فلسطينيون «غاضبون» يدعون إلى مقاطعة «باب الحارة 3»
«لم يغلق «باب الحارة» في فلسطين»، فمنذ عرض الجزء الثاني من الدراما السورية ذائعة الصيت، وعشرات المحال التجارية، والمطاعم، والمكتبات تتخذ من اسم المسلسل أو بعض شخصياته، («أبو عصام» أو «أبو شهاب»، أو «الزعيم») اسماً لها، في حين أطلق العشرات من الفلسطينيين أسمــاء «معـــتز»، و«عصام»، على مواليدهم الجدد، تيمناً في الشخصيات التي باتت تقاسم الفلسطينيين، كما كثير من العرب يومياتهم الحالمة بزمن قديم. الأمور لم تقف عند هذا الحد، فهناك «شيبس»، و «ويفير»، ومسكة «باب الحارة»، ومنتجات غذائية عدة تحمل اسم الدراما العربية الأكثر شهرة في السنوات الأخيرة، علاوة على كون صور نجوم العمل تتخذ من قمصان الأطفال مكاناً تتربع فيه.
وفي الوقت الذي تكتسب شخصية معتز، الشهير بشجاعته وإقدامه، (جسدها الفنان وائل شرف)، شــعبية جــارفة في أوســاط اليافعين، والأطفـال، يبقى لـ «أبو عصام»، (قدم شخصيته باقتدار الفنان عباس النوري)، الشعبية الطاغية لدى جميع فئات وشرائح الشعب الفلسطيني، وإن كان «العقيد أبو شهاب» (سامر المصري)، يقاسمه شيئاً منها.
ومنذ طغيان نبأ غياب «أبو عصام» عن الجزء الثالث من «باب الحارة»، (يُعرض في رمضان المقبل) لأسباب تتفاوت باختلاف راويها، عبّر عدد كبير من الفلسطينيين عن استيائهم، في حين طالب بعضهم بمقاطعة المسلسل إذا ما استمر غياب الشخصية الأكثر حضوراً وشعبية (أبو عصام). أكثر من 450 عضواً على الموقع الالكتروني «فايس بوك»، العشرات منهم فلسطينيون، شكلوا مجموعة بعنوان «لا نجاح لمسلسل «باب الحارة» من دون الفنان عـباس النوري (ابو عصام)». وتستعرض المجموعة حيثيات غياب النجم السوري الشهير، الذي أحبه الفلسطينيون في عدد من الأعمال الدرامية التي تتناول قضيتهم مثل «التغريبة الفلسطينية»، و «اجتياح»، وسواهما من المسلسلات، إضافة إلى صور له في شخصية «أبو عصام»، وغيرها، وتعليقات فلسطينية وعربية «ساخنة» تعلن في مجملها تضامنها مع النوري، بل وتطالب بمقاطعة الجزء الثالث من المسلسل... أحد أعضاء المجموعة يكتب: «أنصح بعدم مشاهدة المسلسل.. فلا جدوى من مشاهدة مسلسل ممل، خصوصاً بعد انسحاب النجمين عباس النوري، وتاج حيدر». في حين تقول أخرى: «لا يمكن استيعاب باب الحارة من دون أبو عصام»، مشيرة إلى موقع الكتروني سوري تمكن من جمع أكثر من 5 آلاف توقيع تطالب القائمين على العمل التراجع عن قرار إقصاء النوري، إلا أنها تعود وتعقب قائلة: «التصوير بدأ فعلاً، ويبدو أن لا فائدة من كل الحملات التي نقوم بها... لكن يكفي أن نعبر عن استيائنا لغياب عباس النوري».
ونقلت المجموعة تصريحات جديدة للنوري، في حوار الى «الحياة»، قال فيه إن، وعلى رغم تشييع «أبو عصام» في أول مشاهد الجزء الثالث من «باب الحارة»، إلا أنه لن يتخلى عن الحارة الدمشقية، حيث يقدم في رمضان مسلسله الجديد «أولاد القيمرية»، ويجسد فيه شخصية عبد الله، وهو موظف «أفندي» في الولاية العثمانية يدخل في صراع مع بقية موظفي «الحكمدارية» من المرتشين والسماسرة.
ويبدو أن كثراً من الفلسطينيين، وربما العرب، ومن باب التضامن مع عباس النوري، الذي لطالما أحبوه، وأحبوا أدواره، سيتجهون نحو «أولاد القيمرية»، في حين يشدد آخرون على أن «باب الحارة» سيبقى مفتوحاً، كونه لا يرتبط بممثل، أو دور. إذ سبق أن غاب بسام كوسا، بشخصيته المحورية في الجزء الأول (الأدعشري)، وحصد العمل نجاحاً منقطع النظير في الجزء الثاني... ويبقى لنا أن ننتظر 4 أشهر متبقية لرمضان، لنرى ما يحدث مع «باب الحارة» في فلسطين، وسواها من الدول العربية».
بديعة زيدان
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد