في اليوم العاشر من العدوان : مئة غارة تهرس البشروالشجر والحجر

22-07-2006

في اليوم العاشر من العدوان : مئة غارة تهرس البشروالشجر والحجر

صوّب العدو الإسرائيلي، غاراته في اليوم العاشر، من عدوانه المستمرّ على لبنان بشراً وحجراً، على مدينة بعلبك، مسجّلاً رقماً قياسياً في عددها الذي بلغ 17 غارة في أقل من 25 دقيقة، وارتكب فيها مجزرة استُشهد فيها خمسة أشخاص وأصيب نحو 21 شخصاً بجروح. وقد تركّزت الغارات على المؤسّسات الاقتصادية والزراعية ودمّرتها بالكامل وبينها مؤسّسة الشهيد ، و مدرسة الهداية ، وتضرّرت الأبنية المدنية داخل المدينة وصولاً إلى السوق التجارية والسرايا الحكومية.
وعلى غرار بعلبك تلقت منطقة الضاحية الجنوبية مزيداً من الصواريخ المدمّرة التي سوّت بالأرض مبنيين في شارع الشيخ راغب حرب في محلة حارة حريك.
ولم توفّر الغارات الوحشية الاسرائيلية محلّة المديرج حيث تعمّدت إسقاط أعلى جسر في منطقة الشرق الأوسط لم يمرّ على بنائه أكثر من خمسة أعوام، وهو يربط بيروت بالبقاع، فضلاً عن تدمير الجسور الصغيرة والممرّات التي تربط القرى البقاعية ببعضها بعضاً. وشهدت مدينة صور وقراها هجمات بالغارات وصلت إلى نحو مئة غارة، وذلك لغاية مساء أمس.
وتعرضت مدينة ، منذ ساعات الصباح الباكر، لسبع عشرة غارة وأكثر من مئة صاروخ، طاولت معظم الأحياء، وقطعت أوصال المنطقة بطرقات المحور الشرقي والطريق الدولية من رياق حتّى بلدة يونين.
فمنذ الساعة السادسة صباحاً، وعلى مدى ساعات النهار، والغارات الإسرائيلية تستهدف الجسور والممرات التي تربط ما بين بلدتي النبي شيت وجنتا، وبين بلدتي النبي شيت والخريبة، وبين بلدتي حام والخريبة، بالإضافة إلى جسر نهر الليطاني في بلدة حوش الرافقة.
وعند الساعة الحادية عشرة، تعرّضت بعلبك وعلى مدى ساعة، إلى أعنف قصف مستهدفاً الأحياء الشرقية الشمالية لها، وهي: الشيخ حبيب آل ابراهيم، وآل اللقيس، والعسيرة، ووادي السيل، ومركز الإرشاد الزراعي في بلدة دورس، فدمّرت عشرات المنازل بالكامل وألحقت أضراراً جسيمة بالمئات من المنازل والسيارات. وما لبثت أن تجدّدت الغارات في فترة بعد الظهر، على أحياء المدينة حيث سجّلت عشرات الغارات المتتالية مستهدفة منازل سكنية في حي الشيخ حبيب، ومؤسسة الشهيد، ومدرسة الهداية، ومسبح الشرق قرب وادي السيل ومنازل في حي آل اللقيس.
كما استهدف الطيران طريق مقنة حمص، وطريق مقنة نحلة، محيط التل الابيض، مما أدّى إلى سقوط شهيدين هما: حيدر عوض الفيتروني، وحسن محمد الأطرش، بينما أصيب 16 شخصاً بجروح، وعرف منهم: حسن أحمد ابراهيم، وموسى حسن، وعلي حيدر مصطفى، وحسين مهدي نصرالله، وذو الفقار حسن المصري، وهادي علي اللقيس، وعاصم محمد اللقيس الذين نقلوا إلى مستشفى الريان، وحسين عبد الكريم الهبش، وعلي حسين اللقيس، ومحمد حسن الطفيلي، وعلي محمد الطفيلي، وآيات علي شقير، ووفاء لطفي الطفيلي، ومحمود شقير، وحسن علي اللقيس الذين نقلوا إلى مستشفى الططري للمعالجة.
وعند الساعة الثالثة والنصف، أغار الطيران الإسرائيلي مجدداً على مدينة بعلبك مستهدفاً الأحياء المنزلية في محيط مصلحة المياه.
