه الأحرف مع إدخال البعد الزمني أي في اللحظة التي تظهر فيها الإشارة، وأكدت البوز أنه خلال سنتين من الآن سوف يتم التوصل إلى نتائج ملموسة في هذا المجال.
من جهته قدم «توماس فاير» من شركة «ديتيكون» الألمانية محاضرة حملت عنوان: «تحسين اتجاهات تقنيات الاتصال لاستخدام الإمكانات الكاملة للسوق، أوضح فيها أن اتجاهات تقنيات الاتصالات واسعة بشكلٍ كبيرٍ، ومن ضمن المواضيع التي تشملها شبكات «واي ماكس» و«تلفزيون بروتوكول الانترنت» و«الأدوات ذات التكلفة المنخفضة» وشبكات الجيل القادم «إن جي إن».
وأوضح فاير أن مستقبل الشركات التكنولوجية في الأسواق المشبعة يتمثل في السعي نحو جذب الزبائن والتعامل مع الشركات المشغلة، بما يضمن تقديم فعالية، الأمر الذي يتطلب المرونة في التحرك والاعتماد على التسويق المتحرك.
كما شدد على ضرورة العمل على تكوين اتجاهات دخل غير مباشرة، وتقديم قناة إعلانية جذابة لاستهداف إمكانيات الشبكة، الأمر الذي يتطلب تحديد المجموعات المستهدفة واستهداف المنصات وتحقيق تشاركية بين أعمال الشركات لتحقيق متطلبات الزبائن.
ولفت إلى أن الأداة الإلكترونية في الأسواق المشبعة تصبح ذات أهمية خاصة، مشيراً إلى ضرورة العمل على تقديم خدمات حسب الطلب.
أما بالنسبة للأسواق الناضجة فقد شدد على ضرورة اعتماد إستراتيجيات متعددة الخطط، إضافة إلى تقديم اتجاهات متوازنة تحول دون الوقوع في صراعاتٍ مع شركاتٍ أخرى، مشيراً إلى أهمية تقديم مراكز بيع خاصة للشركات.
وأكد فاير ضرورة تقديم برامج تحفيز للزبائن ومن ضمنها تقديم الجوائز والتخفيضات على أسعار الخدمات، لافتاً إلى أهمية تحليل دورة حياة المستهلك.
وعن الأسواق الناشئة، أشار إلى أهميتها لكونها قادرة على تقديم بليون زبون محتمل، مؤكداً ضرورة تأسيس عمليات مربحة، تستند إلى دفعات مخفضة ومنتجات تحتوي على خدمات أساسية.
ولفت فاير إلى أن المصارف المتنقلة قابلة لتحقيق نجاحات كبيرة في الأسواق الناشئة، وخاصةً أن العديد منها لا تتوافر فيه البنية التحتية الضرورية لتكوين مصارف على الأرض. وختم بالتأكيد على أهمية التفكير بما يحتاجه السوق من تكنولوجيات.
من جانبه قدم «الكسندر رماينسر» من شركة «ديتيكون» محاضرة بعنوان: «الإدارة القائمة على معالجة المعلومات القائمة على السوق»، حيث أشار إلى أن كثافة المنافسة في الأسواق أجبرت الشركات على تقديم خدمات ذات تكلفة مضغوطة، لافتاً إلى أن الزبون يتوقع تطوراً دائماً وسريعاً، الأمر الذي يقود إلى ضغوط تكلفة ومنافسة متزايدة.
وأوضح رماينسر أن متطلبات الزبائن لا تعتمد بالتحديد على خصائص معينة، الأمر الذي يسمح للشركات في تحويل هذه المتطلبات في حال عملت على تقديم منتجاتها بشكلٍ تقني مميز.
كما قدم «حازم موسى» من المدرسة الوطنية العليا الفرنسية للاتصالات في محاضرته مجموعة من أنظمة فك التشفير التي يمكن الاعتماد عليها لتحقيق الاتصالات من الأقمار الصناعية.

وقدم الباحث «أيمن عبد الغني فلو» بروفسور في إحدى كليات الهندسة في فرنسا ورقة عمل تتعلق ببعض الأمور الأمنية في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كالتعرف على البصمات وهي تقنية دخلت مختلف مجالات الحياة في الدول المتقدمة وإن العالم اليوم يشهد ثورة لا سابق لها في هذا الموضوع.
وأشار فلو إلى أن الكمبيوتر محدود بسرعات معينة، الأمر الذي يدفع الباحثين إلى التفكير والاستعانة بسرعة الضوء للتمكن من ربح الوقت عبر تسخير بعض أجزاء النظام الذي نستخدمه. وعلى هذا تم في المحاضرة تقديم مختلف التقنيات الضوئية التي تساعد على كشف الهوية الشخصية ومثال ذلك إدخال البصمة الشخصية على البطاقات المصرفية. وأضاف فلو أن الكشف عن الهوية له ثلاث طرائق هي البصمة والوجه والعين مشيراً إلى إمكانية تحويلها إلى الطرق الرقمية، مضيفاً: إن المقارنة في هذا المجال تدخل فيها عوامل كثيرة مثل تغير ملامح الوجه والعينين وهذا يدفع إلى تبني تقنية الضوء لاختصار الكثير من الوقت والجهد.

محمد كفينة - وسام محمود - حسان هاشم

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...