وناشدت إدارة مستشفى الريّان المؤسّسات الدولية تأمين الأدوية والأمصال، خصوصاً تأمين فلاتر لغسيل الكلى.
وشهدت المدينة نزوحاً بارزاً بعد اشتداد الغارات باتجاه المناطق الآمنة في القرى المجاورة وباتجاه سوريا.
وعاشت منطقة  البقاع الأوسط ليلة جديدة من العنف الصهيوني بعدما شنّت طائراته الحربية غارتين عند الساعة الثانية والنصف فجراً، استهدفتا بأربع قنابل، سيّارتين لنقل الركّاب، الأولى بولمان من نوع مرسيدس، والثانية فان من نوع تويوتا كانا متوقّفين في منطقة العمرية على جانب طريق عام الفيضة زحلة، فأحرقتها وأحدثت أضراراً في المنازل المحيطة بهما.
وبالرغم من اقتصار الاعتداءات الصهيونية على هاتين الغارتين في المنطقة، إلا أنّ المنطقة لم تعرف الهدوء بسبب دوي القصف الليلي في قضاء بعلبك إضافة الى قصف طريق عيناتا الأرز.
وسمحت فترة الهدوء لمؤسسة أوجيرو بتصليح الأعطال التي طرأت على كابل سنترالي رياق وعلي النهري من جراء الاعتداءات الصهيونية. وفي راشيا والبقاع الغربي أمضى الأهالي ليلتهم ،على إيقاع دوي مئات الانفجارات الناتجة عن القصف المدفعي الإسرائيلي الثقيل، من مرابض مدفعيته المتموضعة في مزارع شبعا المحتلة، وتلة سدانة، ومرتفعات الجولان المحتل، والتي كانت تستهدف مناطق في عمق الجنوب، وذلك بالتزامن مع التحليق المكثف للطيران الحربي، إلى جانب التحليق المتواصل لطائرات الاستطلاع التجسّسية.
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدى ساعات النهار، عشرات الغارات الوهمية، ملقية بالونات حرارية.
وصبّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غضبها على عمود إرسال تابع لقناة المنار موضوع على تلال تومات نيحا في البقاع الغربي ودمّرته.
وسجّلت غارتان عند الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة والعشرين، على بلدتي عرمتى والريحان في قضاء جزين. ثمّ أغارت عند الساعة الثانية عشرة والنصف، على طريق العيشية، الريحان، مطلقة نحوها صاروخي جو أرض، وسط تحليق مكثّف للطيران الحربي فوق النبطية وإقليم التفاح.
وفي العرقوب ، أشعل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل غير مسبوق، المنطقة بحمم قذائفه، حيث تعرّضت منذ ساعات الليل الفائت وحتى نهار أمس، لأعنف قصف مدفعي ولغارات جوية طاولت المنطقة الممتدة من المجيدية الماري وحتّى مرتفعات جبل الشيخ، مروراً بقرى كفرشوبا، والهبارية، والفرديس، وحلتا، وكفرحمام، ووادي خنسا.
وأعربت مصادر أمنية متابعة عن اعتقادها بأنّ هذا القصف يمكن أن يكون مقدّمة لعمل عسكري برّي في هذا القطاع المحاذي لخطّ مزارع شبعا، تحت ستار ضرب المواقع العسكرية التابعة للمقاومة ومنصّات الصواريخ.
وقد نفذّت القصف الإسرائيلي، عشرة مرابض مدفعية بعيدة المدى، مركّزة عند الأطراف الشمالية للجولان السوري المحتلّ، ومن الطرف الجنوبي لمزارع شبعا، ودبّابات من نوع ميركافا مركّزة في مواقع الظهرة، والغجر، ورمتا، والسمّاقة، والعلم. وقد تميّز القصف بكثافته وبنوعية القذائف المستعملة وهي متفجّرة وفوسفورية وعنقودية وخارقة، وتوزّعت على رقعة طولها حوالى 12 كيلومتراً وبعرض بين 3 و6 كيلومتراً، ممّا أدّى إلى اندلاع عشرات الحرائق في المناطق الحرجية المحيطة بحلتا، ووادي خنسا، وكفرشوبا.
وتزامن هذا القصف مع حصول خمس غارات جوية على أطراف حلتا، ووادي خنسا، ومحيط راشيا الفخار، وتلال كفرشوبا. وألقت الطائرات أجساماً في محيط كفرشوبا يعتقد بأنّها أجهزة تنصّت وإرسال صغيرة يمكنها تحديد الأجسام المتحرّكة في محيطها وعبر قطر يتجاوز الكيلو مترين.
وحلّقت طائرات الاستطلاع على مدى حوالى ثلاث ساعات وبشكل دائري فوق العرقوب ومزارع شبعا، مطلقة مئات البالونات الحرارية.
وتعتبر مصادر أمنية متابعة أنّ هدف هذا القصف المكثّف إقامة منطقة محروقة بالنار كمقدّمة لعمليات برّية محدودة يمكن أن يلجأ إليها العدو الصهيوني في إطار ما يسمّيه ضرب مواقع حزب الله المتاخمة للسياج الحدودي وتدمير منصات إطلاق الصواريخ. وتعتقد المصادر نفسها أنّ هذا الاحتمال وارد بنسبة بسيطة، وتضيف بأنّه من الصعوبة لجيش الاحتلال خرق الطرف المقابل لجبهة مزارع شبعا حيث هناك كثافة لمجاهدي المقاومة البواسل والمدجّجين بكميات كبيرة من الأسلحة المختلفة الأنواع والأحجام.
وفي بنت جبيل، واصل العدو الاسرائيلي استهدافه للمنشآت المدنية، فأغار في المدينة على متوسطة جميل بزي الرسمية، بالقرب من مفرق عيناتا حيث قامت بتهديمها كلياً، وقد نجت العائلات التي كانت مختبئة فيها بأعجوبة، من موت محتوم، بعد أن سقط سقف الملجأ واقتصر الأمر على وقوع إصابات خفيفة. ولم تسلم مهنية بنت جبيل من الوحشية الإسرائيلية للمرّة الثالثة، حيث أغارت على مقرّ القوّة الأمنية فيها، فهدمت جزءاً منها، وجرح حوالى 25 شخصاً من أهالي المنطقة الذين التجأوا إليها. واستكملت الطائرات الإسرائيلية تدميرها لمحطات الوقود حيث أغارت على عدد منها في بنت جبيل والقرى المجاورة، كما أغارت على مبنى تشغل الهيئة الصحيّة الإسلامية طابقاً منه، ودمّرته بشكل كبير، واستهدفت المنازل المدنية وبشكل متواصل، في بلدة عيترون حيث جرحت في أحد المنازل على مدخل البلدة 13 شخصاً من عائلة واحدة، ولا يزال هناك عدد من الجثث تحت أنقاض المنازل التي تعرّضت للغارات في الأيام الماضية.
وتعرّضت قرى شقراء، وبيت ياحون، والطيري، وعيناتا، وبرعشيت، وحاريص، وعيتا الجبل، ورميش، لوابل من القذائف الإسرائيلية وعدد من الغارات مع تحليق دائم ومكثّف لطائرات التجسّس الاسرائيلية. ولوحظ أنّ الغارات تشنّ اثناء الليل، وذلك في محاولة لضرب الروح المعنوية للصامدين في قراهم.
ونفّذ طيران العدو ثلاث غارات ليلاً على بلدة الخيام، مستهدفاً ثلاثة منازل. وبينما كانت دورية للقوى الأمنية اللبنانية المشتركة، تقوم بواسطة سيّارة للشرطة العسكرية اللبنانية بتوزيع الخبز على أهالي بلدة بليدا، تعرّضت لغارة جوية إسرائيلية عند الأولى والنصف ظهراً، مما أدى إلى تدميرها وإصابة كل من العنصر في قوى الامن الداخلي علي عليان، والمجنّد محمد علي، والشرطي داني محفوظ بجروح بليغة. وألقت قوات الاحتلال قنابل عنقودية في بلدة بليدا، حيث نبهت القوة الأمنية المواطنين الى عدم الاقتراب منها والتبليغ عنها، وناشد الأهالي الصليب الأحمر التوجّه إلى بلدتهم لإجلاء المصابين ومساعدتهم.
ومع استمرار أيام العدوان الاسرائيلي، تزداد المأساة في قرى بنت جبيل المحاصرة مع انقطاع وسائل الاتصال بالمنطقة، حيث أصبح النازحون من تلك القرى وسيلة الاتصال الوحيدة لمعرفة آخر الأخبار ولمن يريد الاستفسار عن أقاربه أو أهله، وأكّد هؤلاء أنّ عمليات النزوح عن تلك المناطق تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على الطرقات والمنافذ، ونفاد المحروقات، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه، فيما الأزمة الإنسانية تزداد تفاقماً مع نفاد المواد الغذائية، وصعوبة التنقّل والحركة بين المنازل والملاجئ.
وعُلم أنّ أربعة جنود إسرائيليين على الأقل، لا يزالون محاصرين في بلدة مارون الرأس، بعد أن وقع تسعة منهم في كمين نصبه رجال المقاومة لهم، أوّل من أمس، أثناء توغّلهم داخل الاراضي اللبنانية حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين استعملت خلالها القذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة والمضادة للدبابات. 

وفي مدينة صور ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية  بواسطة منطاد، مناشير تضليلية تهدف إلى تخويف الناس وإبعادهم عن المقاومة وفكّ ارتباطهم بها، وذلك عن طريق دعوتهم إلى ترك المنطقة من جنوب الليطاني إلى شماله، بداعي أنّ قراهم سوف تتعرّض للقصف، وتحت ذريعة الحفاظ عليهم وكأنها حريصة عليهم وهي التي ما فتئت تقتل الأطفال والنساء وترتكب المجازر البشرية والحجرية. كما رمت الطائرات مناشير تدعو المدنيين إلى عدم التعاون مع رجال المقاومة. ولكنّ الأهالي سارعوا بدلاً من الفرار، إلى تجميع هذه المناشير وإحراقها ساخرين منها، وطالب بعضهم المقاومة بأن ترمي عبر صواريخها بيانات تدعو المستوطنين إلى النزوح عن فلسطين المحتلة والعودة من حيث أتوا.
وأمضى أهالي صور وقراها، ليلة جحيمية في ظلّ قصف بحري وجوي استهدفهم بشكل عنيف، حيث شنّ الطيران الحربي أكثر من مئة غارة حتى المساء وبمعدل غارة كلّ ربع ساعة، وشملت أطراف قرى: طورا، وبدياس، وطيردبا، ومعركة، وطلوسة، ومعروب، وجناتا، ودير قانون النهر، والبازورية، وقانا، وحوش بسمة، والبرج الشمالي، وزبقين، وياطر، وجبال البطم، والحنية والعزّية.
وفجراً أغار الطيران المعادي على معظم مناطق صور، بدءاً من ضفاف نهر الليطاني، ومع تركيز على أطراف بلدات: برج رحال، والعباسية، والبرغلية، وقدموس، وأطراف بلدة بدياس، ومنطقة الفوّار الفاصلة بين بدياس والحلوسية. كما نفّذ أكثر من عشر غارات متتالية على أطراف بلدتي العباسية وبرج رحال، وتركّز القصف على تلة حسن، وكرم الشيخ، وحرش العباسية الذي اشتعلت فيه النيران لساعات طويلة.
وقرابة الساعة السادسة صباحاً تعرّض محيط بلدات زبقين وصدّيقين، وجبال البطم، لقصف مدفعي من البوارج الحربية، وأغار الطيران على عيتيت، والعباسية، وطورا وباتوليه حيث تمّ استهداف حفارتين للمياه، وأصيبت عبّارة على جانب طريق باتوليه الرشيدية، ومعمل للخشب على طريق عام العباسية صور.
وعند الساعة الثامنة والنصف صباحاً، أغار طيران العدوّ أربع مرّات على أطراف بلدات: قانا، وصديقين، وزبقين، والبياض، والحوش، والبازورية، وعين بعال، ومحيط برج رحال، وطورا، والعبّاسية، وبدياس، ومعركة، والبرج الشمالي، وطيردبا، مستهدفاً معملاً لآل صفي الدين لإنتاج الأمصال والمواد الطبية الذي كان قُصف ودمّر قبل أيام.
وأدّت الغارات على بلدة معروب إلى تدمير ثلاثة منازل. وقصفت البوارج الحربية الإسرائيلية البيّاض والحمراء المؤدّيتين إلى بلدة الناقورة، كما استهدفت منطقة اللبونة برشقات نارية من مراكز العدو هناك. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في تمام الساعة العاشرة والنصف، سلسلة من الغارات المعادية على بلدات: القليلة، والنبي عمران، وطريق زبقين، والحنية، وصولاً إلى شرق مدينة صيدا. وبعد خمس دقائق أغارت على دفعتين على المنطقة الواقعة بين بلدتي طير دبا والبازورية. كما نفذّت غارتين على منطقة البرج الشمالي والبازورية، مستهدفة الطرق المؤدّية إلى داخل القرى والى مدينة صور، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي. وفي الحادية عشرة سجّلت غارة اسرائيلية على منطقة برج رحال والحلوسية، ثمّ غارات على محيط بلدة بدياس، والبازورية ودير كيفا وسلعا.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، بعد الظهر، بلدات برج رحال، وبدياس، والعباسية، وقدموس في البرغلية، وأطراف بلدات ياطر، وزبقين، وصدّيقين، وجبال البطم، وبلدة البياض، وبلدة الحنية في محاذاة مقرّ الكتيبة الصينية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل في الجنوب. وقرابة الساعة الثالثة بعد الظهر، شنّت الطائرات المعادية غارات كثيفة، على الحنية، ووادي زبقين اللذين استهدفا أيضا بقصف مدفعي مركّز من داخل الأراضي المحتلة. ثمّ توسّع القصف إلى تلال زبقين، وعلما الشعب، وجبل البطم، ومرتفعات شمع. وأفيد عن حصول غارات بالقنابل الحارقة على خراج يقع بين القليلة والشعيتية ومنطقة تسمّى النبي عمران في القليلة.
في غضون ذلك، تواصلت الكارثة الإنسانية في بلدة صريفا، حيث لا تزال جثث 30 شهيداً تحت الأنقاض، ولم تتمكّن الهيئات الإنسانية من نقلها بعد، على الرغم من المساعي التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية والصليب الأحمر.
وأعلن مصدر في القوة الدولية في الجنوب أن القوات الإسرائيلية أصابت، وللمرة الثانية في غضون أسبوع، مركز المراقبة التابع للقوة الدولية في بلدة مروحين حيث سقطت قذيفة من عيار 155 ملم وأحدثت أضراراً جسيمة.
النبطية
وتواصلت الغارات الجوية العنيفة على مدينة النبطية وقراها مستهدفة ما تبقى من الجسور والعبّارات والمنشآت المدنية والصناعية، وملحقة أضراراً جسيمة في البنى التحتية، والخدماتية، وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف، والطرقات، والمحال والمؤسسات التجارية والصناعية، والأبنية والمنازل السكنية والسيارات، ممّا تسبّب في إدخال الخوف والرعب إلى قلوب المواطنين الذين نزحوا عنها بأعداد كبيرة.
فقد أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس، على طريق عام عدشيت القصيبة، وطريق حمى أرنون كفرتبنيت، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي إسرائيلي تعرّض له خراج بلدة يحمر الشقيف. وكان جسر الجرمق الواقع على نهر زريقون بين كفرتبنيت ومزرعة الجرمق قد تعرّض لغارة قرابة الساعة الأولى من بعد ظهر أمس، ودمّرته، وسبقت ذلك غارة عند الساعة الثانية عشرة والنصف، استهدفت طريق عام العيشية الريحان.
وفجر أمس، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على مجرى نهر الليطاني الواقع بين قرى وبلدات قاعقعية الجسر، وفرون، والغندورية وصير الغربية، ولم يسجل وقوع إصابات في الأرواح.
وقبيل منتصف ليل أمس الأول، استهدفت إحدى الغارات جسر حبوش الواقع على أوتوستراد حبوش دير الزهراني وهو يربط الجسر المذكور بين مناطق إقليم التفّاح والنبطية والزهراني، وأحدثت فيه أضراراً جسيمة، في حين استهدفت غارة أخرى مخرطة ناصر روماني في محيط أوتوستراد حبوش ودمّرتها تدميراً كاملاً، وخلّفت هذه الغارات أضراراً جسيمة في الأبنية والمنازل السكنية المجاورة، وأثارت الخوف في صفوف قاطنيها واضطرتهم إلى إخلائها والنزوح عنها إلى أماكن أكثر أمناً.
ولم تغب الطائرات الإسرائيلية عن سماء منطقة النبطية طوال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث نفّذت مئات الغارات الوهمية والطلعات الاستكشافية على ارتفاع منخفض ومتوسّط، وكانت ترافقها من حين إلى آخر طائرات الاستطلاع والمراقبة من نوع أم.ك.
وبين الساعة السابعة والثامنة من مساء أمس، شنت الطائرات الاسرائيلية ست غارات استهدفت ثلاث منها استراحة لافيتا في وادي الكفور ودمّرتها بالكامل، كما استهدفت إحدى الغارات، محيط نادي الشقيف في النبطية، واستهدفت غارة أخرى، المنطقة نفسها التي سبق وقصفت في حي الميدان منذ ثلاثة أيام. وقد سقط في هذه الاعتداءات الجوية في حي الميدان، الشهيد علي جفّال (55 عاماً) وأصيب خمسة آخرون بجروح مختلفة، عرف منهم: الرقيب في قوى الأمن الداخلي حسن الزيباوي، عباس طقش، زهير سلوم، ورنا جواد قشرها.
وقصفت الطائرات المعادية، فجر أمس، الجسر المؤدي إلى بلدة السكسكية في منطقة الزهراني فدمّرته، وتضرر عدد من البيوت المجاورة له.
الناعمة
كما أغارت الطائرات المعادية، ليل أمس الأول، على الجسور التي تقع فوق الأوتوستراد الساحلي والتي تربط بلدات الناعمة، وحارة الناعمة والدامور، بالأتوستراد، ودمّرتها كلياً. كما انها استهدفت الأنفاق المعروفة في الناعمة. وتسبّبت الغارات على جسور وأنفاق الناعمة بأضرار جسيمة في الأبنية والسيارات المتوقفة في المنطقة.
المديرج
وفي عاليه لم تشفع الاضرار التي طاولت الجسر الحديث في منطقة المديرج من جرّاء الغارة الأولى عليه في الأيام الأولى من الاعتداءات الاسرائيلية، لأن يكون بمنأى عن استهدافات جديدة، وكأن العدوّ الاسرائيلي أراد أن يمحو أثراً مهمّاً يعتبر أحد إنجازات مرحلة السلم والبناء، فلم يستهدف الجسر على الطريق الدولية المقطوعة أساساً بسبب ما أحدثته الغارات الأولى من ثغرات وحفر كبيرة وحسب، وإنما استهدف هذه المرة معلماً عمرانياً مهماً، خصوصاً إذا علمنا أنّ الجسر صنفته شركة الإيطالية المنفّذة، كواحد من أهم إنجازاتها الإنشائية، واعتباره الجسر الأكثر ارتفاعاً في منطقة الشرق الأوسط، إذ يبلغ ارتفاع الأعمدة التي تتوسّطه 72 متراً.
وتمكّن الطيران الحربي الإسرائيلي في تمام الساعة الثامنة والدقيقة السابعة والأربعين من صباح أمس، من إسقاط جزء كبير من الجسر الذي بقي رغم ذلك، واقفاً عند أحد جانبيه، بعدما شنّ عليه أربع غارات متتالية استمرّت حتّى العاشرة صباحاً.
وهدّمت الغارات نصف طريق الجسر الجديد الذي يشكّل جزءاً من وصلة الاوتوستراد العربي على الطريق الدولية بين صوفر والمديرج، بعدما أصابت ثلاثة من أعمدته الخرسانية العملاقة.
وعلى الفور، ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً على المنطقة، ومنع الكافة من التوجه إلى الجسر بمن فيهم الصحافيون، وذلك خوفاً من تجدّد القصف ووقوع ضحايا. وقد أثارت هذه الغارات حالة من الخوف والترقّب في منطقة المتن الأعلى غير البعيدة عن المكان، في بلدات عين دارة، وصوفر، وقرى جرد عاليه، وظلّت هذه الطرق مقفلة لمدة ساعتين، بعد وقوع الغارات.
بعبدا
وأضافت القوات الاسرائيلية منطقة جديدة على لائحة اعتداءاتها حيث استهدفت، ليل أمس الأول، ساحة بعبدا، مخلّفة وراءها أضراراً مادية في المنازل المجاورة وفي محيط مبنى بلدية بعبدا والسفارة الأردنية.
الضاحية
ولم تغب الطائرات الحربية عن سماء الضاحية الجنوبية التي تعرّضت، فجر أمس، لسلسلة غارات أدّت إلى تدمير سنتر داغر الكائن في محلة بئر العبد، والمبنى الذي كان الإعلام المركزي في حزب الله يشغل طابقاً منه في شارع الشيخ راغب حرب، والمبنى الذي شغلت مؤسسة الشهيد طابقاً منه في الشارع نفسه.

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...